في أمسية موسيقية حالمة صدحت فيها الموسيقى والكلمات والأصوات الشجية العراقية والسويدية، حيث كان أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم يوم الجمعة 16 يناير/كانون الثاني 2009م، على موعد مع الحفل الفني الثاني الذي أقامته جمعية الموسيقيين العراقيين في ستوكهولم، أستهل عريف الأمسية الشاعر محمد المنصور بكلمات ترحيبية معبرة قائلاً، ((للصمت صوت والموسيقى الحقيقية تعلمنا الصمت، ...ومن موسيقى السحر القديم ولد الغناء وفن الإيقاع الموسيقي، ومن ستوكهولم عاصمة الفن والجمال ولدت جمعية الموسيقيين العراقيين، طاقات وجهود حثيثة تضافرت، وإرادات بالنجاح تكللت، وطموحٌ يرقى إلى رعاية النشاطات الثقافية الموسيقية وتنمية القدرات الواعدة والشابة في الحفاظ على التراث العراقي، وتعريف الجمهور السويدي بتراثنا الموسيقي...))
بعدها جاءت كلمة رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين في ستوكهولم الفنان سعد فيلي الذي رحب بدوره بالحضور متمنياً قضاء أمسية جميلة، وكانت كذلك.
قدم محمد المنصور تعريفاً مكثفا للآلات الموسيقية التي استخدمت خلال الأمسية، كالكمان ونيكل هاربا والقانون والعود والناي، قبل كل فقرة استخدمت فيها هذه الآلات، فأضافت المعلومات الفنية المفيدة للحضور، وكانت البداية مع الفنانتين السويديتين إميليا أمبير وأملي دور، اللتين استخدمتا آلتي الكمان والنيكل هاربا، والأخيرة آلة موسيقية وترية تنتمي إلى عائلة الكمان، تستخدم في الموسيقى الشعبية السويدية، تعطي توزيعات موسيقية مختلفة، ومع الكمان قدم الثنائي السويدي معزوفات وأغاني شعبية سويدية عديدة ممتعة نالت إعجاب الحاضرين.
بعدها جاء دور آلة القانون حيث أبدع الفنان الإيراني عماد شكوري في العزف عليها وهو شاب موهوب، أدى مقطوعات شيقة سحر فيها الحضور الذين صفقوا له كثيرا.
ثم جاء دور آلة الكمان، مع الفنان أحمد الجوادي وهو فنان له العديد من المنجزات الموسيقية في العراق ومصر ودول عدة، عمل مع العديد من الفنانين الكبار، قدم في الأمسية العديد من المعزوفات الموسيقية العراقية القديمة والسورية واللبنانية والمصرية، فكانَ موفقا حقاً.
وبعد الاستراحة استمر حضور الموسيقى والغناء، فعزف الفنان أحمد الجوادي على آلة الكمان والفنان عماد شكوري على آلة القانون و الفنان علاء مجيد على الناي والفنان سرمد نوئيل على آلة العود والفنان محمد لفته على آلـة الرق والفنان فرات حسين على آلـة الخشبة، وعازف الأورك الفنان تحسين البصري وبمساعدة الفنان عمار، وكانت البداية مع الفنانة الموهوبة لبنى عبد الكريم التي لم تحن لها الفرص للبروز حيث قدمت باقة رائعة من الغناء العراقي التراثي الأصيل، فسحرت الحضور بصوتها وأدائها المميز، غنت أغنية "جا وين أهلنا" ثم تعاقبت الأغاني فتألقت بحق في هذهِ الأمسية، مما دعى الفنان فكري بشير الذي كان حاضراَ بين الجمهور إلى تكريمها بباقة ورد لما قدمته من فنٍ أصيل.
بعدها جاء دور الفنان عبد الرحمن المرشدي الذي قدم العديد من الأغاني والمقامات والأطوار الريفية المختلفة وكعادته في تقديمه المسرحي وانفعالاته الجميلة أبكى من أبكى وأضحك من اضحك من الحضور متأثرين بأدائه المميز، صفق له الجمهور كثيراَ.
في الختام كرم رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين في ستوكهولم الفنانين المساهمين جميعاَ بباقات من الزهور، شاكرا الحضور والفنانين جميعاَ، أمتاز الحفل بالتنظيم الجيد لولا بعض إشكالات الأجهزة الصوتية أحياناَ.
كانت أمسية موسيقية فنية جميلة نتمنى أن تكرر للجالية العراقية في ستوكهولم.