وتؤثر في الجسم وأجهزته المختلفة، تأثيرات معينة، فسيولوجية و بيولوجية، فهي التي تعمل على تمييز الإناث عن الذكور، من النواحي الوظيفية والشكلية، والاختلال بكمية افرازاتها ولو بنسب ضئيلة جدا، تؤثر بشكل كبير على وظائف أعضاء الجسم وظهره العام، بمعنى تسريع للوظائف أو تثبيطها، وبالتالي تغييرات في الشكل و المظهر الخارجي في كلا الجنسين المرأة والرجل.
ما يهمني هنا، هو الحديث بشكل مبسط، عن الهورمونات الجنسية في كل من الذكر والأنثى، وأهميتها الفسيولوجية و البيولوجية.
الهورمونات الذكرية تفرز من الغدد الجنسية أي من الخصيتين في الرجل، وهي التي تفرز هورمون التستوستيرون، وهذا هو الهرمون الذكري الوحيد، وأيضا هي التي تفرز السائل المنوي. ويعتبر هورمون التستوستيرون هو الهرمون المسئول عن كافة صفات الذكورة في الرجل كالخشونة والقوة وخروج الشعر على أنحاء متفرقة من الجسم، وهو المسئول أيضا عن جهاز العضو الذكري التناسلي وعمله بشكل عام، والاختلال في إفراز هذا الهرمون، يؤثر على نشاط وأداء هذا الجهاز، كما يؤثر على الصفات الذكورية بالرجل، فيقلل منها كثيرا عند نقصه عن حد معين.
كذلك في المرأة، هناك مجموعة كبيرة من الهورمونات التي تؤثر على أداء وظيفة جهاز المرأة الأنثوي، وتؤثر أيضا على المظهر والشكل الخارجي للمرأة، فيكسبها القوام الملفوف ونعومة الصوت، والملمس الناعم للجلد والصفات الأنثوية المعروفة لدى الأنثى، كما أن لها التأثير الأساسي في موضوع إنتاج البويضات من المبايض، ومواضيع الحمل والولادة وغيرها من الصفات الثانوية الأخرى، واهم هذه الهورمونات بالإناث، هما هرموني الأستروجين والبروجسترون، وهناك هرمونات أخرى عديدة في المرأة، تؤثر تأثيرا كبيرا في الصفات الأنثوية للمرأة، وأي اختلال في نقص إفرازها، يؤدي الى تغير في صوت المرأة وزيادة خشونته، وظهور الشعر على بعض أجزاء الجسم غير المألوفة لدى المرأة كالشوارب وغيرها من الأماكن، ويؤدي أيضا الى خشونة ملمس الجلد وصلابة في عضلات الجسم. الجدير ذكره أيضا في هذا المجال، هو وجود ما يعرف بالغدة النخامية الموجودة في قاع جمجمة الرأس، والتي تتحكم بجميع أنشطة افرازات هذه الغدد عن طريق افرازاتها الهورمونية المختلفة، إضافة الى تحكم الجهاز العصبي أيضا في هذا المجال، عن طريق ما يعرف الهيبوثاللامس.
تعمل وتؤثر، هذه الهورمونات على مستوى النواة، والوظيفة الطبيعية للغدد التناسلية هو إنتاج السائل المنوي في الذكور، وإنتاج البويضات في الإناث، وهذه هي عناصر التكاثر في الجنس البشري، وبالتالي الحفاظ على النوع.
هرمون التستوستيرون الذكري هو المسئول عن ظهور الصفات الجنسية الأولية والثانوية في الرجل البالغ، والمقصود بالصفات الجنسية الأولية "الأعضاء التناسلية" نمو واكتمال الأعضاء الجنسية لدى الرجل، ويصاحب ذلك ظهور الصفات الثانوية، وهي خشونة الصوت، وظهور الشعر في أماكن مختلفة من الجسم، تطور الحنجرة، والعضلات، ونمو ونضوج الهيكل العظمي في الجسم، ويعتبر اكتمال ظهور الصفات الثانوية، دليل على اكتمال الصفات الجنسية الأولية " العضو التناسلي". كما أن له دور في نمو العظام الذي يميز الذكر عن الأنثى، حيث يكون الحوض لدى الرجل صغيرا، بينما المرأة تمتاز، بكبر حوضها، ويكون الكتفين لدى الرجل عريضين كذلك. هرمون التيستستيرون يساعد أيضا في نمو وتكوين البروتينات، ويؤثر على عملية توازن الأملاح، ويستخدم هرمون التستوستيرون في علاج السرطان، مثل سرطان الثدي، وتختلف نسبة هرمون التيستستيرون في دم الإنسان، باختلاف المرحلة السنية،. وتختلف أيضا في الذكور عنها في الإناث، لذلك فان الاختلال بإفراز الهورمونات لدي السيدات لأسباب مختلفة، قد يؤدي الى ظهور بعض الصفات الذكورية لديهم، كما ذكرنا سابقا، كما أن اختلال إفراز هرمون التستوستيرون لدي الذكور قد يعمل على ظهور بعض الصفات الثانوية الأنثوية لديهم، ككبر الثديين ونعومة الصوت وتغير في ملمس الجلد، حيث يميل الى النعومة، والتفاف بالقوام.
