أشارت دراسة حديثة صدرت مؤخرا للبروفيسور ناريش بنجابي من جامعة جون هوبكنز بالولايات المتحدة، والذي يعد من ابرز العلماء والباحثين في مجالات اضطرابات النوم على المستوى العالمي، بظهور احتمالات أكيدة لزيادة معدلات التعرض لخطر الوفاة بين المصابين باضطرابات النوم والاختناق الليلي الشديد.
حيث قام بدراسة أكثر من 6000 مريض، أجري عليهم اختبار النوم، حيث جرى توثيق أنماط النوم لديهم بما في ذلك درجة الشخير والاختناق وتركيز أوكسجين الدم أثناء النوم وغيرها من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان، وتمت متابعتهم بشكل دوري لأكثر من 8 سنوات واتضح بعد انقضاء هذه الفترة بأن 1047شخصا «587 رجلا،460 امرأة» قد وافتهم المنية خلال هذه الفترة.
وأظهرت الدراسة بأن هؤلاء كانوا يعانون بشكل خاص من اضطراب شديد بالنوم واختناق ليلي، وكان مؤشر الاختناق / نقص التنفس عاليا لديهم «أكثر من 30 نقطة»، كما أنهم لم يتلقوا أي علاج خلال تلك الفترة لظاهرة اضطراب النوم والاختناق الليلي لديهم.
وأكدت الدراسة بأن الاختناق واضطرابات النوم يمكن أن يعد سبباً رئيسياً آخر لزيادة معدلات ومخاطر حدوث الوفاة، يضاف للأسباب الرئيسية الأخرى مثل التقدم بالعمر، ارتفاع ضغط الدم، الأمراض القلبية، السكتة الدماغية وداء السكري.
وتؤكد الدراسة إلى ضرورة اكتشاف احتمال إصابة الانسان بالاختناق الليلي واضطرابات النوم لديه في مرحلة مبكرة واعتبارها من المخاطر الصحية التي قد تتسبب في حدوث الوفاة.
وفي تعقيبه على هذا الخبر، أكد د. عبدالرحمن الغريب، استشاري أمراض الأنف والاذن والحنجرة، بأن الدراسات أكدت ان اضطرابات النوم وبخاصة الاختناق الليلي، تعد من المشاكل الصحية الخطيرة ويجب التعامل معها بجدية كاملة، حيث يتم تجاهلها للأسف الشديد من قبل المرضى والأطباء على حد سواء.
وأشار إلى أن جسم الإنسان بحاجة للنوم الهادىء والمريح وبالقدر الكافي أيضا، ومثله مثل الهواء للتنفس ولا يمكن تصور استغناء الإنسان عنه، لذلك يصاب الأشخاص الذين يتعرضون للحرمان من النوم لاضطرابات نفسية وصحية وسلوكية، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الإصابة باضطرابات القلب والأوعية، ارتفاع معدلات السمنة والتورط في الحوادث المرورية واضطراب المقدرة الجنسية، الإرهاق والتعب ونقص التركيز أثناء العمل، الاكتئاب، الإغفاء المتكرر بالنهار، زيادة احتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، عدا عن أن الأطفال أيضا معرضون للإصابة وان اختلفت الأعراض لديهم.
وأشار د. الغريب إلى أن ذلك يعود بدرجة أساسية إلى نقص معدلات تركيز أوكسجين الدم أثناء فترات انقطاع التنفس والاختناق أثناء النوم، ومن المتوقع أن تتأثر الوظائف الحيوية للإنسان وبخاصة لدى استمرار المشكلة لفترات طويلة، إضافة إلى حدوث اضطرابات في إفراز الهرمونات أثناء النوم والتي تتأثر بسبب الانقطاع في النوم الهادىء والمستمر، وهكذا.... وبمرور الأيام يكتشف المريض وبالتدريج أصابته بتلك المشاكل من حيث لا يدرى!!
وأكد د. الغريب بأن هناك أعراضاً قد تكون دالة على الإصابة باضطرابات النوم والتنفس، وأهمها الشخير العالي وملاحظة انقطاع التنفس لفترات أثناء النوم، تكرار الصحو ليلا، الارهاق وقلة التركيز والنعاس المتكرر نهارا، وأشار بأنه لا داعي للقلق، فهذه مشاكل يمكن علاجها بصورة تامة وبخاصة إذا تم اكتشافها في المراحل المبكرة ودون الانتظار لحين الإصابة بالمضاعفات.