كان أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها على موعد يوم الأحد03-أيار-2009م، مع فرقة نوارس دجلة الغنائية في قاعة شيستا تريف وسط العاصمة السويدية ستوكهولم. وتحت شعار، لنغني معا للحب والسلام والمساواة ومناهضة العنف والتمييز، أزدحم الجمهور أمام القاعة لحين افتتاح بوابة الصالة التي سرعان ما امتلأت مدرجاتها وممراتها بجمهور غير متوقع، نوارس دجلة فرقة تشكلت من نخبةٍ من النساء العراقيات في الغربة من المؤمنات بنضال المرأة من اجل حقوقها، إخترن إحياء الأغاني العراقية التراثية الأصيلة، متحملات المصاعب المختلفة بإرادة صلبة وبخطوات راسخة عملن كعائلة واحدة، وهذه باكورة نشاطهن الجديد الذي أعلن عنه الشاعر جاسم الولائي بترحيبه أولا بالحضور والضيوف وبمفاجأة الأمسية بحضور سيدة المقام العراقي الفنانة فريدة والفنان محمد حسين كمر من هولندا ليكونا مع فرقة نوارس دجلة في عرضها النوعي الجديد، فتعالت صيحات الترحيب والتقدير، ومن ثم تم التعريف بالفرقة ونشاطها الجديد بقيادة المايسترو علاء مجيد لتدخل نوارس الفرقة في صفين متوازيين من جانبي المسرح ليعتلين المنصة.
السيدة بسعاد عيدان مسؤولة الفرقة ألقت كلمة الفرقة مرحبة و متمنية للجميع قضاء لحظات سعيدة، ورحبت باللغة السويدية كذلك بالضيوف السويديين، كانت هنالك على الشاشة أمام الجمهور صور وأفلام طيلة الأمسية عن العراق وعاصمته مدينة السلام بتاريخها ورموزها وفولكلورها المتعدد الجذور وفسيفسائها الزاهي الجميل، مما جعلنا نحلق بآفاق العراق و دجلته الخالدة مع أصوات النوارس العراقية، ليتقدم المايسترو علاء مجيد وتبدأ الفرقة بإنشاد نشيد "نوارس دجلة" من كلمات وألحان علاء مجيد، وتعالت الهلاهل ( الزغاريد )، بعدها فاصل وكلمة للأستاذ فرات المحسن معلقا على نشاط الفرقة معبرا عن سعادته ودهشته وليعلن عن الفعالية التالية وهي أغنية "على شواطي دجلة مر..." ومع صور دجلة ونوارسها وكلمات الشجن في الأغنية كانت الدموع المحتبسة في حدقات العيون تنطلق دون استئذان، ليتحدث السيد "لارش يوران ليرنه" من السويد معبرا عن إعجابه بهذه الفرقة التي تثير الحب والعشق فينا رغم أنه لا يعرف العربية وليقول بلكنة سويدية أن الأغنية القادمة هي "مرو عليّ الحلوين..." ونستمع للحلوات وأصواتهن الحلوة، ثم يتقدم الدكتور ثائر عبد الكريم ليتحدث عن هذا العمل الفني الذي نقلنا إلى أجواء العراق أو نقل العراق إلى هنا أو مازج بين المكانين فوحدنا وهذه أجمل رسالة للفن، ليعلن عن أغنية "داده حسن"، التي قدمتها الفرقة ويتحدث بعدها السيد "هانس لندبلوم" ويعلن الأغنية القادمة "لو قلت لك حبيبي فدوه"، ومع التفاعل الجميل من الجمهور تتحدث السيدة وداد عن الفرقة التي وحدت أطياف الشعب العراقي فهذا هو العراق بالفن والثقافة يتوحد، بعيدا عن الجهل والتفرقة، لتعلن عن الأغنية القادمة "جيت أسألك عن رده"، بعدها كانت المفاجأة حيث أعتلى الفنان محمد كمر ليعبر عن سعادته بهذا العرض الشجي وإعجابه بالجهود الكبيرة وليعلن عن التالي وهي أغنية "مالي شغل بالسوك مريت أشوفك"، أما الدكتور رياض البلداوي فأكد أن هكذا نشاطات تبعث فينا الروح والحيوية وتعيدنا إلى جذورنا هناك حيث العراق، ليعرف بالأغنية القادمة "خلينا نشوفك خلينا" ، لتطل بعد ذلك الفنانة فريدة لتقف مع الفرقة محيية لها ومعبرة عن إعجابها ورغبتها بالوقوف معها على المسرح، وتعلن عن مجموعة أغاني "كوكتيل بغداديات" ووسط التصفيق والتشجيع يتحدث المايسترو علاء مجيد شاكر
ا كل من وقف مع الفرقة مساندا ومساعدا من فنانين وأصدقاء في المجالات المختلفة. ولتختتم الفرقة آخر فاصل لها مع نشيد "نوارس دجلة" ومع باقات الزهور والزغاريد وكلمات الحب والإعجاب أنتهت هذه الأمسية التي حلقت فيها روحنا ولو لسويعات في سماءات العراق إلى طفولتنا إلى تراثنا وبيئتنا وعراقنا الذي يسكن في أعماق الروح، كل ذلك بفضل نسائنا العراقيات الرائعات في نوارس دجلة.