استضاف الصالون الثقافي للقنصل العراقي في مونتريال، في شهره الرابع  الشاعر المصري فريد فؤاد زمُكْحُل في أمسية شعريّة، وذلك بتاريخ 07/07/2013، وسط حضور من نخبة من المثقفين والشعراء وذوّاقي الحرف والكلمة، قدم الشاعر قراءات شعرية، كما تحدث عن تجربته الشعرية، ومن ثم كانت مداخلات للحضور أثْرَتْ اللقاء بمزيد من البهجة والرقيّ . وكانت الأمسية كما وصفها الشاعر عيسى الياسري مهرجاناً للفرح ... 

بدأت الأُمسية بمقدمة عن الشاعر قدمها القنصل جاسم نعمة مصاول والتي جاء فيها :

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور الكرام

السلام عليكم وأهلاً وسهلاً بكم في امسيتنا الثقافية الرابعة لهذا اليوم السابع من تموز 2013، في بيت العراق ... واليوم نتوجه الى ارض الكنانة ارض مصر الحبيبة، حيث حضارة وادي النيل العريقة، لنحتفي بالاخ والصديق الصحفي والكاتب والشاعر الاستاذ فريد زمكحل، صاحب الابداع والذوق الرفيع والخيال الخصب بالرومانسية والمصور الدقيق لاحاسيس الحب، انه احد ابناء مصر الذين نفخر بهم في بلاد المهجر ... 

المرأة .. ذلك الكائن العجيب في كل شيء .. ساحرة .. عذبة .. غامضة .. مرهفة .. جميلة .. حنونة .. هي الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة..هي ملهمة الشعراء.

تغنى بها الكثير من الشعراء والأدباء... نسجوا حولها أروع البيان من شعر ونثر.. ولا يكاد يوجد شاعر إلا ولشعره نصيب في وصف المرأة أو التغزل بها... ومنهم المكثر ومنهم المقل في ذلك.. ومنذ العصر الجاهلي والشعراء ينظمون القصائد في المرأة إلى يومنا هذا.. .

قال عنترة:

فوددت تقبيل السيوف لأنها       لمعت كبارق ثغرك المتبسم

قال شكسبير:

المرأة كالزهرة إذا أًقتلِعت من مكانها تتوقف عن الحياة .....

وقال امير الشعر الفرنسي فيكتور هيجو:

بما أني نهلت من روحك الصافية الفيّاضة

وألقيت بين يديك جبيني الشاحب

ولما رأيت ثغرك البسّام يفتر على ثغري

وعينيك تذرفان الدمع فوق عيني

قلت للسنين التي تمر مر السحاب أسرعي... أسرعي ولا تتمهلي

وانقضي سراعاً فلا آبه بالمشيب... ولتذهب أزهارك الذابلة

ففي قلبي زهرة لايستطيع أحد أن يقطفها

وقال الشاعر الفرنسي لوي أراغون : 

"أنا ضد العالم الذي يحكمه الرجل، فهو كائن ناقص، أما المرأة فهي الكائن المنجز".

ويقول أيضاً:

يا حبي انت عائلتي الوحيدة المعترف بها

من خلال عينيك ارى العالم

وقال شاعر العرب الجواهري:

جَرِّبِيني مِنْ قبل أنْ تَزْدَرِيني                    واذا ما ذَمَّمْتِيني فاهْجُريني

ويقيناً ستندمينَ عَلَى أنَّكِ                        مِنْ قبل كنتِ لمْ تعرفيِني

لاتَقِيسى عَلَى ملامحِ وجهِى                      وتقاطيعِهِ جميعَ شؤونِي

وقال نزار قباني محامي الدفاع عن المرأة والبحّار المتمرس في بحرها:

إن كان لي وطنٌ ... فوجهك موطني

او كان لي دارٌ ... فحُبُكِ داري

مَن ذا يحاسبني عليكِ ... وأنتِ لي

هِبًة السماء ... ونعمة الأقدارِ

ويقول شاعر الغزل فريد زمكحل:

ووحدكِ أنتِ أنتِ الطريق

وطوقُ النجاة لقلبي الغريق

وكلُ مافيك مجنونٌ طليق

إنّ الغزل باب من أبواب الشعر العربي تأثّر بما لم يتأثّر به باب سواه في تاريخ الأدب، فإنّك لن تجد أيّ نوع من أنواع الشعر قلّبه الزمن وغيّره كالغزل عند العرب.

ففي الشعر الجاهلي :احتلت المرأة في حياة الشاعر في العصر الجاهلي موضع القلب من جسده واهتماماته وشعره. إن حضور المرأة في الشعر الجاهلي كان كبيرا ً لافتا ً للنظر، ونجد أن من أكثر الصور التي قدمها الشعر الجاهلي للمرأة هي صورة الحبيبة، وفي شعراء العصر الجاهلي وصفا ً شاملا ً للمرأة في ذلك العصر، ولم يتوقفوا فقط عند الصفات الخلقية للمرأة في قصائدهم، بل أشاروا أيضا ًإلى صفاتها الخَلقية التي أثنوا عليها، وقد بالغ شعراء العصر الجاهلي في التعبير عن الآلام النفسية التي يعانيها الشاعر بسبب المحبوبة .

أما شعر الغزل الحديث في المرأة فقد تغير قليلا عن العصر الجاهلي، فقد أمتاز برقة الألفاظ وموسيقية الإيقاع والجمع بين الصور القديمة والمستحدثة والمزج بينها، وكما ظهر في هذه الأشعار شخصيات الشعراء وملامح شخصيتهم المبدعة بلغتهم الخاصة.

عندما نقرأ قصائد شاعرنا فريد زمكحل نجد أنه يعتبر المرأة هي الشعر، فالمرأة والشعر يكملان بعضهما بعضاً… هي تعطيه الاشتعال، والتوهّج، والمادّة الأوليّة للإبداع … وهو يجمّلها ويكمّلها ويعطّرها ويحفظها من التبدّد والاندثار… إنه يستخدم لغة سهلة، فيها عذوبة وحلاوة وموسيقى تشعر بإيقاعها، والمرأة في شعر صديقنا فريد هي الحبيبة، إذ يقول فيها( علميني ... علميني ياحبيبتي ... ولاتخافي ... كيف أهوى؟ كيف أعشق؟ كيف أسبح وكيف أغرق؟) والام إذ يقول ( فكل عام وانتِ بخير ياأمي ... يانبع العطف والحب والخير) وكذلك الوطن الذي ابتعد عنه منذ سنين طويلة، حيث يقول( بلدي العظيمة ماذا اعتراكِ ... وأنتِ الحبيبة ولاتوجد سواكِ)، فهو يشبهه بالمرأة كي يبقى في ذاكرته يتغزل به كأنه حبيبته، هو يشعر بغربة حقيقية قاتلة لايقهرها الا قصيدة حب لأمرأة تسكن في وجدانه وذاكرته، هي ملجأه الذي يحن إليه، لايتصور نفسه بدون قصيدة غزل يتواصل بها مع ارض مصر الحبيبة.

في شعره لايعنى بوصف حبه فقط، بل يصف المرأة نفسها، وأحاسيسها، وكأنه يريد وصف المرأة وصفاً نفسياً: فهو لا يشكو الغرام والعشق فقط، بل محبوبته هي التي تشكو أيضاً من ذلك وهي التي تتعذب في حبه وتتمنى لو تراه.

إن شعره لايخلو من مشاعر جياشة ناصعة يبثها الى من يحب أو من يتغزل بها، فله غزل صادق من صميم القلب تشعر به من آهاته الرومانسية، وكلمات قصائده تحلق بانسيابية متناسقة كأنها تتراقص مع اوتار عودٍ او كمان، تذهب بنا بعيداً في عالم سحري مليء بالرومانسية. 

والان نترك الحديث لشاعرنا الاستاذ فريد زمكحل ليقدم لنا ماتختلج به ذاكرته من قصائد وأشعار، ويحدثنا كذلك عن تجربته الشعرية... 

وشكرا لكم..... 

 

وفي ختام الأمسية اطرب الحاضرين عصام حداد والياس بأغانٍ شجية وتقاسيم على العود كان لها وقعاً جميلاً نال الإعجاب، ورددها الحاضرون  .