على أعتاب الصحراء في جنوب العراق، يغيب أي أثر لبحيرة ساوة باستثناء لافتة تدعو إلى "عدم صيد الأسماك"، في موقع شكّل في الماضي موئلا للتنوع الحيوي لكنه استحال أرضاً قاحلة بسبب الأنشطة البشرية والتغير المناخي.
لكنّ الوضع تغيّر تماماً، إذ جفت بحيرة ساوة بالكامل وباتت ضفافها تغص بالمخلفات البلاستيكية والأكياس العالقة على شجيرات جافة على أطراف المنخفض، مع هيكلين حديديين أكلهما الصدأ لجسرين عائمين كانا يعلوان سطح البحيرة .
ويقول الناشط البيئي حسام صبحي (27 عاما) إن "هذا العام ولأول مرة في تاريخها، البحيرة اختفت تماماً"، مشيراً إلى أن "مساحة مياه البحيرة كانت في السنوات السابقة تتقلص خلال موسم الجفاف" .
لكن الآن، لم يتبق من البحيرة سوى أراض رملية مغطاة بالملح الأبيض وبركة صغيرة تسبح فيها أسماك فوق العين التي تربط البحيرة بمنبعها من المياه الجوفية .
وبدأ مستوى مياه بحيرة ساوة ينخفض تدريجا منذ عام 2014، حسبما ذكر مدير البيئة في محافظة المثنى يوسف سوادي جبار.
وأشار هذا المسؤول إلى أسباب طبيعية تقف وراء جفاف البحيرة تتمثل بـ"التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة في محافظة المثنى الصحراوية التي تعاني كثيراً من الجفاف وشح الأمطار" .
والسبب الآخر من صنع البشر ويتمثل بالأبار الارتوازية فوق المياه الجوفية التي كانت تغذي البحيرة، والتي حُفرت لإقامة مشاريع صناعية قريبة تتعلق خصوصا بالاسمنت والملح، ما حوّل البحيرة تالياً إلى "أراض جرداء"، وفق المسؤول البيئي.
كما أعلنت الحكومة في بيان الجمعة، عن وجود أكثر من ألف بئر غير قانونية حُفرت لأغراض زراعية .