النسيج الدهني، هش يتكون من الخلايا الدهنية. الدور الأساسي له تخزين الطاقة على شكل دهون حيث أن الدهون تمتاز باحتوائها على سعرات حرارية عالية . كما انه يعزل ويحمي الأعضاء الداخلية للجسم.
هناك نوعان من النسيج الدهني: الأبيض و البني، وهناك بعض الدهون المركبة، وهي دهون تتحد مع غيرها من المواد مثل مركبات الفوسفات التي تحتوي في تركيبها على عنصرَي الفوسفور والنتروجين وهي توجد في أنسجة الخلايا العصبية، وغيرها من الأنواع المركبة.
توجد الأنسجة الدهنية تحت الجلد (الدهون تحت الجلد) ،كما توجد حول الأعضاء الداخلية وتسمي (بالدهون الحشوية)، وفي نخاع العظم وتسمي بـ (نخاع العظم الأصفر)، وفي نسيج الثدي. تحتوي الأنسجة الدهنية على العديد من الأوعية الدموية الصغيرة، الموجودة في أعمق مستوى في الطبقة تحت الجلد وتسهم في توفير عزل حرارة الجسم ، أي بمعنى تحافط على توازن حرارة الجسم. أما الأنسجة الدهنية حول الأعضاء الجسمانية فهي لحماية تلك الاحشاء.. ومع ذلك، تكمن وظيفتها الرئيسية في أن تكون احتياطي للدهون، والتي يمكن حرقها لتلبية احتياجات الطاقة في الجسم، كم يحصل في حالات الصوم عن الطعام.
ليس للدهون تحت الجلد علاقة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب والسرطان، والسكتة الدماغية. إن نمط توزيع الدهون في الإناث يختلف عنه في الرجال كما هو معروف ولأسباب هورمونية وتشريحية ووظيفية.
ولما كانت الدهون عبارة عن نسيج، فبالتأكيد أن هذا النسيج معرض لمختلف الحالات المرضية، منها الالتهابية او غير الالتهابية. ومن تلك الحالات غير الألتهابية، الأورام.
الورم الشحمي (لاي بوما Lipoma)، يصاب شخص من كل مئة شخص بهذا الورم، وهو حميد وليس خبيث يكثر في الاعمار بين 40 – 60 سنة ( بعض الحالات القليلة تم تسجيلها عند الأطفال)، ناتج عن النمو المفرط للخلايا الدهنية. الورم الدهني أو الشحمي، في الغالب غير مؤلم، وغير ملتصق أي متحرك. حجم الأورام الشحمية مابين أقل من سنتمتر الى حوالي 6 سنتمترات، وأغلبها في الطبقة الموجودة تحت الجلد.
الأورام الشحمية نادر جداً أن تكون مهددة لحياة الشخص، أما الأورام الشحمية المنتشرة تحت الجلد فهي ليست خطرة على الإطلاق. ربما بعض الأورام الشحمية التي تنشأ في الأعضاء الداخلية، تشكل بعض الخطورة، كما ان تلك الأورام الشحمية في الجهاز الهضمي، فيمكن ان تسبب نزيف وتقرحات وأنسدادات. ربما الأورام الشحمية الكلوية والعظمية تسلك سلوك الورم الخبيث وهي نادرة أيضاً.
أنواعه:
هناك تسعة انواع من الأورام الشحمية وهي:
1. الورم الشحمي المُغذى بالأوعية الدموية/ يكون منفرد، عُقدي، ليس له أعراض.
2. الورم الشحمي الوعائي/ عُقدي، مؤلم تحت الجلد.
3. الورم الشحمي الغضروفي/ عميق الجذور، صلب، يميل لونه الى الأصفر، غالباً ما نجده عند النساء في الساق.
4. الورم الشحمي الخلقي/ نادر، ينمو الى أحجام كبيرة تصل الى 20 سنتمتر وربما يصل الوزن فيها الى 5 كغم.
5. ورم الدهن البني.
6. الورم الشحمي مغزلي الخلية في داخل البشرة/ يوجد لدى النساء أكثر ويصيب كل أجزاء الجسم.
7. الورم الشحمي العصبي/ ورم النسيج الشحمي على طول العصب فيسبب ضغط على العصب مع الم.
