9-5-2009
"صباحا تشرق الشمس ،
في كل مكان"
(جورج هربرت)
سيقول أحدهم : وماذا اكتشف جورج هربرت هذا . أليس الشرق شرقاً لأن الشمس تشرق من الشرق؟
وستعلي إحداهن من صوتها قائلة : " مالت عليه " ، هذا الجورج بن هربرت ، هي الشمس تشرق من المشرق . يعني شو الجديد؟"
فكيف إذا ما صار الأول ، أو تقلدت الثانية منصباً ثقافياً في بلدنا هذا ، مثل جمهورية " اليشن ستان " ، التي عاصرت تجربتها الإعلامية لفترة غير قليلة ، فوجدت ما وجدت!
دعوني اطرح ما بين أيديكم ، قصة الأول ، لتعرفوا فعل الثانية ، ولتترحموا على جمهورية يعكس إعلامها ، كيف يساس أبناؤها المساكين.
سافر الحاج خير الله بن طلفاح - الوجيه الأوجه في تلك الجمهورية العتيدة إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية في صيف 1971 ممثلا بلدته المدينة الأم في تلك البلاد . وكما تعرفون فإن ألمانيا الديمقراطية أو الشرقية بتعبير الحرب الباردة ، كانت تتحسس من شخص ألماني اسمه " ادولف هتلر "!
اصطحب الحاج الوجيه الأوجه ، صحافيا مسكينا معه وقال له ، وهما على متن الطائر الميمون : اكتب لي كلمة لألقيها على الألمان ، ولأعلمهم تطورنا الإعلامي والحضاري والفكري .
فكتب الصحافي المسكين كلمة حقيقية جدا وسلمها للحاج.
في اليوم المعلوم ، وقف الحاج خير الله بن طلّ فاح ، خطيباً في برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية في حينه ، بينما كان الصحافي المسكين يراقبه فخوراً ، وأخرج ورقة أخرى من احد جيوب سرواله ، وبدأ يقرأ:
أيها ( المواطنين ) الألمان الأعزاء.
أيها ( المقاتلين ) الألمان الأحرار.
أيها الألمان الذين صنعتم السلام من فوهة المدفع.
يا أبناء هتلر!
يا أبناء هتلر العظيم !!
وهنا ساد الصالة هرج ومرج ، صامت ثم غاضب ، وانفجرت سيدة غاضبة : ما هذا الهراء ؟! وبقي الوجيه الأوجه الحاج خير الله كلفاح ، على المنبر وحيداً ، وهو ينظر إلى الصحافي المسكين .
فأي إعلام يمكن أن يؤديه ، النسخة الثانية من الحاج خير الله ؟!
هذه مدرسة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والفنون ، انتهت منذ عقود ومضى قرنها وهلك رجالها ، وتبدلت جمهورياتها.
بعض العرب يلجأ - إلى يومنا هذا - إلى طريقة أخرى تخالف ثقافة " الجاج خير الطلفاح " ، تقوم على فكرة : كن شجاعاً وأميناً ، وأخلاقياً ، واكسب مواطناً شريفاً واحداً ، وإذ ذاك أنت ناجح إعلاميا.
جمعة اللامي
9-5-2009