
تكبو فيرفعُ هامَها السيابُ
والنخلُ والشعراءُ والأحبابُ
جلسوا الى الشطِ العريقِ وأسرفوا
في الوجدِ حتى أتمرتْ أرطابُ
وتمايلَ الرمّانُ من بَوحِ الهوى
ثَمِلاً ، وصبَّتْ ُكأسَها الأعنابُ
حضروا مع الحَسَنِ الرهيفِ مجالساً 2
صوفيَّةَ الأشواقِ اذْ تنجابُ
عن ألفِ سِرٍ في الهُيامِ مُرتَّلاً
حتى كأنَ الرافدين سَحابُ
يمضي بِهُمْ نحوَ السماءِ تسوقُهُ
ريحُ الجوى كي يستشفَ حِجابُ
فكأن جنحَ السندبادِ أقلَّهمْ
نحوَ الحقيقةِ ، والحياةُ ضَبابُ
وكأن بشّارَ الضريرَ عوالمٌ 3
***بَصَريَّةٌ بَصْريةٌ وشبابُ
ًكُتِبَ البقاءُ له فباتَ مخلدا
أبداً ، وموتُ المبدعين سرابُ
البصرةُ الغناء طابَ غناؤها
ليلاً ، وظهراً والشموسُ حرابُ
صمتتْ .. ففاجأتِ الزمانَ بِصُرَّةٍ
فيها الى العجبِ العجابِ عجابُ
فيها الفراتُ ودجلةٌ في رافدٍ
والنيرانِ : أهلَّةٌ وقبابُ
اِثنان من كلِّ الصنوفِ لِفُلْكِها
ولقد تعالى الواحدُ الوهّابُ
مابين أورَ الى الخليجِ مسافةٌ
والهورُ فيها قصَّةٌ وكِتابُ
والبصرةُ الشمساءُ سرُّ روايةٍ
حَضَرَ الشخوصُ لها وهم غيّابُ 4
1
زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : اليوم الثاني من العام 2018 في برلين
2
الأشارة هنا الى الحسن البصري الذي يُعتبر رائد المدرسة الصوفية وواضع حجر الأساس للمذهب الصوفي
3
بشّار الضرير: أشارة الى بشّار بن برد أحد أكبر شعراء البصرة والعراق ومن عمالقة شعراء العربية الذي ولد أعمى في البصرة وتوفي في البصرة أيضاً سنة 167 للهجرة عن عمر ناهز السبعين
4
الشمساء كلمة من اشتقاقي أو انني لم أسمع بها أو أقرأها من قبل أوردتها هنا لتوصيف البصرة المشمسة ولأنها تلائم الوزن والموسيقى