مللتُ العيش منفردا كظوما –-- وغاب بخافِــقي سُـعْـدي ويُــمنِـي
أعــيشُ الشعْـر نَــعْــيا او رثـاءً –-- وتلوين التَّـغَــزّل راح مِـنِّــي
لزمتُ البيتَ محبوسا بمأوى --– كشحرورٍ ثَــوى في ضيق قِــنِّ
خِــناقٌ واعْــتكافٌ وانْــزواءٌ ----- بلا دلَــعِ النساء وستِّ حُسْــنِ
فلا أجِــدُ الرجاءَ ولا الأماني –-- ولا بشرى الترجِّــي والتمنِّــي
كأني قد دعوت الموت رغماً --- ليسلبَ مأمني ويُـــديْـم حزنِـي
أحِــسّ سِماتِـها تدنو بقربي --– وأشعر طَـيفَها يجْـتاح عَــينِــي
تجيء اليّ طوْعــاً وانصياعاً –-- وأسمع صوتها وتقول خذنِـي
تشاركني طعامي باشتهاءٍ ----- تُعافي صحتي ويطيب صحني
تصيـح وملءُ شدقَــيها صراخٌ –-- وتعْـوِلُ عاليا وتصـمّ أذنِــي
ومشْـيتُــها الغـمامُ يريــدُ جُــدْبا –-- كشِعْــرٍ يشتهي أوتار لحن
أشُــك بنأيِــها عــنِّــي مرارا ----- وأذكر فَـقْــدها فيخيب ظني
كأن ضجيجها في البيت يعلو ---- كَـسِـربِ بلابِــلٍ فِـيهِ تغنّـي
فلا أنا مذنِــبٌ أهْـوى عقاباً –--- ولكن هذه سِــمة الـتَــجنِّـي
تُــريْـني من مباهجِـها كنوزاً ----- فيكفيني القـليـلُ ولا أمنِّـي
فما نفع الكثير وأنتِ عندي –--- ثراءُ الروح من أدبٍ وفَــنّ
نشأتُ على الضياعِ وهدَّ عمري - ومدَّ الدهر في أعوام سنِّي
ومما خفّفَ الأعباءَ حملاً ---- رحيل حَـليْـلَـتي لِـبَـديْــع كون
جنانُ الله قد فرشتْ بساطا - لتأوي زوجتي في خير حُضـنِ
يظللها الالهُ بخيرِ روضٍ --- ويحمي وجهها برطيب غصنِ
وداعاً ربّةَ القدحِ المُعَـلَّى --– فَـخلِّيْــني الـى خمْـري ودِنِّــي
جواد غلوم
jawadghalom@yahoo.com