المغرب وثقافاته/علاء نعماني

2008-01-06
مختبر السرديات يستضيف 30 باحثا أمريكيا من جامعة كونكتيكيت

في إطار التعاون الثقافي والعلمي بين جامعة كونكتيكيت Connecticut بأمريكا والجامعة المغربية في مجال الدراسات الثقافية والمقارنة، واستكمالا لمشروع سابق في هذا السياق نظم مختبر السرديات بآداب بنمسيك بالدار البيضاء ومختبر الدراسات المغاربية المتعددة التخصصات بالقنيطرة والجمعية المغربية للتنسيق بين الباحثين في الآداب المغاربية والمقارنة بالتنسيق مع مسلك الدراسات الفرنسية بآداب بنمسيك ومركز الدراسات الأدبية المقارنة بكونيكتيكوت بأمريكا ، ملتقى علميا حضره 30 طالبا باحثا أمريكيا وطلبة الدراسات العليا ، كما حضره عدد من المتخصصين من الباحثين في الآداب المغاربية والدراسات المقارنة ومبدعين مغاربة، وذلك من خلال مطارحة محورين اثنين توزعت أشغالهما بين القنيطرة والدار البيضاء حول : ثقافات المغرب : رؤى متقاطعة. وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 28 و29 ابريل 2008 .(ملاحظة: كل التداخلات كانت باللغة الفرنسية ،عدا ورقة سمية بلحبيب التي ألقتها بالانجليزية).

وقد ساهم في تأطير وتنظيم هذا اللقاء كل من سميرة دويدر ،لوسي ستون ماكنيس، سناء غواتي ، عبد الله علوي المدغري، مصطفى بن الشيخ،فتيحة بناني،عبد اللطيف محفوظ ، عبد الفتاح الحجمري، شعيب حليفي.

القنيطرة : فنون وآداب نحو أفق لامحدود
بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، كلية الآداب ،التأمت الأشغال الأولى برئاسة سناء غواتي (باحثة وأستاذة جامعية .رئيسة الجمعية المغربية للباحثين في الآداب المغاربية والمقارنة) حيث تدخلت في البداية سمية بلحبيب ( شعبة الأدب الانجليزي )حول دور الجمعيات غير الحكومية وتطور قانون الأسرة بالمغرب .أما أحمد العلمي ( شعبة الفلسفة ) فتحدث عن علاقات السياسة بالفلسفة ، في التاريخ العربي ، قديما وحديثا .كما تدخل عبد الله علوي المدغري ( كلية الآداب الرباط) بورقة دقيقة تهم الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية وهو ما يستكمله مصطفى بن الشيخ من زاوية أخرى في تناوله لمسألة علاقة الأدب بالتعليم.
آخر متدخل كان هو رشيد بن لباح حيث رسم تاريخ تطور الفن بالمغرب في عناصره الأولى ..ليختتم هذا اللقاء بقراءة شعرية لقصيدة مهداة إلى التشكيلي المغربي ماحي بنبين .

الدار البيضاء:اللغة ، التاريخ والرواية
لقاء الدار البيضاء بكلية الآداب بنمسيك - جامعة الحسن الثاني المحمدية ، بالدار البيضاء افتتحت جلسته الصباحية برئاسة فتيحة بناني (باحثة ، رئيسة مسلك الدراسات الفرنسية ) حيث تناول الكلمة شعيب حليفي ( رئيس مختبر السرديات ) ، مؤكدا على استكمال هذا التعاون بالإعداد لمناظرة بين الجامعتين في ابريل القادم يكون موضوعها ثقافات الجنوب المغرب يشتمل لقاءات بكل من مراكش ، ورزازان وزاكورة .
بعد ذلك تدخل عبد المجيد قدوري(باحث ومؤرخ ، عميد كلية الآداب بنمسيك ) بمداخلة حول الشخصية التاريخية المغاربية معتبرا بان المغرب كان دائما مندمجا في العالم المتوسطي على مر العصور منذ الفتح الإسلامي مرورا بالمرابطين والموحدين ثم اللحظة الاندليسية، مما خلق تبادلا خلاقا بين الشرق والغرب ، وأثرى الشخصية المغربية رغم الهزات التي كانت تتعرض إليها في مناسبات عديدة ، مع استمرار طموحها إلى الانخراط في سيرورة العالم والعالمية .
وقارب عبد الواحد خيري( أستاذ باحث في اللسانيات بكلية الآداب بنمسيك) موضوع الوضعية اللسانية بالمغرب ،مبرزا هذا الإطار أنه على الرغم من أن الكثير من الناس يتحدثون عن وجود عربيات مغربية و يقصدون بذلك العربيات المتكلمة محليا بحسب الجهات ( الجهة الشرقية الشمالية و الجهة الشمالية و الجهة الوسطى ثم الجهة الجنوبية )، بالإضافة إلى الجهات التي تعتمد الأمازيغيات ( الريفية وتمازيغت و تشلحيت) في التواصل و التعبير ،فإن الأنظمة الخاصة بالبناء اللغوي لهذه العربيات و الأمازيغيات واحدة في الصرف و التركيب و المعجم . و لا ينحصر الاختلاف بينها جميعا إلا في مستوى بعض المتغيرات الصوتية المتصلة بنطق بعض الصوامت المتصلة من منطقة لأخرى،مما يبين أنه على الرغم من الاختلاف الظاهر فإن الأنظمة التي تحكم بناء هذه اللغات واحدة.وهو الذي يدل على وجود تجانس لغوي في ظل اللاتجانس المفترض ، مما يعضد وحدة الهوية ويضعف نظرية انفصالها و استقلال بعضها عن بعض .

