إسم الكتاب: نصوص الحكمة
إسم المؤلف: الشاعر نجم خطاوي
تصميم الغلاف: الفنان علي الساعدي
منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد/ وزارة الثقافة ـ دائرة العلاقات الثقافية العامة.
مابين خطواته العاثرات،فرزنة الطريق، أغنيته التي بعثرتها الرياح ،ضياع لحنه الأثير وبين أمرأة فصوله،المرأة العاشقة النقية و الصافية، تتمدد ملامح فصول وحكايات، شكّلها بمعرفة حالمة وقياس.
هو الذي يخفف عن نفسه الجريحة..العابسة..القلقة..البريئة عذابات حياة متسارعة فمابين ضوء نهار وعتمة ليل يخبرنا ومنذ زمان بعيد عن نهره الخالد..أصدقاءه القدامى الطيبين..جارته..شارعه..معلمه الأول..مدينته.. بيته القديم..أمه.. حبيبة صباه ووطنه.
ومع خطوات الأزمنة الرهيبة التي تقترب أخرج لنا الشاعر من صندوق حكمته اربع وسبعين قصيدة تزين أوراق المجموعة وتفتح الأبواب مشرعة أمام رياح..أعاصير..حروب..خراب..حزن شواطئ وخطوات لم تتقن الدرب بعد!.
حين يبدأ الشاعر السؤال بـ(كيف) فالمجموعة تمتلك أكثر من جواب لأن الشعر قادرٌ على قول كل شيء، وهكذا بدأت تتساقط الأجوبة كتساقط الثلج[ ثلج أنساق لحكمته سائراً في الدروب الجميلة]2، [ ثلج أعانق قامته الفضية فنصير كجناحي فراشة حقل]أو كالرياح العاصفة [رياحي العاصفة بدل أن تهز أعشاب حديقتي تسمرت عند السياج] أو كالمطر الهاطل[...كي يهطل من غيمة القحط مطراً يشبه العافية لوجه مدينتنا وأنا أنتظر أنتظر وأنتظر] أو أو الخ...
إذن الشاعر موزع بين شؤونه الصغيرة والتي يحاول الكشف عنها وإعادة بناء ماتهدم منها بصبر ناسك ومهارة صائغ مجيد[.. نسمات حلم يتلاشى مرت كالبرق فوق يافوخ رأسي]،[سكون رهيب فوق قرميد السطح الأحمر خدشته عربدة قطار جبار مر سريعاً كالسرطان] وبين الصقيع المميت وهو ينظر إلى القمرالذي في الخارج ومن خلال ضوئه الشبحي يستعيد قمره العراقي حيث الجو يغلي والشوارع خالية [ لعينيك سأهمس في عتمة الليل مناجياً قمراً قريباً من نافذتك الصغيرة].
وحين يعصف فيه الحنين تحدث أشياء كثيرة لكنه غير قادرعلى فعل شيء، صور لمناظر متدفقة يقف عاجزاً أمامها من دون تحقيق ما يصبو اليه [ هناك حزنت كثيرأ حين غاب السياب من الرف وحين أغبر أدونيس الوحيد وهناك أيضاً لامست يداي قلب يشار كمال وروح بابلو نيرودا وهناك ثملت من خمرة الخيام وأغاني الشيرازي].
أما حين تمر الأرتال المكتئبة، حيث الدموع السوداء من عيون الرجال ، يجلس الشاعر هناك مع أصدقاءه حاملاً أوراقه ليؤرخ لمرحلة عند تخوم حقول الألغام ومواقع القتل![ الطائرات حاصرتنا الرصاص عم المكان السماء ضللّتها رائحة الموت صخور الجبل نزعت ثوب الصداقات في إنتظار الحريق].
وعن إنتظار ألأشخاص في ردهة الإنتظار وفي هذا الزمن السيء والذي يرمز للإنحطاط بكل معنى الكلمة حيث القتل بشكل ديني وتسلق الكناغر والوعول المناصب من غير حق[سباق للمداحين والطبالين للنهازين لتجار الحروب وهازي الأكتاف لمن يتقن الردح والرقص ونظم القصائد الرديئة].
وحين يخشى الشعور بالوحدة تتسلل أطياف الأصدقاء الحقيقيين يقظاً كان أو يحلم، فذكراهم تجثم وهو في عزلته..أصواتهم قادمة .. أغنياتهم تختلط مع صوت الريح فيذكر أسماءهم (سامي، كريم، حسون، خيون، مؤيد، عبدالزهرة، زهير ألخ...)، [مفارقة يا زهير في مدينتنا لا تباع الزهور والحدائق خربوها لا شبكة ولا صياد لا مطرقة ولا عامل والساعة دون اميال أشجار الكالبتوس العملاقة بادلوها بالسكراب والخردة].
وباللغة التي أحبها ومع وميض الألوان في قصائده القصار ننهي الجولة[ المصائب العظيمة لا يحلها الحرمل ولا يداويها البخور]، [حين تشح الحانات لا تقرب حانة الأراذل منتصف الجلسة يصير الشراب كالسم والكؤوس سكاكين]، [ نبل الحديد حين يصير مراجيح قبحه حين يصيرفوهات بنادق]، تاركين الشاعروهو يسترسل ناسجاً اللون والمعنى متأملاً بعمق فكل ما دونه الشاعر حالات شعورية محكومة بالصدق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الشاعر نجم خطاوي ـ مواليد الكوت 1957، منذ منتصف السبعينات وهو معني بالهم الأدبي (شعر شعبي ، قصة وشعر حديث) نشر في الصحف العراقية ، قطع دراسته الجامعية بسبب الظرف القائم آنذاك ، عام 1979 غادر إلى براغ للدراسة قطع دراسته ثانية وإنظم إلى المقاومة المسلحة( الأنصار) للفترة 1982ـ 1989 وعمل في الإعلام والثقافة وخلال هجمة الأنفال الشرسة عبر مشياً إلى إيران غادر بعدها إلى الإتحاد السوفياتي ، درس الصحافة هناك توجه بعدها إلى سورية وكان متفاعلاً مع الأجواء الثقافية فييها ، عام 1992 غادر إلى السويد ليستقر فيها وينتج الأعمال الشعرية التالية: وداعاً للسفوح1994 بتعضيد من لجنة الدولة للثقافة.تحت السماء السويدية 1996. تحليق فوق الثلج 2004. نصوص الحكمة 2014. ترجم على سبيل الهواية بعض النصوص الشعرية السويدية إلى العربية.
2 ـ النصوص بين الأقواس المستطيلة مأخوذة من قصائد المجموعة.