إلى المتشرّد

2017-05-24
إسفلتُ هذي الشّوارعِ
ــــــ ومهما قَتُمْ ــــــ
لن ينفي عنّا بعض النّخيلِ
والزّياتينِ
بعضَ الجبالِ
وبعضَ الرمالِ
وإن قد عُدِمْ .
صُبُّوا لي كأسا
لن أخشى بَأسا
صُبُّوا لي كأسا .. لأحلم …
في كلِّ رُكنٍ هناكَ حديقَه
وبعضُ الحقيقَه
وإن لم تُلِمْ ،
في كلِّ ركنٍ هناكَ صديقٌ
هناكَ صديقَه
تحاكيكَ جهرا
أو تبتسِمْ ،
في كلِّ رُكنٍ
هناكَ أملْ
ولو أنَّ حُلْمَكَ لم يَكْتَمِلْ .
تجوبُ شوارِعَ هذا البلدْ
وتخشَى زُقاقَهْ
ويَأخُذُكَ العونُ
إذ لم يجِدْ لديكَ بطاقَه
فمن يَسألُ عن غَريبٍ شَرَدْ
غيرُ رفاقِهْ ؟
قلتَ الغريبْ ؟!
لماذا الغريبْ ؟!
لأنَّ الإشاعاتِ قالتْ
بأنّي اهترأتُ بكُثرِ السّفرْ
وأنَّ اشتياقي
وراءَ انزلاقي
في بعضِ الحُفَرْ
وأنَّ ضياعي
بخُلْوِ القلاعِ
قد يَنصهرْ …
فلتخلُو كلُّ القلاعْ
وليُسلخ العشقُ ثمَّ يُباعْ
وليتساقطْ كلُّ الرفاقِ
يكونُ التَّلاقي
متى الفعلُ يَثبُتُ أو يَنتصرْ .
تشهدُ كلُّ العواصمِ كلُّ المدنْ
كيف تحوّلتَ بالطائراتِ
أو بالسُّفُنْ ،
ثمَّ تشرّدتَ
حتى تفرّستَ عمقَ المحنْ
ولم تنزوِ …
إنَّ الزنازينَ تشهدُ لكْ ..
تشهدُ لي ..
لنا كلّنا …
كيف حُرمنا
زئرنا
سُجنّا
هَجرنا الدِّيارْ ،
إنَّ الرصاصاتِ تشهدُ لكْ
تشهدُ لي
لنا كلّنا
كيف انطلقنا
ثَبُتنا
صمدنا
ودون انتصارْ ،
ولكنَّ كلَّ الوقارْ
أن تَلتحمْ
أن تنتقمْ … من الإنهيارْ .
ولا تبكِ يوما
لأنَّ الرفاقَ رَمَوْا بالسِّلاحْ
فتاريخُ حربٍ لن ينتهي
بشُغلٍ
وبيتٍ
وبعضِ ارتياحْ .
طموحُ الشّعوبِ
تحتَ الرمادِ الذي لا يُضاهِي
هبوبَ الرياحْ .
وكلُّ الأراجيفِ لن تصمُدَ
أمامَ أشعّةِ نورِ الصباحْ



معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved