الإكزيما .. التهاب مزمن يصيب الجلد ويسبب الهرش مع ظهور قشرة خارجية عليه ، كما تعتبر من مشاكل الجلد المعروفة ، وتظهر في مراحلها الأولي في صورة التهاب للجلد واحمراره، ثم تتكون القشرة الخارجية ، وبعدها يزداد تضخم سطح الجلد ويبدو وكأنه محترق ، ويمكن أن تظهر عند الأطفال أو في مرحلة الشباب، ولا يتم الشفاء منها بسهولة بل تحتاج لوقت للعلاج.

وفي إطار البحث عن أسباب هذا المرض ، كشفت دراسة بريطانية عن دور أحد الجينات في زيادة مخاطر الإصابة به ، حيث أجري فريق من جامعتي نيوكاسل ودندي في بريطانيا دراسة شملت 811 طالبا وطالبة تراوحت أعمارهم ما بين سبعة وتسعة أعوام بهدف تقييم دور مورثة "فيلاجرين" في ظهور حالات الأكزيما المتوسطة والبسيطة بين الأطفال.

وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط بين النسخ المتحورة من مورثة "فيلاجرين" عند الأطفال ومعاناتهم من تحسس الجلد السطحي أو الأكزيما.

ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية ، أوضحت الباحثة سارة براون أن الأكزيما قد تنتقل بين أجيال العائلة الواحدة حيث يتم توريث نسخة واحدة من مورثة "فيلاجرين" من كل من الأبوين للطفل لذا فإن توريث نسخة متحورة واحدة يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالأكزيما بنسبة تصل إلى 24 بالمئة لترتفع إلى 90 بالمئة عند انتقال نسختين متحورتين من الأبوين.

وأثبتت النتائج أن تعرض هذه المورثة للتحور يفسر ظهور العديد من حالات الأكزيما عند الأطفال والتي تتراوح في شدتها ما بين البسيط والمتوسط .

ماهية المرض

تظهر الإكزيما على الخدود والذقن فتصبح محمرة جافة دافئة مع حكة ، وقد تمتد إلى الجذع والأطراف لكنها ليست شديدة ، وتخف عن الوجه عندما يتقدم الطفل بالعمر، لكنها قد تبقى على الجذع والأطراف، ولا تتأثر منطقة الحفاظ بالإكزيما، ولكنها قد تظهر في المناطق الدافئة من الجسم مثل ثنايا الجلد مثل الرقبة والركبتين والمرفقين والردفين.

والإكزيما إصابة جلدية تصيب 10-20% من الأطفال، ووجود الإكزيما أو الربو أو حمى القش في العائلة يقوي من احتمال إصابة الطفل بالإكزيما. إلا أن 50% من الأطفال يشفون من الإكزيما عندما يصلون سن الثانية من العمر، وقد يشفى 85% من المصابين بالإكزيما من الأطفال عند بلوغهم الخامسة من العمر.

الـوقـايـة

تجنب تعرض الطفل للحرارة والجفاف والألبسة الخشنة، أي يجب الحفاظ على الطفل في جو بارد رطب ومغطى بالألبسة القطنية الواسعة غير الضيقة. تجنب الماء الحار والشامبو أو الصابون الذي يحتوي على شامبو، واختيار الصابون الذي يحتوي على نسبة عالية من المواد المرطبة للجلد.

ما الحل؟ وكيف يمكن معالجة الإكزيما؟

إن افضل حل للإكزيما هو استعمال مرهم مرطب للجلد بشكل روتيني، ليرطب الجلد الجاف، ويغطي الجلد بطبقة تمنع دخول المهيجات والميكروبات، فتمنع المضاعفات اللاحقة، ويقلل من الحاجة لاستعمال الكورتيزون. كما يجب تقليل استعمال الماء الحار والصابون لأنها تعمل على تجريد الجلد من الطبقة الدهنية الطبيعية العازلة للماء. لذا يجب استعمال الماء البارد أو الفاتر والقليل من الصابون عند غسل المنطقة المصابة، ثم دهنها بالمرهم المرطب فورا.

ويمكن اعتبار الفازلين الأبيض أو الأصفر أو الزيت المعدني أو أي زيت آخر من المواد المستخدمة في التحكم بالإكزيما لأنها تغطي المنطقة المصابة بطبقة دهنية تمنع ماء الجلد من التبخر ولا تسمح بدخول المهيجات للجلد

هل يمكن استعمال الكورتيزون لعلاج الإكزيما؟

نعم، يمكن استعمال الكورتيزون فوق المناطق المحمرة من الجلد، إذ يمكن دهن الجلد بطبقة كورتيزون خفيفة مرة أو مرتين يوميا، ثم تقلل الكمية كلما تحسن الجلد لأيام معدودة فقط، ثم يستعمل المرهم المرطب الخالي من الكورتيزون.