المرأة ليست "نصف الكأس الفارغ"!

2010-07-05
رغ//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/bb84b60e-d222-45b6-be72-a6764df0c785.jpeg م تبؤ المرأة العربية مناصب ومسؤوليات مهمة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، دوليا ومحليا، إلا أن البعض من إخوتنا الرجال مازالوا يعتقدون، ومصرون على رأيهم، أن المرأة هي النصف الفارغ من الكأس مهما كانت مناصبها ومكانتها في مجتمعاتنا الشرقية، والعربية على وجه التحديد!
وأنها يجب أن لا تتخطى حدود المنزل الزوجي! تحت حجج ومبررات دينية وغير دينية كالموروث الاجتماعي المتوارث من الأجداد.
هذا الموضوع الذي مازال السجال حوله قائما وساخنا دون أن يعترف هؤلاء الرجال بأن المرأة ليست فقط لإنجاب وإشباع الغريزة الجنسية لديهم، بل أنها النصف المكمل للحياة، ولها حقوق يجب أن تصان كما تصان حقوق الرجل!
فقد أكدت أكثر من دراسة اقتصادية عربية وغربية أن المرأة تقوم بأعمال في الحياة العادية تتجاوز الأعمال التي يقوم به الرجل بثلاث مرات! فالمرأة هي الأم التي تنجب الأجيال وتربيهم، وهي الزوجة التي تقوم بواجباتها تجاه زوجها، وهي المرأة العاملة في ميادين العمل تساهم مع الرجل جنبا إلى جنب لتأمين حاجات المنزل...
أما الرجل فـ"واجبه" معروف وهو تأمين مصروف المنزل وحاجاته باعتباره رب الأسرة كما يدعي!
وبمراجعة سريعة لتاريخ المرأة والنساء في العصر الإسلامي سنجد أنهن شاركن بشجاعة وكفاءة في بناء المجتمع والأمة منها (نسيبة بنت كعب) التي كانت في الخطوط الأمامية لمعركة أحد، و(خوله بنت الأزور) التي شاركت في عدة معارك بقوة وبسالة..
وقد ساوت الشريعة الإسلامية بين الرجل والمرأة في جميع شؤون الحياة الرئيسية بحيث راعت الدور الضروري لها عندما قال تعالى: (ولقد كرمنا بني ادم امرأة ورجلا دون تمييز).
وإن عدنا قليلا إلى تاريخ نظرة المجتمعات القديمة للمرأة في الألف الثاني قبل الميلاد، لوجدنا أنها كانت تعتبر المرأة مخلوقا مدهشا قادما من عالم الأساطير.. خاصة أنهم لم يجدوا تفسيرا منطقيا أو علميا لعملية الحمل والولادة عند المرأة! فوجدوا أنها تهب الحياة للإنسان.. فألهوها.. ومن تلك الآلهة ايزيس عند الفراعنة، وسيبيل أم الألم في بلاد الشرق الأقصى، وأفروديت آلهة الخصب المشهورة عند الإغريق، وعشتار آلهة الحب والجمال والحياة..
وقد أنشأت لهن معابد في أماكن بارزة في المدن الكبرى. وتبنت تلك الشعوب القيم النسوية وأدخلتها في ثقافتها، وتحولت إلى رموز أولى في الحياة كرمز للأرض والماء والخير والعطاء والحب أمثال (جوليا دومنا - وزنوبيا ) وغيرها من النساء..
فهل بعد كل ما قدمته تلك النساء من تضحيات إن نقول عليهن بأنهن النصف الفارغ من الكاس، أم العكس هو الصحيح؟!

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved