القاهرة - سندس أحمد
يعجب الرجال كثيرًا بالمرأة المثقفة ومدى فصاحتها ولباقتها، ولكن عندما يتعلق الموضوع بالارتباط أو الزواج يتهرب منها، فالمثقفة منذ القدم وهي غير مرئية وسط المجتمع الذكوري ومتطلباته، ولكن ما هو السبب وراء خوف الرجل من الارتباط بالمثقفة ولماذا يهرب منها ؟
رصدنا العديد من الآراء حول رغبة الشباب في الزواج بالمثقفة أم لا، وأوضحت الآراء مدى اختلاف طريقة تفكير الأجيال.
وقال أمير العربي "27 عاما" إنه لا يقبل الزواج بمثقفة، وفي جميع الأحوال يجب عليه أن يكون أكثر ثقافة من المرأة بشكل عام، ولديه الحد الأدنى من العلم في الأمور التي تخصها، موضحًا إذا كانت مهتمة بالموضة يجب عليه أن يعرف ويتابع آخر صيحات الموضة حتى يكون في رد على النقاش الذي يدور بينهم، ويكون أعلى منها علمًا .
وذكرت أميرة محمد "26 عاما" أنها فسخت خطوبتها بعد رفض خطيبها من إكمال دراساتها العليا بالجامعة، حتى لا يكون تعليمها وثقافتها أعلى منه، موضحة أنه كان يتشاجر معها عند التحدث بشأن هذا الموضوع حتى تم فسخ خطوبتهما.
“البنت المثقفة حلم كل رجل" هكذا ذكر نبيل أشرف "24 عاما" قائلا إنه يفضل الارتباط بفتاه مثقفة وتفكيرها قريب منه كي يتمكنوا من التواصل سويًا، فالمرأة المثقفة تكون أصدق في التعبير عن مشاعرها بطرق مختلفة، كما أنها تكون واثقة من نفسها بشكل كبير، وبالتالي الحياة معها ستكون أقرب للمثالية.
أما ابراهيم محمد"31 عاما" رأى أنه لا يفضل الارتباط بامرأة مثقفة ليس خوف منها أو من شخصيتها، ولكن المثقفات بشكل عام يتعبن الرجل بكثرة المناقشات والجدال المستمر، والرجل بطبيعته يكره "الرغي الكتير".
“ مفيش راجل بيحب الست اللي بتقرأ وفاهمه عشان هتفهمه" قالتها مرفت ثروت "50 عاما" موضحة أن الرجل يرفض الزواج بالمثقفة لأنها ستفهم تفكيره، ولا يوجد رجل يحب أن زوجته تفهمه وتوضح له هذا، ولكن المرأة الواعية هي التي تعرف كل شيء ولا تبينه لزوجها.
بينما قال حسن محمد "45 عامًا" المتزوج بامرأة ذو ثقافة عاليه، إن الحياه مع زوجتى اشبه بقصص الحب في المسلسلات، اشجعها دائمًا على تطوير ذاتها وشخصيتها لأن كل هذا سيعود علي وعلى أبنائي بالنفع، فالمرأة المثقفة كنز بالمنزل.
خبراء العلاقات الأسرية
و قال استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني إن الرجل يخاف من الزواج بالمرأة المثقفة حتى لا تتمرد وتعايره وتتكبر عليه، كما أن معظم الرجال يحبون المرأة الأقل منهم، مضيفًا أن 85% من الرجال يحبطن زوجاتهم حتى يتركن وظيفتهن.
وأضاف أن الرجل من الممكن أن يتباهى بالتحدث إلى المرأة مثقفة ولكن عندما يتعلق الموضوع بالزواج يخاف من نجاحها أو أن يكون أقل منها، لأنه لم يتمكن من مناقشتها أو خطابها، فهو يحتاج إلى امرأة يطلق رأيه عليها، يأمرها وتستجيب له، لا التي تناقشه، فالرجل لا يحب النقاش.
وفيما يتعلق بحل هذه الأزمة الملازمة للرجال منذ القدم، قال إن الحل يكون حسب طبيعة الرجل، وطريقة تعامله مع المرأة، فهناك بعض الرجال يفرحون لنجاح زوجاتهم، مستشهدًا بمدرب في "أولمبياد ريو" كان يدرب زوجته، وعندما فازت فرح لفوزها ونجاحهم سويًا، وهناك البعض يرى أن المرأة ليس لها غير البيت وزجها وأولادها.
وأوضح دكتور محمد أن كلما زاد المستوى العلمي للمرأة زاد أسلوب التفاهم وتحسنت لغة الحوار بينها وبين زوجها، لأن هذا سيعود في النهاية على أبنائهم، وينبتوهم نبات حسن.