الزجاج أثناء النص أحتفاءً برواية (خرائط الشتات )

2015-08-11
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c8958270-a880-4efb-b874-6e65e798904b.jpeg
غادر بصرته قسرا..الصديق الحميم  القاص محمد عبد حسن ، ثم ،عاد اليها بذاكرة ٍ مشطورة بين فضائين  : فضاء صلد يملي عليه قسوة الشتات ليمنحه هواء ً معافى وعيشا لايستفزه في الحلم أواليومي ..ومن شقوق هذه القسوة كان  محمد يسرّب ذاكرته نحو فضاءه الأم : بصرة عائلته وشركاءه فيما تسرده البصرة في آواخر القرن العشرين : قصاصون أداروا ظهورهم للمؤسسة الثقافية وأغترفوا من كدحهم اليومي لكدحهم السردي .. ولأن القصة القصيرة عشيقته المخلصة فقد بادلها التوهج والوجد فكانت (الطوفان ) خطوته القصصية الاولى المنشورة عن دار أزمنة في تسعينات القرن الماضي .. ثم نضجا معا العاشق ومعشوقته فصارت القصة، رواية ً عنوانها ( سليمان الوضاح ) فازت بجائزة أردنية، ومن هذا التمرين الروائي الجميل الذي لم يطبع واحتفظ ُ شخصيا بمخطوطة منه ...انبثقت في 2014 ( خرائط الشتات ).. وهذه الرواية هي العلاج الشافي الذي اجترحته ارادة الصديق محمد عبد حسن  السردية في تجاوز محنته الصحية.. نعم .. خسر صديقي الجميل أحدى كليتيه فعوضها برواية لها أهمية في السرد الروائي العراقي .. وكشاهد عدل وانا أزوره أسبوعيا في بيته في غرفة يفصل بيننا زجاج شفيف مزود بباب بعد اجراء العملية ....كنت ارى من خلال هدوئه ونبرة صوته الخفيضة دوما، كنت أرى اصراره في الكتابة الروائية.. وهكذا في كل اسبوع نكاية بزجاج الغرفة والكمامة التي يضعها على فمه وانفه .. كان يحدثني عن روايته .. فشعرت ُ انه وجدها فرصة ً هذه الاجازة المرضية وقرر ان يرّتب ماخطه وما تراكم في ذاكرته .. وفي احدى زيارتي رأيته مبتهجا جدا .. وهويسلمني المخطوطة بخطه الشخصي... ثم اتصل بي بعد فترة ليخبرني انه سيرسل لي نسخة مطبوعة على الحاسوب من الرواية بيد شقيقه فريد .. وحين قرأت النسخة المطبوعة لاحظت ان النص قد تخلص مما علق به من زوائد وتم ذلك  برهف الاحساس الروائي في صديقي الحميم محمد عبد حسن الذي بين عائلتينا وشائج عائلية عميقة تجاوزت نصف قرن ...
*الكلمة المشاركة في جلسة الاحتفاء برواية (خرائط الشتات ) في اتحاد ادباء البصرة..


مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved