معرض علب الزينة

2014-05-04
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/efb59c5f-c0a7-425d-ba40-4d65b64578d0.jpeg
يقام في لندن  ( 31 مايو – 20 يوليو 2013 )  معرض
Ultra Vanities, Bejewelled Make – up Boxes from the Age of Glamour
وذلك في مؤسسة Goldsmith Company  العريقة في تاريخ الفنون الصياغية البريطانية، والرائدة في حفظ تراثها الصياغي وفي إحيائه المعاصر: تشجيع الصاغة الشباب الموهوبين، وإقامة المعارض السنوية، وهي الأكثر شهرة في أوربا، لعرض وبيع المصوغات المعاصرة من قبل أمهر المصممين / الفنانين / الصاغة الذين يستعرضون قدراتهم المتفردة وأساليبهم التقنية المميزة وأشكال مصوغاتهم المتنوعة؛ والذين يتعاطون الشروح ويتبادلون الأفكار مع الزوار والمهتمين، خاصة من ذوي العيون الراصدة والمتفحصة من الذين يقدِّرون ويثمِّنون عاليا النوعية المتميزة والجمالية الرائدة والمبتكرات المتجددة.
ويقتني الزوار مايروق لهم من العرض الواسع للحلي ومصنوعات الاستخدام المنزلي الممهورة بطابع ال 
Goldsmith Company الضامن لجودة المواد المستخدمة، وإتقان الصنعة، وأسماء الصاغة المُنفذين؛ والتي يُفْرَز منها كذلك أرقى المصنوعات والحلي تميُّزاً لعرضها في متاحف عالمية مثل " فكتوريا وألبرت "، أهم وأكبر متاحف الفنون الزخرفية في العالم. 
يضمّ المعرض مايزيد على 200 علبة / تحفة مصنوعة من الذهب والفضة والبلاتينيوم... يرجع تاريخها الى الفترة بين عشرينات وسبعينات القرن العشرين. ويحتفي المعرض بمجموعة شخصية فريدة، مدعومة بنماذج أخرى من انتاج دور صياغة رائدة في باريس ولندن ونيويورك وسان بطرسبورغ... مثل
Van Clef &Arpels, Boudier, David Webb, Boucheron, Chaumet, Tobias, Octertage, Christian Dior, Tiffany, Buccelatti, Balenciaga, Faberge, Bulgari, Scglumberger…..
يشمل العرض علباً متنوعة منها لحفظ السجائر، والمجوهرات، وأدوات المكياج والزينة والأمشاط والمرايا... والدفاتر الصغيرة  والأقلام... وغير ذلك مما تحتفظ به السيدات والرجال ويحتاجونه في الدور والقصور وحفلات الصالونات والنوادي والفنادق الراقية... فيغمر الاشعاع الجمالي للعلب التي تُجَمِّل وتُزَيِّن الانسان وبيئته والموائد التي توضع عليها، ويُثير بهاء صياغتها إعجاباً مضافاً لحركة السيدات اللاتي يَتَبَخْتَرْنَ بحمل هذه العلب حاجةً وزينةً ونفاسةً ووجاهةً وفخراً وزهواً وأناقةً وخيلاءً.... وإشارةً لعالم الترف والنعمة والوفرة والرخاء والرفاه من كماليات وأدوات ساحرة مُبَهْرَجَة وبهيجة ومُبْهِرة ومدهشة .
وقد صُنعت هذه العلب من قبل صاغة ودور صياغة رائدة عالمياً فتعكس براعتهم وتفنّنهم باخراجها  كمجوهرات؛ سواء للبيع في فتريناتهم، أو لتنفيذ مايُوصي لصياغته الحكام والاثرياء... لاستخدامها أو لتقديمها هدايا في مناسبات كالخطوبة والزواج وللتعبير عن الحب...وكهدايا بين الملوك والأمراء والأثرياء.
والى جانب العلب المعروضة في هذا المعرض هناك علباً راقية أخرى مثل مجموعة  Gilbert   التي كانت معروضة في متحف  Somerset House  في لندن قبل نقلها الى متحف " فكتوريا و ألبرت "، مما كان في مُلْكِيَّة الأسر الحاكمة والأرستقراطية الثرية في أوربا، والتي تضم تحفا مصنوعة من مواد كريمة ونفيسة؛ وفيها أحد أغنى مجموعات علب التنفيحة في العالم. 