8. الورم الشحمي متعدد الأشكال/ مثل الورم الشحمي الشوكي وغالباً ما يظهر لدى الرجال المسنين في الرقبة والظهر.
9. الورم الشحمي السطحي/ وهو الأكثر شيوعاً ويقع تحت سطح الجلد مباشرة، ينتشر في الجذع والفخذين والذراعين.
الأسباب:
أولاً ـ العامل الوراثي كما في حالة (التشحمات العائلية المتعددة)، حيث عثر العلماء (مختبريا) على علاقة جينية بين الإصابات.
ثانياً ـ الشدّة الخارجية.
العلاج:
عادةً فأن علاج الأورام الشحمية ليس ضرورياً، الاّ في حالات ان يكون الورم مؤلماً، وكذلك في حالة تشوه المنظر فيزال لأسباب تجميلية. وهناك حالات نادرة جداً تحتاج استخدام علاج لإذابة الشحوم.
الكيس الدهني
تشريحياً ووظيفياً فأن احد ملحقات الجلد هو الشعر، وبجانب كل شعرة توجد غدة دهنية صغيرة، وهذه الغدة لها قناة، والقناة تفتح في بصيلة الشعرة، وأن الغدة تفرز المادة الدهنية (الزهم)، فيصل الزهم الى الشعرة والجلد للمحافظة على صحته وعلى رطوبة الشعر والجلد في آن واحد.
في حالة انسداد هذه القناة او البصيلة سيمتلئ بالزهم المفرز من الغدة فيتكون الكيس. الكيس أما يكون ساكن بلا مشاكل أو له تأثيرات، ربما يكون كبير أو صغير، وربما يتحول الى حالة التهابية تحت سطح الجلد، ربما يحصل فجأة أو يظهر بعد فترات طويلة، يحتوي على سائل زيتي مصفر كريه الرائحة، يكون مؤلماً والمنطقة الموجود فيها متورمة مع احمرارها.
الحالة ممكن ان تصيب اي مكان في الجسم (عدا كف اليد وباطن القدم)، وخصوصاً في الثدي والرقبة والوجه والأعضاء التناسلية. أكثر الأماكن يمكن أن تحصل فيها هي تلك التي يكثر فيها الشعر، ممكن أن تكون كبيرة أو صغيرة.
تصيب النساء والرجال ومن كافة الأعمار، ولكن بصورة عامة فأن فالرجال يصابون بهذه الحالة أكثر من النساء بسبب من كثافة الشعر لدى الرجال. تكون شائعة في عمر المراهقة.
أسباب حصول الكيس الدهني:
1. انسداد الغدد الدهنية.
2. تورم بصيلات الشعر.
3. زيادة هورمون التوتستيرون (الذكري) في الجسم.
4. زيادة الزهم ( المادة الدهنية الجلدية).
5. مشاكل جلدية مختلفة.
العلاج / بعضها تنتهي من تلقاء نفسها، دون أي تدخل ،وبعضها تحتاج علاج وربما تداخل جراحي. أن الوقاية خير من العلاج، لذلك يوصي الأطباء بضرورة العناية والمحافظة على صحة الجلد بشكل يومي.
الكيس في الثدي
من الحالات الشائعة عند النساء (خصوصاً قبل انقطاع الطمث)، يمكن أن تكون في ثدي واحد أو كليهما، وممكن أن يكون كيس واحد أو أكثر، أغلب أكياس الثدي، مستديرة أو بيضوية، وفي اغلب الأحيان يكون لين الملمس، أشبه الى حبة العنب، وحالات قليلة ما يكون صلب.
معظم أكياس الثدي تكون حميدة ولكنها على العموم مقلقة، وربما تكون جزءاً من داء التكيس الليفي (مرض الثدي الكيسي الليفي) ، الألم والتورم عادة يكون أسوأ في النصف الثاني من الدورة الشهرية أو أثناء الحمل.
يمكن معرفة طبيعة كيس الثدي من خلال جملة من الكشوفات منها سونار الثدي، خزعة، الماموكرام، أضافة الى الفحص السريري والتأريخ المرضي.
كيس الثدي ليس بالضرورة يحتاج علاج ، ألاّ أذا كان كبيراً ومؤلماً، والعلاج أما جراحي أو هورموني.