
استهلال : ان مشروع تدمير بلاد النهرين المتواصل منذ أربعين سنة والمستمر الى الآن هو أخطر وأخبث وأعنف مشاريع التدمير التي شهدتها البشرية ليس في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين فحسب بل وعلى امتداد تاريخها المدوَّن الذي يمتد الى خمسة آلاف عام منذ اختراع الكتابة في بلد الرافدين والى الآن، ومن خطورته القصوى انه حيّد وبمكرٍ عجيب أصواتَ الكثير من الشعراء والأدباء، أهمَّ الأصوات وأشدَّها تأثيراً، أو كسبها لصالح مخططيه ومنفذيه .
على باطلٍ تُبنى الجموعُ وتلتمُ
ويبقى كبيرُ الهمِّ يفردُهُ الهمُّ
وحيداً فريداً والرفاقُ تهافتوا
على دسَمٍ سَمٍّ يقدمُهُ الخصمُ
أضاعوا مياهَ الرافدين وأُمِّلوا
بتذكرةٍ للفندقِ الرخصِ اذْ هَمّوا
بتقبيلِ كفٍّ خططتْ موتَ موطنٍ
بِهِ عرفَ الناسُ الحياةَ وما يسمو
بأِبنِ بني الانسانِ قَدْراً وقيمةً
ومنزلةً عظمى يحارُ بها الاسمُ
ويعجزُ حرفٌ واصفٌ انْ ينالَها
وقد حاولَ التدوينُ والرُقمُ والرَقمُ
أأنتم بقايا الرافدينِ، خسارةٌ
لأني أرى قزماً بجانبهِ قزمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : زمان ومكان كتابة هذه القصيدة في الثامن والعشرين من تشرين الثاني 2018 في برلين