الغدة النكافية هي أحدى الغدد اللعابية ولكنها أكبرهن، ورقية الشكل، تقع تحت الفم وأمام الأذن من كلا الجانبين الأيمن والأيسر، أي هناك غدتان نكفيتان، وكل غدة تغطي عظم الفك الأسفل وتمتد أسفله، تفرز اللعاب في داخل الفم من خلال القناة اللعابية النكفية او تسمى بـ " قناة ستينسن” وذلك لتسهيل المضغ والبلع .
يمكن تحسس الغدة النكفية حينما تصاب بمرضٍ ما، وأمراض الغدة النكفية عديدة منها مرض النكاف .
النكاف في اللغة يعني ورم وألم . وهو التهاب يصيب الغدد النكفية، وهو مرض فايروسي سببه فايروس من نوع "باراميكسوفايروس"، وهذا الفايروس ميّال جداً لإصابة الجهاز التنفسي والخلايا اللعابية، وهو سريع الانتشار كونه ينتقل عن طريق الهواء ( السعال والعطاس والتقبيل ) وعن طريق استخدام أدوات الشخص المصاب، أي أن أي مريض يحمل أو مصاب بالفايروس يكون معدياً للآخرين .
النكاف يعد من أمراض الطفولة ولكنه يصيب الكبار أيضا وكان التعامل معه في الماضي يمتاز بالبساطة وبطرائق بدائية، الاّ أنه تراجع كثيراً جراء البرامج التلقيحية مقارنةً في بدايات القرن الماضي .
فترة حضانة المرض ( وهي الفترة بين دخول الفايروس في الجسم وحتى ظهور أعراضه )، تتراوح كمعدل 14- 18 يوم، والمصاب ( وخصوصاً الأطفال ) يكونوا معديين قبل ظهور الأعراض بـ ( 2-3 ) أيام، وبعد ظهور الأعراض لمدة أسبوع .
ينتشر الالتهاب عبر استنشاق الرذاذ المتطاير من أنف أو فم شخص مصاب فيدخل الفايروس الى الجسم عبر المسالك التنفسية العليا ( فيتضاعف في مجرى البلعوم – الأنفي وفي العقد اللمفاوية )، ثم ينتقل الى الدم وينتشر الى مختلف أنحاء الجسم، ( وتبدأ بعض الأعراض والتي بمجملها تشبه أعراض الأنفلونزا ) . وبما أن الفايروس ميّال للعيش في الغدد اللعابية فأنه يتكاثر فيها بشكل كبير، حيث تبدأ تفاعلات متسارعة من قبل الجهاز المناعي معه لينتج عنه التورم المميز للنكاف، والذي يسبقه ألم بسيط في منطقة الفك الأسفل مع ارتفاع بسيط بدرجة الحرارة وعدم ارتياح بشكل عام، في أغلب الحالات فأن الورم يظهر بعد يومين او ثلاث من حصول الأعراض البسيطة، وأن المرض شائع جداً بحيث يمكن تشخيصه بسهولة من قبل الأهالي حينما يشاهدون الورم في الخد قرب الأذن وهي العلامة المميزة للمرض.
أما بالنسبة الى الطبيب فبإمكانه فحص فتحة القناة اللعابية من داخل الفم فسيجدها متورمة ومحتقنة .
المرض لا يصيب الأطفال بعمر اقل من سنة، لكن أكثر الإصابات تحدث للأطفال بعمر 2-12 سنة لذلك نجد الغالبية العظمى من تلاميذ الابتدائية يُصابون كونهم مختلطين مع بعضهم وتنتقل العدوى بينهم بسرعة كبيرة وهم بدورهم ينقلون العدوى الى داخل بيوتهم . أي بمعنى أن المحتشدات السكانية تكون عامل مساعد في انتشار العدوى .
أن موسمي الربيع والشتاء هما أفضل ظروف جوية للفايروس كي ينتشر في الأجواء.
الصورة المرضية:
1. ارتفاع الحرارة وربما تصل الى 39 درجة مئوية.
2. الصداع.
3. فقدان الشهية.
4. تورم الغدة او الغدتين مع الم شديد يستمر ثلاث أيام او أكثر، الشعور بالألم يزداد أثناء الابتلاع والكلام والمضغ أو أثناء شرب المشروبات الحامضة كعصير البرتقال وعصير الليمون، ربما التورم يحصل في إحدى الغدتين ومن ثم يحصل في الأخرى لنفس المريض، التورم يبقى لمدة 3-4 أيام وربما لأسبوع أو أكثر.
العلاج/
لا يتوجب أكثر من الراحة والعلاجات البيتية البسيطة، مسكن الآلام، مخفض للحرارة مع تناول السوائل، وغرغرة الفم بالمعقمات الفموية، ولكن أذا حصلت مضاعفات، فهنا نحتاج علاجات حسب نوع المضاعفات التي التحصل . الأعراض والورم تبدأ بالزوال تدريجياً خلال أسبوعين .
ملاحظة/ لا يجوز استخدام الأسبرين .
في حالة حصول الورم وتشخيص الحالة على أنها نكاف، فأنها لا تحتاج الى مضادات حيوية، كونها فايروسية.
المضاعفات
نادرة الحدوث ولكنها تحصل لدى الكبار أكثر من الأطفال:
1. التهاب الدماغ الفايروسي.
2. التهاب الأغشية السحائية الفايروسي.
