على أعتاب أجراء الانتخابات في عراقنا الجديد والتي هي بحق ترسيخ للعملية السياسية بكل معطياتها و همومها ، ورغم إن الهفوات والاخفاقات بدأت تعكس مواقفا ً تبدو لأول وهلة سلبية ، إلا إن الديمقراطية و مفاهيم التغيير ما زالا هاجسا ً ينبغي الارتقاء به الى مرحلة توفير (القناعة) بالسعي الى ترسيخ مفاهيم التغيير والتصدي لفلول أعداء العراق من بقايا النظام السابق ودعاة تهديم الإنسان العراقي الذين يسعون من أجل خلق جو (الحنين) الى أيام التسلط والعبودية والظلم والمقابر الجماعية . ومن هنا ، ورغم تجاهل الدور الفعّال للمرأة العراقية في عملية التغيير ، الذي يرتقي الى أضعاف ما يقوم به السياسي (الرجل) ، بسبب التركة الثقيلة التي واجهتها من النظام السابق .
إن تغير الواقع المعاش في عراق ما بعد الحكم الدكتاتوري لن يتم إلا على أيدي النخبة المثقفة الواعية و خاصة المرأة الاكاديمية الواثقة من نفسها والقادرة على التغير والإصلاح من خلال ما تملكه من علم و معرفة وإيمان وفضيلة كأستاذة جامعية أو طبيبة أو مهندسة او شاعرة أو كاتبة أو قيادية في منظمات المجتمع المدني أو برلمانية وذلك خير دليل على قدرتها على العطاء والإبداع .
ومع وجود الثلة القليلة من هذه النساء ، فهن غير قادرات على النهوض بهذه الاعباء الجسيمة دونما وقوف الرجل الواعي الى جانبها ودعمه لها ، فما زالت النظرة التي تحاصر المرأة و خاصة المرأة المثقفة من قبل السياسيين والبرلمانيين قاصرة بل خطيرة في أغلب أحيانها مما يعيق دورها في عملية التغيير و الاصلاح .