الحياة والفـــــن Life and art

2011-07-15
معرض تتنسم عبر ثناياه عبق الحرية قبل أن تبهرك ألوانه الزاهية
فهو رحلة في معاناة الإنسان فنانات عراقيات في الغربة يحولن المعاناة إلى أحلام جميلة
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/cd5f2a47-ee03-4fb8-9d13-202ca34ae61a.jpeg


مع إشراقة شمس الربيع وأعياد آذار البهيجة حيث عيد المرأة وعيد نوروز وغيره، ومشاعر الفرح برياح التغيير التي تلف العراق والمنطقة بالهبة الجماهيرية من أجل نيل المرأة حقوقها المشروعة وانتعاش الآمال بغدٍ جميل تتحقق فيه أحلام الناس البسطاء بالعيش في كرامة، وتحت عنوان "الحـياة والفـــــن Life and art" أفتتح في العاصمة السويدية ستوكهولم المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد يوم السبت 5 آذار 2011م، وهو المعرض الذي اعتادت الجمعية أن تعده كل عام لأعضائها، والذي تميز بحضور نوعي وواسع، وتم دعوة سفير العراق في السويد لافتتاحه، معرض ضم حوالي 58 عملا فنيا لـ 25 فنانة وفنان من معظم مدن وفسيفساء نسيج الشعب العراقي الزاهية الألوان وتوحدت هنا لتعطي صورة راقية للقيم الإنسانية الحضارية، فهذا هو الفن يقرب الشعوب ويوحد البشر ويجدد في روحهم البهجة، هنا في المعرض كانت السطوة للإبداع حيث بهجة الأشكال الفنية والألوان المتناغمة والإبداعات المتنوعة، في معرض ضم مختلف الأشكال والمدارس والرؤى الفنية تناغمت معا لتعطي صورة مشرقة للمبدعين العراقيين أينما كانوا وتحت أية ظروف يمرون بها، فهم معطاؤون خلاقون، وهنا جولة في المعرض لعلها تعطي عرضا مكثفا عنه، حيث لا يمكن إجمال كل المعروضات بسهولة.
الفنان شاكر محمود- رئيس جمعية الفنانين التشكيليين
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b9eef2ac-80c3-4e56-828f-922842124739.jpeg

أبتدنا بالفنان شاكر محمود- رئيس جمعية الفنانين التشكيليين، والذي يساهم بلوحتين، هما البصرة مدينة موعودة بالخراب، والثانية ضحايا الحرب، وكأنه يريد تجسيد المثل القائل "بعد خراب البصرة" هذه المدينة الوادعة في جنوب العراق هي مسقط رأس الفنان شاكر لم تغادر ذاكرته فهو يقول: كانت البصرة عبر التاريخ ميدانا للحروب، كونها تطل على البحر مما يعطيها ميزة الأهتمام بها من قبل الآخرين، وهي تحوي ثروات لكن كما يقال "الورد للغير والفصم بدينا"، فهي بلد النخيل الذي يموت اليوم واقفا، بعد حروب طاحنة وأبناء المدينة استبشروا بالخير بعد التغيير لكنهم صدموا بالوضع المتردي مما أنعكس على روحية ومزاج الناس والمدينة، فاليوم حريق جديد بشكل اكبر من ضعف الخدمات وقلة المياه الصالحة للشرب ومياه المبازل والسدود، وتتراكم فوهات جديدة للحرب لكنها ليست فوهات المدافع بل عقليات من يدير الأمور والعقليات المتسلطة، فأرادت اللوحتان عكس ذلك، لكن الأمر لا يخلو من بريق أمل لعله يتحقق قريبا.

الفنانة أزدهار

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/880f0be0-7d9c-4649-91cf-9594261edbd6.jpeg

الفنانة أزدهار تشارك بعمل واحد بعنوان "قضيتي" تقول عنه: وهي قضية كل النساء المحرومات اللواتي لا صوت لهن، بل قضية كل إنسان لا يمكنه إيصال صوته، لكن هنالك أمل تتحدث عنه اللوحة.
الفنان الدكتور عماد زبير
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/07c3765e-29b6-4d34-8fc2-250a8b6c93f8.jpeg

عماد زبير وهو الفنان المتنوع الاهتمامات ساهم بأربعة أعمال مستوحيا من التراث الديني والخط العربي، وموظفا الحرف العربي مع الألوان والآيات القرآنية الكريمة وأسماء الآيات التي تبدأ بـ ح م والتي سماها "الحواميم السبعة"، فكانت لوحته "قرص شمس التي تقود إلى الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، وفي لوحة "أحب وطني" نراه متأملا بالعراق كيف كان وكيف غدا، ويحلم بعودة الخضرة وتدفق جريان دجلة والفرات من جديد في الوطن الذي أحبه وغادره عنوة، فالوطن هو جنة المواطن كما يقول الفنان.
الفنانة سمية ماضي
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/58787be2-bc40-4f21-9921-bf371968d7bd.jpeg

الفنانة سمية ماضي تساهم بلوحتين احدهما تكمل الأخرى أمرأة بلا فم وأخرى بلا عيون، بتوقيع فرشاة وأنامل الفنانة التي تقول: أن أعمالي تبوح عن أسرارها.
رغم أنها أدخلت الشعر إلى لوحتها من قصيدة لها ليتناغم اللون مع سحر الكلمات ناهيك عن أستخدام الخط العربي بشكل فني وتوظيفه جماليا مع العمل، فالكلمات تقول "قد طال صبر يؤنس نفسا موجعة، تبصر ورود فجر."، فنجد لوحتين تجسدان موضوعا واحدا، المرأة بمعاناتها وبحبها الرقيق وإحساسها الرهيف، ودفئها وحنانها، وبحلمها بالغد السعيد الزاهي دون قيود لحريتها، فقد طال صبرها لكن الفجر آتٍ لا محالة.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c4b8900d-4ba4-479c-a5a4-5652600c1703.jpeg

الفنان محمد الـ عزيز

الفنان محمد الـ عزيز يساهم بعملين يكملان بعضهما، فالأول "وجه لا يرحل" جاثم على صدورنا قد يكون الاستعمار أو الاحتلال أو الحكام الظالمين أو الأيادي الخبيثة الخفية، والثاني هو "شمعة تحترق" مستلهما من أسطورة التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه لينير الطريق لشعبه وشعوب المنطقة، فقد كان الشعلة التي أججت نورا هائلا.
الفنانة ناهدة السليم

وكذلك الفنانة ناهدة السليم، فتساهم بعملين كذلك، هما فصول الحياة والحوار بين الحاضر والماضي، تقول أن الإنسان يمر بظروف كما فصول السنة التي تتجدد وتستمر رغم كل شيء، فالألوان هنا تعكس ذلك، أما الحوار فهو هنا بين أم وأبنتها تحكي لها وتتذكر أمها هي عندما كانت تحاورها وهي طفلة.
لربما تقصد الحوار بين الأجيال لكن الألوان هنا والعصفور يمثلان الحياة والحرية التي تنشدها الفنانة في عملها.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/af9eac1b-5da8-405b-842c-b13521886e9f.jpeg

الفنان جبرائيل إبراهيم
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/dba89b77-5c45-4bb7-bb98-9a4d45b80b11.jpeg

الفنان جبرائيل إبراهيم، من سوريا والذي يحرص على المساهمة كل عام في المعرض السنوي للجمعية ويرى ضرورة مساهمة الجميع وحتى السويديين، فهو يرى ان الفن ليس له وطن بل هو ذو قيم إنسانية عامة، ساهم بعملين هما "شجرة الحياة" أكريل والثانية "أشعة الشمس تحتضن معلولة" وهي ألوان زيتية، يقول: أعمل على إظهار قيمة اللون في اللوحة، مما يعطي للمشاهد شعورا بالنشوة والمرح من خلال عناصر اللوحة، فصورة الإنسان تتجسد من خلال أعتماد الخطوط والألوان ليعطي مشاعر أنفعالية، لكن العمل بمجمله يمنح السعادة للمتلقي وهذا ما يصبو إليه الفنان.
الفنانة وفاء غالب
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/34d133d7-39ad-4df0-b2b4-3d5002788d7c.jpeg


الفنانة وفاء غالب من المساهمات الدائمات في المعرض السنوى، لوحتها الأولى "تأمل" والثانية "إشراقة" كلاهما يحملان نفس الهمّ، فهي المرأة التي تنتظر حدثا ما لعله يأتي خيرا، فعينا المرأة مسبلتان وشبه مغمضتان تتأملان الآتي، فهي غير منفتحة على الحياة بسبب تلك القيود والظروف التي تحيط بها، أما لوحة إشراقة فنلاحظ تناغم ألوان أوراق الشجر، وهي المغرمة بحبها للورود وأوراق الشجر، حيث هوايتها جمع ما يتساقط منها على الأرض والتأمل فيها، اللوحتان تعبران عن نفسهما بل عن روح الفنانة التواقة إلى الحياة الكريمة الهانئة.

الفنان لؤي جليل

ا

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/aa9d02b4-26fc-406a-881e-bdc3df153682.jpeg
لفنان لؤي جليل، ساهم بعمل نحتي متميز على الخشب، سماه النجاح والفشل، كلاهما نتاج الإنسان، فالبعض يصنع النجاح وآخرون يختارون طريق آخر معين يسيرون به ولربما تدفعهم أسباب إلى ذلك. الشكل التركيبي الذي عمله يتحرك بكلا الاتجاهين ويعطي ملامح النجاح وكذلك الفشل عند تغييره ببساطة، وهكذا في الحياة فالفرق بين طريق الخير والشر خيط شعره.
الفنانة سليمة السليم

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6ec6a9ff-21ff-4eaf-b1c0-eb82a1d58327.jpeg
الفنانة سليمة السليم تقف أمام أعمالها وهي أربعة من السيراميك، فالأول "شموخ" حيث نظرة أمرأة للحياة بروح التفاؤل ومن أجل الحياة الأفضل، والثاني هو ثورة لربما ثورة اجتماعية تحاول أن تحقق للناس المساواة ونيل الحقوق، فهي خلقت من الألوان حياة زاهية، العمل الثالث هو "أما يوم في حياتي" حيث تقول الفنانة أحسست مرة أنني لا أستطيع عمل شيء وتملكني اليأس، لكنني وجدت بعدها العكس وعملت الكثير لعائلتي، العمل الأخير " أمومة وحنان" ونرى أم تحمل ابنها وهو جنين ومن ثم سيكبر ويترعرع في دفء أحضانها، لتستمر الحياة.
الفنان منجد بدر
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/605c3c4f-2c9d-4637-a477-be812035fa70.jpeg

الفنان منجد بدر، هذا المولع بالواقعية والمتمسك بها منهجا وسلوكا، في هذا المعرض أختار رسم حركة للخيول، فالحصان هو رمز بحد ذاته بحركته وجموحه وبتعامله مع أبناء جنسه.
الفنانة فائزة دبش
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/072566de-1e8c-4eef-999c-f0f5f29f7164.jpeg

الفنانة فائزة دبش تقول عن عمليها باختصار، أنها الثورة الثقافية والاجتماعية التي يحتاجها شعبنا، والتمرد على الحياة، ومن أجل حرية الرأي والتعبير وإطلاق الحريات الشخصية، ورغم ان الإنسان مكسور هنا، فهناك نظرة أمل، واللوحة الثانية تعكس الحب العذري ونقاءه.

الفنان المصور الصحفي سمير مزبان

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/08834f01-7c43-4ff4-81a9-19bd74a2d429.jpeg

الفنان الفوتوغرافي سمير مزبان، يساهم بثلاث صور فوتوغرافية، وهي شناشيل من البصرة القديمة، ويوم القيامة وهي توليفة فنية بعدسة الكاميرا، والثالث هو طقوس مندائية، والتي أغرت المصور بخصوصيتها وألوانها الخاصة وحركتها، حيث أزياء رجال الدين وشكلهم المتميز رغم ان الصورة للحظات حزينة.
ا
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/f316cca3-2681-4d2f-9beb-ab234f985f3b.jpeg
لفنانة هناء الخطيب

