ياسين عزيز علي فنان ثري ومتنوع، تعرفت عليه من خلال معارضه المتعددة منذ سنوات، بدأ بالنوافذ الهادئة والجسور الكبيرة والسطوح العالية التي نستطيع أن نطل منها على عالمه الداخلي، نوافذه مفتوحة على الروح وجسوره صديقة لأنهار عبرها وأخرى لم يزل بعد ، أما مراياه التي وقف أمامها طويلاً ونجومه التي يحاول أن يرتفع بمحاذاتها وطرقه التي من دون حدود، كل هذا لم يبعده عن وطن يحلم به وهوية يلوح بها مطمئناً وبجانبه مَنْ يبكي فرحا.
ياسين في معرضه المؤجل تبقى ذاكرته أمينة وعنيدة لما تبتهج به في السر من نظرة متواطئة لزائر متواطئ لنساء يلدنّ من جديد بأجساد تشعل القلق متناسباً مع وعي الفنان غير المبالي بأوربا، فما زال مسار القمر الشرقي يسحره، وما بين بوح الفردوسي ومنمنمات الواسطي تتجلى المرأة المنتشية الروح باللذة الخالدة ورغبته المصرّة على أن تتجدد حياته وتتحقق أمانيه الصغيرة.
صديقي الفيلي
إلى الفنان ياسين عزيز علي بمناسبة إفتتاح معرضه.
طفل يلم عصافير العراق ويمشي راكضاً بإتجاه البيت، هناك أمٌ وأعمام وعمات وإخوان وو..، خائفٌ يبكي، الأبوابُ موصدةٌ، كل الرجال تمرغوا بالوحل أما النساء سبايا، فقط (جرغد) الألام مُنتَزعٌ وملقى فوق قبر الجد.
الأمُ حاسرةٌ رمت (جرغدها) بوجوه مَنْ باعوا العراق، أما الصبايا من دون أحزمة مزنرة وأمامهنّ وطن ٌ سراب، أوساطهنّ بالحزن شُدّتْ وحملنَّ صماً من تراب .