يصرّ إمبراطور اللّصوص على إبادة العراقيين، ونهب نفطهم، واقتراف مزيد من الجرائم والآثام باسم الحرية .
وهذا من ديموقراطيتهم التطبيقيّة منذ قرون، التي خلّفت مآسي شعوب، وخراب أوطان، وانهيار دول ... على مثال غزو واحتلال العراق، الذي غيّر مجرى التاريخ، وفتحَ أبواب الحرب العالمية الثالثة .
نعيش في القرن 21 ... والمفروض بالحيوان البشري أن يتطور إلى مرتبة إنسان، ويتوقف عن القرصنة . غير أن الكذب والحرب والنهب أساس فكرة الوجود في ثقافة الاستعمار البشع منذ مئات السنين : عصابات غربيّة شرّيرة تُخرّب سعادة الانسان في بلده وتمنعه من العيش حراً .
يُكمل ترامب مشروع المحافظين الجُدد بمواصلة الاحتلال المُهين الكارثي المُذل ... لنا وللاجيال القادمة، ضارباً عرض الحائط سيادة العراق، وحقوق العراقيين المظلومين نتيجة تواصل السَحْن والسحق والمحق بطواحين وأوبئة الاستعمار، وفرِّق تَسد، وتكريس تخلّف الأمّة .
يقول ترامب : “ لا سيادة للعراق ... ومُجتمعهم فاسد ... ويجب أن نسيطر على نفط العراق ... وأن ليس هناك بلداً إسمه العراق ... وحكّامه ينهبون كلّ شيء ... وكان على أمريكا أخذ نفط العراق في 2003 …ََ”
Donald Trump: I would bomb Iraq's oil fields (CNN interview with Anderson Cooper)
كأنّ غُزاة الغرب لا ينهبون نفط العراق منذ بداية القرن العشرين . وكأنهم توقفوا عن الكذب والقرصنة ... كوعْدهم عام 2003 “ بضمان حماية نفط العراق واستخدامه لصالح العراقيين “!.
وذلك أمام ناظري " هيئة الأمم المتحدة "، و" مجلس أمنها "، و" الشرعية الدولية "، و" المجتمع الدولي " ... وغيرها من أضاليل عصابات ومؤسسات وديكورات " ضراط الهوش " . ولا شك، حيث تفرز الأبقار كمياّت كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكاربون المُسبِّب للإحتباس الحراري ( د. طايل الحسن، الحذر من البقر ... كيف تهدد صناعة الماشية العالم، القافلة، العدد 4، مجلد 66 يوليو/ اغسطس 2017 ص. 24 - 29 . )
وعلى خُطى بريجينسكي، وتنفيذاً لمؤامرة كيسنجر الخبيثة : حرب المائة عام بين السُنة والشيعة ... حرب تآمرية مُصطنعة لتدمير وطن واقتصاد المسلمين، ونهب مواردهم ... كالحرب العراقية الايرانية الكارثية البليدة ... يبتكر تيلرسون لوناً جديداً من حربائية : فرق تسد: “ أنتم عرب ولستم فرساً “ لإمرارها في زحمة تخلفنا المُشين . فلا يهمّهم السلام والتطور للاخرين، بل الكذب والحرب والنهب ... ومزيداً من الأرباح والهيْمنة على الانسان والموارد والحضارة .
فأمريكا تنفق 5.6 تريليون دولار على حروبها في الشرق الأوسط منذ 2001 ( القدس العربي - 10/11/2017 )؛ وترامب يعوّضها من نهب نفط العرب، وهو يواصل الارهاب والخراب في الشرق الأوسط، ويُعبِّد الطريق لولائم الدمار والإعمار ... وحصْد الأرباح كالمنشار: بالتدمير من أرباح السلاح، وبالإعمار من شركات البناء ... بينما لا يتوقف نهب النفط .
فبعد مؤامرة " النفط مقابل الغذاء " ... تدخل في الاستخدام مؤامرة " إعمار العراق مقابل النفط ". مما يعني إدامة الاحتلال والهيْمنة على العراق واحتكار نفطه . أي تحويل العراق من دولة ذات سيادة إلى مجال نفطي استراتيجي مُلحق بأمريكا بشرعية “ تعمير العراق “ ، وحماية شركات التعمير بالقواعد العسكرية، والشركات الأمنية الخاصة مثل بلاكووتر .
وبينما يعلن ترامب جهاراً أنه يريد نهب نفط العراق بالقوّة ... ألم يسأل نفسه، أو يسأل الاشرار الذين وضعوه على الكرسي بأن من حق العراقي أن يعيش حراً، كريماً، مُرفهاً بموارده على أرضه ؟ . أين الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان التي تتشدّقون بها كذباً ونفاقاً منذ قرون ؟ .
وإن كان ترامب شريفاً حقاً، وإنساناً حقاً ... فليعمل شعاره
America First
من داخل الاقتصاد الامريكي، وبطاقات الأمريكان، ومن خلال التعاون النزيه مع العالم، كما تفعل الصين وروسيا وتركيا وإيران وعدد آخر من الأمم: بالعمل المُنتج داخلياً، والتبادل الاقتصادي مع باقي الأمم . وليس بالقرصنة والقتل والتخريب ونهب المستضعفين .
إنّ من أولويات ثقافة الاستعمار تدمير الوطنية في المستعمرات، وزرعها بفضاضة وعبث وبشاعة بالخونة التافهين، للاستفراد باستعبادهم ... وتسْمِينهم ... والعمل بهم فترة ما من النهب ... ثم فضْحهم ومُصادرة أموالهم السُحت الحرام. كما فعلوا عقوداً ... وكما يفعل القرصان الجديد، الذي كشف حسابات المليارات لبعض حكام العراق العملاء الحاليين، وقال بأن أموالهم المُودعة في المصارف الامريكية هي مُلك لأمريكا، ومكافأة شرعية وضريبة دماء أزهِقت لتحرير العراق من صدام .
وصدام عميلهم التاريخيّ . وهمُ مَنْ أجْلسهُ على عرش استبداد الدولة المخابراتية الفتاكة وكيلاً لمصالح الغرب، والذي انتهى دوره بتسليم العراق للغزاة عام 2003 . ثم صناعة وتمكين داعش لاحتلال أكثر من ثلث مساحة العراق في أقل من أسبوع ... لتدمير البنية المعمارية، وتخريب النسيج الاجتماعي ... ثم تتفضل أمريكا بتعمير العراق ! .
رقصة المائة عام الدموية على مسرح البرميل ... مُستمرّة ... حتى يتحرّك العراقيون، الذين هجروا النص القرآني العظيم، ووالوا التخلف بقيادة عصابات فاسدة أخرجت العراقي والعراق من نور حضاري إلى فاشيّة الفرض السياسي والحزبي والديني / الطائفي .