3. التهاب الخصيتين والذي ربما يتسبب في حصول العقم.
4. التهاب المبيضين والذي لا يؤثر في الخصوبة.
5. فقدان السمع، كون الالتهاب يصيب العصب السمعي.
6. التهاب البنكرياس، وربما يسبب السكر.
7. الإجهاض فيما لو أصيبت الحامل في أشهر الحمل الثلاثة الأولى.
الوقاية:
• هناك مسلمات لا بد من أقرارها، وهي كلما كان الجهاز المناعي فعالاً كلما كانت مقاومة الفايروس وبالتالي المرض أكبر، خصوصاً إذا عرفنا أن ليس كل من يُصاب بالفايروس سوف تظهر عليه أعراض وعلامات المرض.
الجهاز المناعي يكون قوياً من خلال:
1. التغذية الصحية الجيدة، ( الرضاعة الطبيعية بالنسبة للرضع، وبالنسبة للأطفال الذين يتناولون الطعام، فننصح الأم أن تغذي طفلها بالجزر، الفاصوليا الخضراء، السبانغ، البطاطا، العسل ـ لا يُنصح به أقل من سنتين من العمرـ ، والزنجبيل ـ لا يعطى للأطفال أقل من 6 سنوات ـ .
2. العناية بالنظافة الشخصية والعامة.
3. الابتعاد عن العادات والتقاليد الاجتماعية غير الحضارية وغير الصحية.
4. البيئة الصحية التي تتناسب من آدمية الإنسان.
• تعليم الأطفال السلوكيات والممارسات الصحية، خصوصاً ما يتعلق بالجهاز التنفسي.
• اللقاح:
يعطى اللقاح المضاد للنكاف (وهو عبارة عن فايروس مضعّف بعد معالجته كيمياوياً وبايولوجياً)، على شكل أبر تحت الجلد في جرعتين:
الأولى/ بعمر سنة – سنة ونصف.
الثانية / بعمر 4 – 6 سنوات
ولقاح النكاف يكون ضمن لقاحَي الحصبة والحصبة الألمانية (MMR).
ملاحظة/ حينما يُصاب الشخص مرة واحدة، فأنه يكتسب مناعة شبه دائمية.
يجب توخي الحذر وعرض المصاب على الطبيب فوراً في حالة حصول ما يلي:ـ
1. ارتفاع بدرجة الحرارة الى أكثر من 39درجة مئوية.
2. تصلب العنق والغثيان والقيئو والصداع الشديد.
3. التشنجات(الشمرة، الصرع).
4. آلم حاد في البطن مع ارتفاع الحرارة.
5. تورم الخصية.
6. الآم حادة في أسفل البطن او داخل الحوض لدى الإناث.
ماذا يفعل الأبوان حينما يصاب طفلهما بالنكاف:
1. التحلي بالهدوء وعدم الشعور بالهلع والخوف.
2. مراقبة حرارة الطفل.
3. عدم استخدام الأسبرين.
4. استخدام الكمادات االباردة.
5. أطعامه بالسوائل مع تجنب الحوامض.
6. أذا كان طالباً، فالأجازة إجبارية من المدرسة لمدة أسبوعين.
• وبشكل عام ننصح بـ :
أ) عزل المصاب قدر الإمكان أو باستخدام الكمامات.
ب) عدم زيارة المصاب.
لماذا أنتشر المرض بحدّة هذا العام في العراق؟
1. بدءاً يجب أن نعرف أن ليس كل مَن أستلم لقاح، قد أصبح محصناً! والسبب سيتضح بما يأتي: "بالرغم من فاعلية اللقاح التي تصل الى أعلى نسبة مئوية ولكن هذه الفعالية تهبط الى أدنى مستوياتها فيما لو كانت (سلسلة التبريد فاشلة أو أنها أخفقت في أحدى مراحل التخزين والحفظ)، والمقصود بسلسلة التبريد هو أن اللقاح يجب أن يكون محفوظاً في دراجات حرارة (محددة) ـ وهي عموماً واطئة ـ ابتداءً من معامل التصنيع والتحضير وحتى وصوله الى الهدف، المقصود بالهدف هو (الطفل أو الأطفال المطلوب تحصينهم ضد هذا المرض الانتقالي أو ذاك)، وهذا يعني أن الطرائق العلمية الصحيحة الدقيقة في نقل المنتج من معامله وعبر وسائل نقله (طائرات، بواخر، سيارات)، فجميعها يجب أن تكون مبرّدة ومن ثم وصولها الى الحدود العراقية وتخزينها بمخازن مبردة، ثم أجراء فحوص التقييس والسيطرة النوعية لمعاينة واختبار فاعلية اللقاح ومن ثم نقله بعد إخضاعه للفحوصات الى مراكز الرعاية الصحية الأولية .. وهكذا."
2. هل تم تحقيق الهدف من قبل مراكز الرعاية الصحية الأولية؟ تحقيق الهدف، هو وصول اللقاح الى العدد المخطط له أن يستلم التطعيم، فهل وصلت الفرق التلقيحية للهدف أو دنت منه؟ إن بلوغ الهدف يتطلب وجود أحصائية كاملة ودقيقة عن عدد الأطفال وعناوين سكناهم مع توفير فرق تلقيحية كافية وتوثيق كل هذا الجهد الكبير بالتقارير الأحصائية والتي ستبنى عليها خطة وزارة الصحة في تحصين السكان من الأمراض الأنتقالية.