 وتعكس هذه العلب اللغة الزخرفية السائدة في زمانها، والعلاقة العضوية بين الموضات وفنون الصياغة. ومنها تلك المسايرة للأساليب الفنية مثل: 
 Art Nuevo،  وArt Deco، و    Cubism، و Bauhaus التي نَشطت، عامّة، بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية الحرب العالمية الثانية في العمارة والفنون والأثاث والمصنوعات الزخرفية التقليدية . 
وتحمل النماذج المعروضة من العلب أشكالا مستطيلة، ومربعة، ومكعبة، ومستديرة، ومفصّصة، وعلى شكل محارّة..... تُجسِّد أمثلة لذوق وعبقرية التصاميم الهندسية، ولاتقان الفنون الصياغية. كما تُدَعَّم تصاميمها الوظيفية بابداعات جمالية وبصرية راقية؛  فتمثل هذه العلب أحد أعلى درجات الخيال والذوق الصياغي والاقتدار التقني؛ وهي جزء من تاريخ عالم الزينة والزخرفة والجمال والحلي والأنوثة ورومانسية عصر الرفاه. خاصة وقد وضع الصاغة أقصى قدراتهم على مساحات هندسية صغيرة ومنمنمة لاخراج مصنوعات في منتهى الوظيفية و الجمال والاتقان .
والعلبة هنا عبارة عن وعاء للحفظ له غطاء. وربما لم تعرف مصنوعة صياغية خارج الحلي أهميةً وانتشاراً مثل العلب. ومن العلب المبكرة تكونت وتطورت وظيفة وتصميم وزخارف العلب المختلفة. وقد حملت العلب وظائف محددة: فكانت الكنوز والثروات تحفظ في الخزائن والصناديق. وكانت السيدات يحفظن مجوهراتهن وحليهن في العلب يتمتعن برؤيتها بين وقت وآخر وينتظرن المناسبات وحفلات الزواج لاخراجها والتزين بها؛ ولا يزال صندوق مجوهرات المرأة أهم كنوزها من بين ممتلكاتها الخاصة.
يعود تاريخ صناعة العلب الى آلاف السنين، سواء للأغراض الشخصية أم للاستخدام المنزلي. ويشمل هذا تراث مختلف ثقافات الانسان. ومن ذلك، مثلا، مايلاحظه زوّار تمثال الملكة نفرتيتي ( حوالي 1345 ق. م. ) المعروض في متحف برلين بألوانه المتعددة لزينة وجهها وما تحمله من حلي. وحالما يتبادر الى الذهن سؤالا عن العلب الحافظة لهذه المواد الثمينة والنفيسة، وكذلك علب حفظ حمرة الشفاه وكحل العينين.
وفي المتاحف مجموعات من العلب المعروضة كتحف، وأخرى مرسومة في المنمنمات واللوحات... والتي منها ماكان يحمل في الجيب، أو يُعَلَّق كواسطة قلادة، أو يوضع على المائدة؛ ومنها تلك التي تتكون من عدة أقسام مفصولة في داخلها لحفظ مواد مختلفة. إضافة الى الحقائب النسائية اليدوية الصغيرة التي كانت ولا تزال تُحمل كزينة. وأخرى لوضع المستلزمات الضرورية للمكياج والعطور. إذ ان النساء: آنسات وزوجات وعشيقات، لم يكنّ حتى ثمانينات القرن الماضي ليضعن المكياج أمام الناس كما هو الحال اليوم، حيث تفتح السيدة، وهي تجلس في الحافلة أو القطار أو الطائرة، حقيبتها اليدوية وتُخرج منها علب وأدوات المكياج لتزيين وجهها أمام الآخرين كما لو أنها في دارها وحمّامها وغرفة نومها .
حتى ان هناك من علب العطور: " خاتم السم " الذي يشغل فصّه علبة لوضع السم لقتل المستهدَفين لأغراض شتى...
 ومع الزمن صارت العلب تُنْتَج للأسواق، فاصبح لها صنّاعها وحرفييها وفنانيها ومصمّميها وصاغتها الذين أثْروها بزخارف ونقوش ورسوم من المناظر الطبيعية والنباتات والأزهار، وبالصور الحيوانية والآدمية، وبرموز الشمس والحب والخصوبة...
وأكثر ماسلم من العلب يعود الى نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، والتي صُنعت بمختلف المواد كالمعادن النفيسة، واليشم، والعنبر، والصدف، وعظم السلحفاة، والخشب، واللاك... وتمت صياغتها بشتى التقنيات، كالنقش، والحفر، والتوشيح بالمينا الملونة وبالمينا السوداء، والتطريز، والسباكة....
وقد وضع الصاغة مهاراتهم في تهيئة وزخرفة هذه العلب . اذ تتراوح صورتها الفنية: بين الخيال العالي لتنوع الزخارف، وبين البساطة الوظيفية المُمْتنعة للعلب العاطلة عن الزُخْرُف لكنها تعتمد في جمالياتها على الضبط التام لمقاساتها وأبعادها الهندسية.
 ويستغرق إبداع مثل هذه التحف وقتا طويلا يشغل عدة فنانين: صاغة، نقاشون، رسامو المينا، صقّالو الأحجار الثمينة.... الذين يستخرجون اكثر مايمكن من مكامن الجمال في طبيعة المواد المستخدمة، سواء بالنسبة للون أم المَلْمَس. وتَثْرِي الأطياف اللونية للأحجار منظر العلب ببهرجة ودفئ ألوان الماس والياقوت والزمرد والشذر واللؤلؤ والمرجان والعنبر.... وكذلك ألوان المينا التي تُعَوِّض بصريا عن الوان الأحجار الطبيعية . 
وتُطَعَّم العلب بالأحجار السائدة في ثقافات مختلف الشعوب، مثل الفيروز لدى الفراعنة والأزتك، والايرانيين والأوزبكيين، واليشم لدى الصينيين واليابانيين، والعنبر لدى الروس، والعقيق الأحمر لدى الهنود واليمانيين، والمرجان لدى الجزائريين......
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b2b55c4a-b3dd-410d-bf02-0a21c4885243.jpeg 
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/95e2e96d-faea-4780-aa86-be48c19a65f0.jpeg 
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e1abe6e5-16f2-42ca-9aef-f5aa2db155ba.jpeg  
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d2090bab-39eb-4891-9b93-4df7d5cbb8b0.jpeg 
 
 
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c385e547-6f81-4b12-8e00-d1a32472e3c6.jpeg 
 
  
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3a3a434f-2b09-40ad-907d-1ce2447f900e.jpeg 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/78d9c058-d009-4b0c-aa4d-8f69cbfd34a8.jpeg
 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a3afa516-ee95-40bf-b59d-e1fdda94e61e.jpeg
 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/39c0e86d-0eb4-4212-912e-cc696794c048.jpeg
 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/8615001f-9b9d-440e-ab9d-560d79d2a140.jpeg
 
 ومن المفيد مقارنة العلب في هذا المعرض بعلب المسلمين. إذ تذكر كتب التاريخ نصوصاً منها مايشير الى العلب النفيسة في قصور الخلفاء والملوك والأمراء والحكام والأثرياء... ومنها ماكان يتهادى به بينهم... ومنه كذلك المصاغ المصوَّر في المنمنمات. كما عرفت مجتمعات المسلمين، ومنها في العصر العباسي، استخدام العطور بشكل واسع، وكانت بعض هذه العطور توضع في أوعية من الفضة؛ منها ماأهدته أسماء بنت داوود الى أسماء بنت جعفر المنصور: " مائة ركن من الفضة فيها أنواع اللخالخ ". 
وهناك الصناديق الحافظة للقرآن الكريم، والتي صنع بعضها من المعادن النفيسة والعاج والأحجار الثمينة . ومن ذلك ماصنعه الموحدون لأغشية وأوعية مصحف عثمان بن عفان... من الذهب والفضة المزخرفة من الداخل والخارج والمطعمة بالياقوت والدر والزمرد. ومنها المصحف الذي خطّه السلطان أبو الحسن المريني ليوقف في الحرم المكي الشريف والذي غُشِّي بصفائح الذهب ونُظِم بالجوهر والياقوت...
ولا تحتفظ المتاحف الاسلامية والعالمية الا بامثلة قليلة من العلب الاسلامية التاريخية القديمة . ومن ذلك علبة هشام المؤيد، وعلب العاج الأندلسية الشهيرة، وعلب أخرى مصنوعة من الفضة المزخرفة والموشحة بالمينا السوداء... ومنها ماهو محفوظ في بعض متاحف وكاتدرائيات اسبانيا وفرنسا...
