بداية نبارك لنواب المجلس الخامس عشر الذين حالفهم الحظ ودخلوا اليوم
الى مجلس الامة بعد منافسة حامية الوطيس استعملت بها كل الاسلحة القتالية
من الحجر وحتى الكلاشينكوف ، ومابين حرق ،ضرب ،طعن ،عض ،كسر
وتجبير واغلاق شوارع وابواب وشبابيك ..!
ان استثنينا الرشوة وشراء الاصوات وحجز بطاقات ..ومخالفات ودهس ودعس
رغم اعترافات الحكومة بخروقات بسيطة في سير العملية الانتخابية ..!
اسماء كبيرة ومهمة كانت تضع الفوز في جيبتها القديمة (أكلت مقلب ) من
ناخب تعلم اصول المداهنة والمراوغة والضحك على اللحى ..واسماء نص كم
راوحت مابين فوز وخسارة ، اقامت الدنيا ولم تقعدها ، افتعلت المشاغبات والدق
في الخوانيق ، اطلقت الاشاعات ( المشعة الحارقة الخارقة) وكانت على فاشوش
..واسماء وصلت بجدارة وثقة وحب الناس ، وبعض الاسماء عادت تحت القبة
رغم ان وجودها وعدمه واحد .
لكن الملفت للانتباه ان اسما نسائيا واحدا فقط نجح في استقطاب اصوات ليست
بالقليلة وفي دائرة لها ثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي الدائرة الثالثة
في عمان العاصمة ..في حين لم يظهر اسم مرشحة واحدة في كل محافظات الاردن
رغم ترشح العشرات منهن في كافة انحاء المملكة ..!
بالطبع هناك خلل ما ..اما ان المرشحة لم تحظى بثقة الناخب وحصلت على اصوات
لا تذكر ، امام منافسة الرجل واما هي سطوة الرجل على فرض الاختيار الاجباري
والتهديد والوعيد والتلويح بورقة الطلاق وانزال اقسى العقوبات فيمن تخرج عن الطوع
لاهل بيته وعائلته من الاناث في انتخاب اسماء يختارها ويرشحها حسب قناعاته ومزاجه .
واما انها اعتمدت واتكلت على نظام (الكوتا النسائية)
وان فوزها سيكون تحصيل حاصل وحسب توزيع الاعداد والارقام والنسبة المئوية
او ان نسبة الاقبال على التصويت والعزوف عن الانتخاب ذكورا واناثا قلل من فرص
الفوز حتى للمرشح العادي ..!
فشل المرأة في هذه الدورة الانتخابية للوصول عن طريق مستقل الى البرلمان
دليل قوي ودابغ ودامغ بانها حتى الآن لم تستطع اقناع الناخب بانها جديرة بتمثيله
في البرلمان وان تكون لسان حاله في طرح قضاياه وهمومه ومشاكله ..!
المرأة الاردنية في تقدم مستمر على الصعيد التعليمي والمهني والعملي ولديها من
الفرص ما يفوق احيانا فرص عمل الرجل والتربع على مراكز مهمة من وزيرة
مديرة ،وادارة ولا ننكر ان هناك من اثبتت قدرتها في دورات سابقة وكانت مثاراعجاب
في النقاش والحوار والدفاع عن حقوق المواطن والوطن .
لكنها حتى تلك اللحظة مازالت (خلف الرجل ) وقد يغضب كلامي
النساء لكن عند الامتحان يكرم المرء او يهان ..والدليل اختفاء اسمها من جدول
الفائزين في المجلس الموقر الجديد ..ولعله يفتح ملفا خاصا يعيد فيه دراسة
حقوق المرأة والمساحة المعطاة لها ونظام الكوتا الذي اعتبر الأسهل للفوز..
وكل دورة جديدة وانتم بخير
كاتبة من الأردن
Mahassen_h@yahoo.com