في كل الفصول يحصل السعال، ولكن أوسع انتشار للسعال يحصل في فصل الشتاء تزامناً مع إصابة الناس بالزكام والأنفلونزا.
السعال في فصل الشتاء يصيب الصغار والكبار ،رجالاً ونساءً، ولكن واستناداً للإحصاءات الدولية فقد ظهر أن السعال لدى المدخنين يكون:
1. متكرر.
2. مزمن.
3. دوماً مصحوب بالإفرازات.
4. مصحوب بضيق نفس.
5. وغالباً ما يعاني المدخن من مضاعفات السعال.
6. علاجه يستلزم وقت طويل.
وهذا أمر متوقع لأن المدخنين يصابون بالتهاب القصبات المزمن الناتج عن فقدان الجهاز التنفسي لبعض وظائفه الطبيعية جرّاء:
1. توقف عمل الهديبات التنفسية (وهي شعيرات مجهرية تبّطن المسالك التنفسية ،وظيفتها التحسس وتلقف الأجسام الغريبة).
2. وكذلك تغير في سمك جدران الأوعية التنفسية بسبب التعرض المستمر لمكونات التبغ وهو في حالة نصف اشتعال وجميعها مسرطنة.
لذلك نجد أن المدخنين يعانون كثيراً في حالة أصابتهم بالنزلات الشُعبية، سعالهم يصبح كما وصفناه في أعلاه ، إضافة الى أن فترة علاجهم تطول.
السعال هو وسيلة دفاعية يبديها الجهاز التنفسي لغرض تنقية مسالكه من الأفرازات أو الشوائب والتي تدخل أما عن طريق الأنف أو الفم، أو جراء التعرض الى مواد مُهّيجة أو نتيجة دخول جُسيم صغير، أضافة الى كافة أنواع الجراثيم، السعال يحصل لا إرادياً ولكن أحياناً إرادياً، وبالرغم من أن السعال مزعج ومؤلم في بعض الحالات ، ألاّ أنه وسيلة دفاعية مهمة جداً.
والسعال يمر بثلاثة مراحل:
الأولى ـ شهيق الهواء الى داخل الرئتين.
الثانية ـ يبدأ الهواء بالخروج من الرئتين فيواجه أعاقة من قبل الحبال الصوتية.
الثالثة ـ يتم فتح الحبال الصوتية، فيندفع الهواء بقوة من الرئتين عبر الحبال الصوتية فيعمل على تنظيف المجرى التنفسي، حينها يصدر الصوت المميز للسعال وحسب الحالة.
السعال ربما يكون جاف أو فيه قشع ،وكذلك تبعاً للسبب وتبعاً لنوعية التفاعل مع الجهاز المناعي ومدة حصوله، ربما يكون متكرر، أو متقطع، ربما يكون شديد أو خفيف ،ربما يكون مصحوب بالقشع أو لا ،وأحياناً ينتج عنه صوت(وخصوصاً لدى الأطفال) يثير مخاوف الأبوين.
أسباب السعال بشكل عام:
1. الالتهابات التنفسية الحادة والمزمنة.
2. التهابات الجيوب الأنفية والتهاب الأنف أيضاً.
3. الربو القصبي.
4. التهيج الناتج عن الحساسية، والحساسية أنواع تبعاً لمسببها (الدخان والأبخرة ،الأتربة ،المهيجات الكيمياوية، الطلع ،العطور، البخور،المنظفات والمعقِمات والمعفِرات)، وغالباً ما يكون السعال في هذا النوع في الصباح جراء تراكم الإفرازات أثناء النوم.
5. التدخين، وكما أشرنا الى ذلك في بداية الموضوع، فالمدخن يعاني من السعال المزمن ،ولكن تكون شدّة السعال المصحوب بالبلغم بعد الاستيقاظ من النوم.
6. عجز القلب والذي يتسبب في تراكم الماء في الرئتين.
7. ارتداد الحامض المِعَدي عبر المرئ.
8. استخدام بعض علاجات الضغط (والتي تسبب السعال الجاف)، هذه الأدوية تؤثر على الأعصاب التي تغذي الرئتين.
9. الأورام.
وفي الشتاء يزداد نشاط الفايروسات المسببة للزكام والأنفلونزا وكذلك بعض أنواع البكتيريا التي تصيب المسالك التنفسية السفلى، وبما أن المرض هو خاص بالمسالك التنفسية ،أذاً ينتقل من شخص الى أخر بواسطة الهواء(الرذاذ) وأيضا بواسطة اللمس (بالاختلاط المباشر والتقبيل كذلك).
ونتيجة لدخول هذه الفايروسات الى الجهاز التنفسي ،فسيحصل تفاعل بينها وبين الجهاز المناعي والذي ينتج عنه أعراض وعلامات الإصابة ،ومنها الإفرازات التنفسية، هذه الإفرازات يعمل الجهاز التنفسي على التخلص منها بوسيلة وآلية السعال.
• في بعض الحالات تحصل التهابات بكتيرية ثانوية بعد الألنهاب الفايروسي مما يجعل الحالة تصبح أسوأ من آلام وأرتفاع مستمر بدرجة حرارة الجسم مع تغير في لون القشع ،وفي حالات محددة يعاني المصاب من ضيق النفس كما في التهاب ذات الجنب(ذات الرئة).
• وفي حالات أخرى وخصوصاً عند الأطفال يبقى الطفل يعاني من السعال الى حد التقيؤ.
• يشعر المريض بوجود شئ ما في الحنجرة، مع الم فيها وفي عظام الصدر وكذلك إفرازات أنفية كثيفة.
مضاعفات السعال:
لا تحصل المضاعفات في كل حالة سعال، ولكنها ربما تحصل ،وفيما لو حصلت فأن سبب ذلك هو العامل الذي أدى الى الأصابة وكذلك جراء الإهمال:
1. نزوفات شعرية في العين.
2. فتق في جدار البطن ،أو فتق جراحي (فتق في موقع أجراء عملية جراحية).
3. هبوط وظائف الرئتين مع عدم انتظام ضربات القلب.
4. نزوفات في المسالك التنفسية.
5. ضعف في العضلة العاصرة لفتحة الإحليل (جراء الضغط الحاصل) ،فينفلت البول منها.
6. تأثيرات مختلفة في عضلات البطن.
7. تأثر الجهاز العصبي ،مما يؤدي الى ما يُعرف بـ (إغماء السعال) ،وسبب ذلك هو نقص كمية الأوكسجين الواصلة الى الدماغ.
يوصي الأطباء بضرورة الأنتباه الى أن السعال يجب أن لا يمتد الى أكثر من أربعة أسابيع ، حينها يجب استشارة الطبيب المختص.
من المؤسف أن الكثير من المرضى يستخدمون علاجات مضادة للسعال بدون تشخيص أو بدون الرجوع الى الطبيب، إن الاستخدام العشوائي للأدوية المضادة للسعال تجعل الحالة تتأزم وربما تتحول الى نوع من الحساسية التنفسية، وبنفس الوقت ننصح المرضى بضرورة تناول السوائل وخصوصاً الدافئة إضافة الى العسل والذي اثبت فعاليته في علاج سعال الأطفال ولكنه محظور على الأطفال والذين هم بعمر أقل من سنة.
أن الحامل التي تصاب بأمراض الشتاء التنفسية عليها مراجعة مركز الرعاية الصحية الأولية /وحدة رعاية الحوامل، حيث أن السعال المستمر يؤثر على الرحم وعلى محتويات الرحم (أي على الجنين والمشيمة والسائل الأمنيوسي)، وربما يتسبب في ضعف العضلات البطنية والرحمية.
هناك العديد من الأعشاب الطبية يمكن استخدامها ، فكمقشعات ننصح باستخدام :(بصل فرعون، ورد البنفسج ،الثوم ،الحلبة ،ورق الختمة، نبات السوسن ،عرق السوس ـ لا يجوز للمصابين بأرتفاع ضغط الدم ـ ،عنب الحية ،الدارسين، كرفس البير، جذور المعدنوس، البرسيم الأحمر، الينسون).
اما في السعال الجاف فيمكن أستخدام :(البابونج ،البطنج ، حشيشة الكلب ، حشيشة المبارك ، الخباز ، الزعتر ، بذور السفرجل ، الفرسيون المائي ، كماداريوس ، شاي الكوجرات ، النعناع ، نعناع فلفلي ، ورد لسان الثور).
ملاحظة : الأعشاب الطبية أعلاه تم أقتباسها من الدستور العراقي للأعشاب الطبية الصادر عن وزارة الصحة العراقية ،علماً أن كل هذه الأعشاب موجودة في مراكز الأعشاب الطبية التابعة لوزارة الصحة.