وقد تواصلت صياغة العلب في مختلف بلدان المسلمين حتى منتصف القرن العشرين كاستمرار لتلبية حاجات المجتمعات التقليدية . ومنها ماوجد طريقه الى المتاحف والمجموعات الخاصة كآخر قطرات التراث الصياغي الاسلامي، مثل: الغرناطي – السعدي، والفاطمي -  المملوكي، والصفوي – القجاري، والهندي – المغولي، والملايوي، والعثماني الذي انتشر في غرب آسيا وشمال أفريقيا واليمن. إضافة الى نماذج مما تأثر بالأساليب الصياغية الأوربية منذ القرن التاسع عشر بفعل التجارة والاستعمار، كما حصل في ايران وتركيا ومصر والجزائر وتونس...
وشاعت منذ القرن التاسع عشر موضة علب الزينة النسائية وعلب التنفيحة التي أصبحت تصنع من مواد ثمينة كالذهب والفضة والعاج . ومنها ما يُزَيَّن بالمينا، وتطعم بالأحجار. فكانت كل علبة منها بمثابة مجوهرة لشدة الاهتمام بدقة صياغتها وجمال اخراجها. هذا الى جانب العلب الحرزية المتنوعة التي تواصلت صياغتها الى وقت قريب في مختلف أرجاء العالم الاسلامي، ومنها، لوضع التمائم والأدعية والطلاسم، والتي تتخذ مكانها كواسطة في قلادة المرأة، وعناصر أساسية في بازبند الرجل.
وأدى تحسُّن أوضاع التجارة والصناعة الى نهوض الطبقة الوسطى، فَعَظُم عدد الذوّاقة الراغبين بإحاطة انفسهم بالمواد الجميلة والثمينة التي كانت حتى ذلك الحين حكراً على الارستقراطيين والاثرياء، فظهرت أنواع أخرى من العلب لوظائف جديدة. وكان لاقبال الناس الشديد على العلب تشجيعا للصاغة في ابداع نماذج شتى، فتنوعت اشكالها وأحجامها واثريت زخارفها ومجموعة المواد المستخدمة لانجازها. حتى ان صياغة العلب وانتاجها كان دائما يتخلف عن الطلب الواسع عليها في الاسواق، مما جعل منها مجموعات كبيرة كانت النساء تتفاخر وتتباهى باقتناء الأفضل والأجمل والأكثر ندرة، فظهرت علبا هندسية أو على شكل قلب، ومنها مايتقمص هيئة الحيوان والطير... وكان الأثرياء وسراة القوم يوصون الصاغة بانتاج نماذج محددة يحبون ان يجدوها بين أيديهم وأمام أنظارهم . وكانت هذه الظاهرة فرصة ذهبية بالنسبة للصاغة لإبراز مواهبهم وتطوير تقنياتهم وتحقيق أفكارهم بتنفيذ أشكال ونقوش وزخارف جديدة ومبتكرة .
ومن الحشد الضخم للعلب هناك نماذج لحفظ الأدعية وأغلفة القرآن الكريم، وعلب الادارة لايداع الرسائل والبطاقات والأقلام والحبر والأختام، وعلب حفظ النقود والساعات، وأخرى لحفظ المواد الغذائية كالسكر والشاي والخبز والجبن والحلوى والعسل، وهناك علب الزينة والتجميل لحفظ الحلي والمجوهرات والكحل والعطور والألوان، وعلب الحمّام لحفظ الصابون وأدوات الحلاقة والأمشاط الخ.... إذ كانت علب حفظ أدوات الاستحمام من الفضة المنقوشة من الهدايا المفضلة لدى الأغنياء وفئات الطبقة الوسطى، كما في عواصم وحواضر المسلمين.

وفي ( مجموعة سعد الجادر لفنون الصياغة الاسلامية ) مئات النماذج من العلب التي يرجع تاريخها الى القرون الثلاثة الماضية؛ منها علبتان للراحل فيصل الأول ملك العراق، موشحتان بالمينا السوداء ومطعمتان بالذهب؛ وعلبة أختام الراحل فاروق ملك مصر تحمل إسمه بالزخرفة البارزة على وجه العلبة؛ وعلبتان من قصر الراحل شاه ايران مطعمتان بالذهب، وعلبة تحمل اسم سلطان بروناي / الأب....
 وفيما يلي نماذج من هذه العلب، وكلها من نفس المجموعة: 
www.al-jadir-collect.org.uk 
اضغط على الصورة للتكبير 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved