لا يزال 2.6 بليون نسمة - أي ما يقرب من نصف البشر - محرومون من إمكانية استخدام مرافق صحية نظيفة ومأمونة. ويعيش الأشخاص الذين يتألف منهم هذا المجموع المفزع في المدن الصغيرة والبيئات الريفية المزدحمة، ويواجهون أشكال البؤس، الذي يشمل البراز البشري والذباب وغير ذلك من العوامل الناقلة للأمراض، بشكل يومي. وهم يبذلون جهداً كبيراً للمحافظة على نظافتهم ونظافة أطفالهم بدون صنابير للمياه ومرافق للغسل في بيوتهم .
ومخلفات الإخراج البشري هي جوهر التحدي الذي يمثله الصرف الصحي. وما لم تتوافر مرافق صرف صحي ملائمة لاحتواء هذه المخلفات البشرية والتخلص منها بأمان، فإن المجتمعات وسكانها الذين كتب عليهم البقاء في حلقة لا نهاية لها من الفقر، وبخاصة نساؤها وأطفالها، يكونون عرضة للخطر.
وتسلم الأهداف الإنمائية للألفية بأن توفير سبل مستدامة للحصول على الصرف الصحي المحسّن أساسية لحقوق الإنسان ولصحته وكرامته. ويرمي الهدف 7 من الأهداف الإنمائية للألفية إلى خفض نسبة سكان العالم الذين يفتقرون إلى الصرف الصحي المحسن بمقدار النصف بحلول العام 2015. ولن يبلغ العالم بالمعدل الحالي الهدف المحدد للعام 2015 قبل سنة 2026. ولا تتوافر الموارد اللازمة للتصدي لأزمة الصرف الصحي العالمية نظرا لأن الصرف الصحي من المواضيع التي يصعب الخوض فيها وكثيرا ما يعتبر كلمة قذرة، ولكن الواقع أن سوء الصرف الصحي قاتل. وكثيرا ما ينتج عن نقص المياه والصرف الصحي ما يلي:
إلحاق ضرر واسع النطاق بصحة الإنسان وبقاء الأطفال؛
الشقاء الاجتماعي وخاصة للنساء والشيوخ والمرضى؛
كساد في الإنتاج الاقتصادي والتنمية البشرية؛
تلوث البيئة المعيشية وموارد المياه والتربة والأغذية.
ولوضع المجتمع العالمي على المسار الصحيح لتحقيق الهدف المتعلق بالصرف الصحي، أعلنت الجمعية العامة العام 2008 سنة دولية للصرف الصحي. وتضطلع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة بدور التنسيق الرئيسي للسنة الدولية، متعاونة في ذلك عن كثب مع فرقة العمل المعنية بالصرف الصحي التابعة للجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، التي تتألف من اليونيسف ومجلس الأمين العام للأمم المتحدة الاستشاري المعني بالمياه والمرافق الصحية وحكومات الدول والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والدوائر الأكاديمية.
ومن المتوقع أن تضع السنة الدولية مشكلة الصرف الصحي بشكل بارز على جدول الأعمال العالمي بتوجيه اهتمام السياسيين والمجتمع المدني وعامة الناس ووسائط الإعلام إليها. وسوف تركز السنة الدولية للصرف الصحي على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لدفع المعدل الذي يتحقق به توفير مرافق الصرف الصحي وللوفاء بهدف الألفية الإنمائي المتعلق