مفردات بغداد ..... بعد الميلاد
سمك ، نخل ، عنب .
ثور ، بقرة ، عجل .
الأسد ، الأيل ، الغزال
باذرة ، محاريث ، مسلفة .
فأس , خنجر ، قوس
قيثارة ، زوارق ، عربات .
هذه كلها مفردات تتعلق بالحياة اليومية ، في أور عصر فجر السلالات 2500 ق . م
شبوط ، زهدي ، حلواني .
جاموسة ، فريز ، حولية .
دجاجة ، ديك ، خروف .
كلاشنكوف ، همر ، صاروخ .
عود ، سفينة ، سيارة .
هذه مفردات تتعلق بالحياة اليومية ، في بغداد عصر جديد 2007 ب . م
ماهو الاختلاف بين الحياة اليومية هنا وهناك ، أور وبغداد .
إنها أور الذي اتسع به الدور الذي اضطلع به السومريون ، لمنجزات انتشرت بمرور الزمن في أصقاع واسعة ، من ارض الرافدين .
ولكن هناك دلالات لمعالم قليلة ، قد تكفي للدلالة على اتجاهات التطور ،هكذا كانت المفردات تقع في مجالات خصبة ، لأوضاع شخصية تتعلق بحياة الإنسان الأول في بلاد الرافدين ، إنها تأكيدات لأحكام لاتبدو افتراضية في التكوين ، وإنما هي استنباط لدلالات وأبعاد ، اخذ الفن على عاتقه إلى معرفة أسس الانطباعات الخاصة التي بقيت ملازمة إلى حد هذه اللحظة . ولغرض تجاوز التسميات المسماة بلغة واحدة ولكن كتابة مختلفة من حيث الإنشاء لا من حيث المعنى ، لتكن الكتابة المسمارية دليل عال في الأداء ، هذه المفردات هي بالطبع دلالات غير محصورة وإنما عينات إلى دلالات أخرى موجودة أساسا ، أعطت نفس المعان والمغاز مترابطة فيما بينها .
والاهم من هذا إن هذه الدلالات لاتصبح في بنية محددة ، كون طمس المعالم قد يؤدي إلى طمس الوعي أيضا ، الذي حدد بمستوى انتظم فيه التعبير.
أور مدينة سومرية عراقية رافدينية جنوبية ، هي التي أتاحت لكل دويلات بلاد الرافدين ، تماسك في المعنى في الوقت الذي تبدو المعاني والدلالات جزئية ومبعثرة وكانت عرضة ، للتلاعب الحرفي والتركيب غير المنتظم . هذه المفردات وجدت وترجمت من قواميس اللغة والكتابة السومرية ، لتكون مفتاح المعرفة كونها التزمت بقواعد اللعبة الدلالية ، وحسب أصولها القائمة ومن غيرها لكان أمامنا الغاز تتناوب علينا الحيرة والاندهاش ، والإضجار ولكن هذه البنى اتخذت معنى مازال حاضرا إلى الآن دون قيد أو شرط .
ولكي نسير بنفس تلك الدلالات ولنقارب المفردات في وحداتها الموضوعية ، توجب علينا عبر الإشارات المعلنة أن ننظم مفردات جديدة تعطي نفس الدلالة في اللغة والكتابة لتكون مفردات يومية تتعلق بمدينة بغداد .
في هذا التكوين الجديد ، نحاول أظهار الوعي المتداول القائم في اللغة المكتوبة المعروفة المفهومة البعيدة عن القواميس ، كل هذه المفردات لها المقدرة التوليدية التي جهلتها لغة أوروك هي ليست أجواء مقارنة ، لكنها أجواء اختراع كتابة أجواء اختراع لغة تفاهم ، منها كانت هناك التوالدات الكلامية فالأمور تجري في الخطاب ويبدو لي أن المفردات لم تكن عرضة للتبادل فيما بينها ، وإنما يتعدى ذلك للوصول إلى تأكيد الدلالة العامة والذي يتبع خصوصية تنظيم المعنى ، في اللغة . هذا المستوى العالي في التعبير طرد ، العلاقة التي تبدو متلبسة والوشيكة الوقوع التي تعطي للمفردة صورتيها لتعتمد على كتابتها الصورية دون الحرفية منها ، وعندما تجتمع الدلائل تتوزع المفردات بأكملها ضمن الحيز المرسوم لها وهذا أعطى للمدن الرافدينية بالدخول ، فيما بينها بسمات متفق عليها وبمستوى الترتيب الذي تأتي منه تلك المفردات .
فعندما تكتب تلك المفردات برموز ، ليست إلا أداة للتعبير عن الواقع الذي تحيا فيه ، لكي تكون قادرة بوظيفتها الافهامية ، ومن ثم وظيفتها الكتابية لتؤرخ ماهو موجود مفردات اللغة القديمة والحاضرة لم تتسم بالتشابك ، وتصل إلى حد التعقيد ، لان الإنسان الرافد يني يكاد يكون قد استوعب لغته من خلال الكتابة المسمارية ونقل كل العناصر والأبعاد والرؤى والأنساق والمفاهيم ، التي تشكلت منها المفردات إلى الحيز المكاني الذي استعد فيه الفكر المعاصر باستلام المفردة بتغيير طفيف عليها ولكن عند تصريف الأفعال أو إعطاء معنى للأسماء ، يصبح الأمر واضحا بالرغم من أن هناك شتات وضياع وانفصال للحروف .
إن موضوع المفردات الكلامية قضية بالغة الأهمية في تحديد الهوية والمرجع ، كونها حركت حقبة تاريخية كاملة ، هي العصر الشبيه بالتاريخي أو الكتابي بالنظر لاختراع الكتابة فيه ، هذا الوجود الإنساني القديم شكل محاور للفكر المعاصر وأسس المعنى بالرغم من أن تلك هي أمثلة لماهو متداول الآن وماهو كان متداول في القديم ، كلها شكلت قيم تنمو بدون أسلاك شائكة وتتحرك كما تحركت بالمس في ضوء رؤية كلية مباشرة ، لكل متاحا ت المستقبل أنها ليست عملية انفصال وإنما دخول وتكملة المراحل السابقة.
محمد العبيدي