تمتاز أعمال الفنانة هناء الخطيب باستخدامها المتكرر للمعادلات والطلاسم وكأنها تعمل تعويذة أو سحرا أضافيا للوحاتها لتبهر المتلقي ومما يزيد من سحر لوحاتها هو ألوانها ومهارتها في الرسم واستخدامها للخامات المختلفة، ورغم أن معرض هذه السنة حدد حجم اللوحات، مما جعلها مضطرة أن تسطر أفكارها بمساحة ضيقة وهي المولعة بالحجوم الكبيرة، فهي أبدعت وأجادت رغم ذلك وكأنها تحدت الظرف المستجد، لتبرز وتجسد فلسفتها الخاصة التي تؤمن بها برقة وعفوية، ونحس هذه المرة بهدوء أكبر في ألوان لوحاتها الضاجة بالرموز، واختارت الشكل الجديد للوحات وكأنها مهفتان عراقيتان متعاكستان، كما تعكس تأثرها بالنظرية الفيثاغورسية، أنها تبحث في المجهول وتحاول اكتشاف سر الوجود لنفسها على الأقل، فهي جسدته بآدم وحواء من خلال المادة الخشنة بشكل تجريدي، ورغم التنافر الموجود بينهما في اللوحة فهما يكملان أحدهما الآخر، مستخدمة اللون الأزرق للإيحاء بعالم الفلسفة الجدلية، وهو حالة الخلود والارتقاء، أما لونها الأبيض فهو يشير إلى النقاء وقوة مثل وقيم الخير، أما لوحتها الثانية فهي البلوغ والغاية فهي مرحلة انتقالية مستخدمة معادلة الزمن، وتستكمل رحلتها مع آدم وحواء وفلسفة الحياة بكل أشكالها.
الفنان عباس العباس
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/94c9031a-a5de-47d0-bea2-97b4eca7c1fe.jpeg

الفنان عباس العباس، ساهم بعملين هما "مهاجرون" و"الوحدة"، حيث تناول موضوعة الغربة والهجرة عن الأوطان والوحدة التي يعاني منها المغترب الساعي إلى المجهول، صعوبة معاناة الهجرة التي تتعمق بالوحدة هو اللون الغامق والأسود باللوحة، فلا شيء واضح بل الأمور مبهمة، والتجاعيد هنا هي الكوابيس والصعوبات التي يعيشها المغترب، فإنسان عباس في اللوحة دون ملامح محددة بل هو خيال مجرد خيال أو مومياء أو إنسان متعب ويعاني من الإعياء متهالك، كونه يعيش متاهة حقيقية وأحلامه الوردية تصاب بالواقع القاسي، لكن لابد أن تفرج يوما، الفنان عباس له رأيه الشخصي في معرض هذا العام، فهو يرى أنه اضعف من السنوات السابقة لغياب أسماء فنية وهنالك نتاجات مساهمة دون المستوى، وآخرون لهم أعمال متميزة فالمتلقي يشعر معها بالفرح، نطمح للأفضل دائما ونأمل أن يكون كل معرض أفضل من الذي قبله.


الفنان فلاح العاني

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b68e60da-e0c3-4ec1-9a85-25bec757ef76.jpeg

الفنان فلاح العاني ساهم بعمل أسمة "أنكل بليت" أي تذكرة ذهاب بلا رجعة، حاول فيها محاكاة معانات اللاجئين العراقيين الذين غادروا أوطانهم وأصبحوا في الغربة، فهل يا ترى سيحصلون على تذكرة العودة يوما ما؟؟؟

الفنان ياسين عزيز علي

الفنان ياسين عزيز علي من المساهمين النشطين ساهم بثلاثة أعمال يقول عنها، محاولة مني لننسى هموم الحياة ولو للحظة ونترك فسحة للتأمل، هذا كل ما أصبو إليه.
الفنان حسين العلوي

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/59b0d884-d8bc-42d9-812b-10ddf7a269d1.jpeg

الفنان حسين العلوي، هذا المصور الصحفي قام بعمل صوره بل لوحاته، من حركة دخان أعواد البخور، هذه الحركات التي يتخيلها المشاهد وكأنها أجساد نساء يرقصن أو يتألمن أو يعشقن أو غير ذلك، أنه حاول إحياء شكل من أشكال الفن عمره ثمانون عاما، أشكال أثارت دهشة الجمهور من الحضور وفوجئ الجميع حين علموا أنها صورا لحركة دخان البخور لا غير.!!!.

كان طموحنا ان نلتقي مع جميع الفنانين لكن ذلك كان صعبا علينا فعذرا لمن لم نستطع أللقاء معهم ولعلنا نحقق ذلك مستقبلا، فسلمت أناملهم جميعا، على ما أبدعوا وكونوا من فن راقٍ، فهم يثبتون دوما وأينما كانوا أنهم أبناء بلاد ما بين النهرين بوحدتهم وإبداعهم وبعطائهم اللامحدود.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved