يا قبلة الزمان ، ونور الأبدية
ما كان ليدي أن تتحرك ، إلا لأنها صافحت يدك.
وما لعيني أن تبصر الأكون ، إلا لأنها لحظة من طرفك.
ما كان للساني أن يكون ترجمان الأشواق ، إلا لأنه سمع منك الأشواق التي هي أكثر بعداً من الآفاق.
وما كان لقلبي أن يكون معبداً ، إلا لأن قطرة من دم قلبي امتزجت بقطرة من دم قلبك.
ما كان لهذا الفقير الذي يخاطبك بهذه الجسارة ، أن يعاف الدنيا ، إلا لأنه اكتفى بهمسة من شفتيك.
يا إلهي العظيم ، تقدست أسماؤك الحسنى.
ما أعظم نعماءك.
لأن ميسان
أهدتني لفتة من لفتاتك!
***
يناديك ..
بيت في الشارقة ، أو عريش في الهور
يفتديك ..
بيت في جلفار ، أو كهف في رؤوس الجبال
يشتاق اليك ..
خان في الخان ، أو معتزل في الخور
يتضرع إليك
قصر الرمل في دبا ، أو درب في الذيد
يا لتلفي ..
ولدت ، فمت ، فبعثت
بين أين وأين:
قلبك،
وزاوية في ميسان.
***
عند الفجر ، حلمت بإثنتين :
أنت وميسان
أنت المطاف الأخير،
وميسان آخر الدنيا.
استيقظت على مواء قطة صغيرة عمياء ،
تتقدم نحوي على ثلاث أرجل . ألقيت بكل زهوري
على قطة طفلة عمياء ، وأنا أقهقه:
أنا .. آخر مجانين العراق!
***
أنهضتني الوحشة من رقدتي الاخيرة
وقالت لي : بني أي نبي :
ماذا تبقى لديك لتخشى الطاغوت
وماذا ربحت غير الفراديس
لتنسى دياجير الظلام!
بنيّ ، أي بنيّ :
جبينك الشمس ، ورايتك الفراغ.
***
ميسان ، آه ميسان..
أنا متيمك الأخير
اللحظة رقدت أسماك الخليج
وانا ألهج باسمك!
***
ذات يوم ..
كنت مفتاحاً صغيراً
ضبّعه الحواة وسماسرة الأحزاب
وإذْ أبصرتك
شافهني رضوان : بنيّ هذه هدية
المولى إليك.
مولاي : ما أعظمك.
***
يا مخابيل العالم
اتحدوا .....!
****
لماذا أنت
حلوة وأعذب من العنب اليثربي؟
لماذا أنت جميلة
كعاصفة في دمي؟
لماذا أنت
خلقت كما أنت؟
يا جميلات العرب
ميسان في الطريق الي !
جمعة اللامي
الشارقة ـ ميسان
1982