أما في الإناث، فانه يتم إفراز هرمون الأستروجين بتأثير الغدة النخامية، تحت تأثر هرموني منها وتوجد عائلة من هرمونات الأستروجين في الأنسجة المختلفة، ولكن الهرمون الرئيس الذي يخرج من المبيض هو الإستراديول.
هرمون الأستروجين هو المسئول عن نمو وظائف الأعضاء التناسلية الأنثوية، و عن تسهيل عملية الالقاح و تحضير الرحم للحمل، ويلعب هذا الهرمون ومشتقاته، دورا أساسيا في تحديد مميزات الإناث وسلوكهن، ولها أيضا دور بسيط، في تصنيع البروتينات، وكذلك في زيادة تركيز الكالسيوم في الدم.
كما أن هناك لدى الإناث، هرمون البروجستيرون، والذي يفرز من جزء معين في المبيض، يسمى الجسم الأصفر، وذلك أثناء النصف الثاني من الدورة الشهرية، وهرمون البروجيسترون مهم في تحضير الرحم، وتهيئته لعملية زرع البويضات، وذلك بالإمداد الدموي للغشاء المبطن للرحم، مما يجعله جاهزا لعملية تثبيت البويضة الملقحة، ويحافظ هرمون البروجيستيرون على الحمل، كما أنه مهم في تنظيم الدورة الشهرية في الإناث.
الجدير ذكره فيما يتعلق بالهورمونات، هو استعمال بعض الدول لها، في تسمين الدواجن وعجول اللحم، حيث تضاف كميات قليلة منها في علائق التسمين، ويستعمل هرمون يعرف باسم (ستلبسترول) وهو مشتق من بعض الهورمونات المذكورة، في علائق الدواجن والعجول ويعمل هذا الهرمون على سرعة نموها ويحسن من مذاق طعم لحومها، لكن ثبت بان استعمالها بغير دقة كافية، وفي وقت غير مناسب، في علائق الحيوانات، يؤدي الى استمرار تواجد آثارها في اللحوم، حتى بعد ذبحها وطيخها، مما تؤثر على من يتناولها من البشر، وقد لوحظ أن الكثير من الشباب الأوروبي، من اعتاد على تناول مثل هذه اللحوم المعاملة، قد نمت وكبرت أثداؤهم بشكل ملحوظ، وتغيرت أمزجتهم، بحيث اقتربت الى حد ما، من الصفات الأنثوية الثانوية، لذا تم تحريم استعمال مثل هذه الهورمومونات في بعض الدول، في عمليات التسمين المختلفة.
هناك عشرات الهورمونات التي تتحكم بالعمليات الفسيولوجية و البيولوجية في جسم المرأة، وفي معظمها ذات تأثيرات متبادلة وانعكاسية، لذلك فأي تغير في إفراز أحد هذه الهورمونات بالزيادة أو النقصان، سوف ينعكس على فسيولوجية أجهزة المرأة المختلفة، وعلى مظهرها الخارجي، وستمر هذه التفاعلات بتعقيدات كبيرة وطويلة وعميقة، تنعكس كثيرا على أوضاع المرأة وسيكولوجيتها وأدائها أيضا، من هنا تظهر أهمية هدوء المرأة والحفاظ على عدم توترها وتشجنها،لأن هذا يثير فيها تفاعلات عصبية وهورمونية تغير كثيرا من طبيعتها ونفسيتها الهادئة، مما ينعكس سلبا على مظهرها وتصرفاتها أمام الآخرين، ولهذا وجب إعطاء أهمية كافية، لعدم استثارة أعصاب ونفسية المرأة، كي لا نوقظ فيها أعصابها ونوترها، وبالتالي نوقظ افرازاتها الهورمونية الكثيرة والمتنوعة، في الوقت التي قد تكون ليست بحاجة الى هذه الافرازات والتوترات والتي قد تهز كيانها ونفسيتها، وقد تؤثر على انفعالاتها وتصرفها بشكل أو بآخر.
أما الرجل، فالهرمون الذكري الوحيد الذي يؤثر فيه، هو هرمون التستوستيرون، والجهاز الغدي والهرموني الذي يؤثر فيه أيضا، ليس هو بالمستوى الموجود لدي المرأة، من النواحي التعقيدية، لذا فإثارة المرأة، يولد تفاعلات كبيرة لديها، وفي كافة أجهزتها المختلفة، قد تنتج عن تعكر مزاجها لشيء بسيط جدا، وبهذا توقظ كل أجهزتها بدون إرادتها، كي تعمل لمواجهة ما حدث، فمصنع العصير مثلا، لا يستطيع أن ينتج عبوة واحدة من إنتاجه، دون أن يشغل كل وحدات المعمل كاملة، وهذه الحقيقة عن أجهزة المرأة وكيفية تفاعلها، يجهله الكثير من الرجال، وحتى البعض من النساء أنفسهم أيضا.