من : عالية كريم
الوغودية كلمة خلقتها الكاتبة المغربية فتيحة النوحو من الوغد، وحاملي الصفة هم الأوغاد، جعلتها عنواناً لكتابها الجديد الذي تم توقيعه في احتفال بهي على قاعة مسرح محمد الخامس في العاصمة المغربية "الرباط" يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2021 ، إنه المطبوع النثري الثاني للكاتبة النوحو، بعد كتابها في السرد الذاتي "غبن أن نهوي" الذي صدر عام 2015، كما كان قد صدر لها ديوانا شعرٍ، هما “إليك أيها الظمأ كل هذا الارتواء عام 2008 ، و”لن يستلنا العدم ” عام 2012 .
شارك في اللقاء كل من الفنانة التشكيلية نعيمة الملكاوي التي أنجزت غلاف الكتاب وذلك بتقديم قراءة في الوغودية الى جانب الشاعر والناقد أحمد العمراوي الذي قارب المتن من زاوية نظر أخرى .
الوغودية سرد جميل بألفاظ ٍ تعلن عن حالة التماهي بين الشعر والنثر الشعري، لأن النوحو شاعرة مسكونة باللغة الشعرية وجمالية مفرداتها .
بلغة مكتظة بهموم ومتاعب السياسة، أستطاعت الكاتبة التعبير عن رفضها لسياسات وممارسات لا انسانية تجسدت في حالة الفوضى الناجمة عن الاستبداد والفساد، والتي اتجهت بالمجتمعات الى حافة الإنهيار، إن هذا الزخم من اللامنطق في حياتنا المعاصرة، وما تمخض عنه من إبهام والتباس في شخصيات يتربع على سلوكها الشر والإنفصام الحاد، هو الذي رتب الاحداث الغير سوية وما نتج عنها من قهر، وهو الذي كتب الكاتبة ورتب مشروع كتابها، وهو الذي خلق ثورتها على عالم يسير نحو ضياعنا ومسح انسانيتنا ويقود ضعافنا لللشر المطلق، ويقودنا الى التخلف والركود في قاع الأمم، ويمضي بنا الى القهر الذي يعيق مجتمعنا عن التقدم واللحاق بالركب، ويمنع مجتمعنا من أن يخطو خطوة نحو الأمام . بل يقودنا نحو عالم التخلف الذي هو عالم فقدان الكرامة والقيم الإنسانية .
ولتجسم فتيحة النوحو فلسفة عملها ختمته بالتساؤل :
“فمتى سيُطلق سراح الهواء ؟ وتُكسر أصفاد التراب ؟ ويُخلى سبيل الماء ؟ متى سنحرر الله من
الأوغاد ؟” .
“أنيروا الموت
وأطفئوا الحياة
فالروح حق
والجسد زلة”
كتاب “الوغودية” يدخل ضمن الكتابة المختلفة التي تستحق القراءة وإعادتها .