وتدخل محمد الأسعد ( باحث في الجغرافيا .رئيس شعبة الجغرافيا )بموضوع تحت عنوان "إنتاج المعرفة في العلوم الاجتماعية والخصائص العلمية " مبرزا نتائج بحث دقيق قام به حول التقييم والمعرفة في مجال البحث العلمي بالمغرب منذ الاستقلال (1956) وان النتائج التي توصل إليها الباحث هي أرضية خصبة لمواصلة الحفر العلمي بمقاييس علمية مضبوطة عن إنتاج المعرفة في الحقول كلها ، والتي قاربتها الاطاريح الجامعية في كل التخصصات .

واهتمت المداخلة الأخيرة في هذا اللقاء لعبد الفتاح الحجمري ( ناقد - كلية الآداب بنمسيك )بموضوع (الرواية المغربية المكتوبة بالعربية : الموضوعات والأشكال الأدبية) مبرزا مجمل القضايا التي تخص الخطاب الروائي المكتوب بالعربية من حيث النشأة والتكوّن والتطوّر؛ مع لفت الانتباه إلى أبرز الموضوعات والأشكال الأدبية المميزة .
لا شك أن هناك مرجعية سوسيوثقافية وتاريخية يصدر عنها فهم الأدب والحاجة إلى النوع الأدبي، وكذا أشكال التعبير التي تستدعيها أبنية ودلالات النصوص وما يحفز على كتابتها . وعلى هذا الأساس ، لا يمكن حصر هذه التوصيفات العامة انطلاقا من نصوص منعزلة أو مفردة ، مثلما لا يمكن اختزالها في مجرد تقنيات توضح وتبرز أنماط صياغة الحكاية وأساليبها المختلفة .
من هنا قيمة السؤال: متى نؤرخ لنوع أدبي ، وبحسب أية مقاصد نهتمّ بوضعية التلقي الأدبي الروائي المغربي المكتوب بالعربية ، وما هي وسائطه ؟
وركزت المداخلة كذلك على فكرة مناقشة تلك " الحاجة الثقافية والاجتماعية " التي تسمح لكتابة ما أن تتخذ مظهرا نصيا معينا ( هنا الرواية ) يجلّي وظيفة أدبية ، تعني أن وعيا ثقافيا وفكريا هو بصدد التّبلور والبروز في آثار ترقى من مستوى النص المفرد ، إلى مستوى أعم توفره نصوص متعددة يسهل - وربما يصعب - تصنيف أنواعها بما يوافق الذوق الأدبي ومقتضيات المؤسسة الأدبية . وهذا ما يجعل أي حديث عن النشأة والامتداد محفوفا بالعديد من المزالق النظرية والمنهجية أحصرها هنا ضمن إمكانات بحث :
المبررات الكامنة وراء تطلع المجتمع لقبول شكل أدبي يناسب تطوّر حركة التاريخ الأدبي.
- اقتران هذا التناسب مع تلازم يخص الكتابة والتصور الذي يمنحه إياها هذا المؤلف أو ذاك، وهو تصور أفترض أنه يخلصها - في جميع الأحوال - من فرق الأنواع الأدبية.

الجلسة الزوالية عرفت عرض شريط سينمائي مغربي (علي زاوا) بتأطير ذ/رشيد بيي كما عرفت عقد جلسة عمل مع البرفيسورة لوسي ستون ماكنيس بخصوص الترتيبات للمناظرة المقبلة التي ستنعقد بالمغرب خلال السنة القادمة .

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved