24/01/2014
أهدى اليّ القاص العراقي : محمد الكريم ، نسخة إلكترونية من كتابه القصصي : أبي يركض وراء قطيع الأحلام . فشكرا له لأنه إصطفاني لأقرأ كتابا لكاتب لا يخشى التجريب ، ويجهد نفسه لأن يكون له طابع خاص ، وأسلوبه الذي يشير اليه من دون غيره .
وأراني متفقا مع الاخ عبدالحكيم أمين ، في تقديمه المقتصد والموفق ايضا لهذه المجموعة القصصية ، لا سيما حين أكد على تقنية " الصورة" في قصص الكريم .
هذه نقطة مهمة جدا ، وتحتاج الى إضاءة وحفر عميق في قصص محمد الكريم ، كما تحتاج من الكاتب ذاته الى مزيد من التأمل والقراءة الواسعة في هذا الشان عند غيره من الكتاب العراقيين والأجاتب ، لأنها تقنية يعتد بها منذ تشيكوف الى العدد القليل جدا من مبدعي جيل الستينيات العراقي ، الذين عنوا بتكنيك الصورة في قصصهم ، ولا شك عندي في ان محمد الكريم ، سينتقل الى الصورة البصرية التي تنبض بالحياة والحركة والجمال ، اذا ما أجهد نفسه كثيرا لبلوغ هذا المستوى .
وفي حوار دار بيني وبين محمود عبد الوهاب في هذا الشأن ، قال صديقنا الراحل : لقد وضعت تقنية الصورة في اغلب قصصك ، وهذا ما لم يسبقك اليه احد عراقي. وعليّ ان اشير هنا الى ان قصص محمود عبدالوهاب تنحو هذا المنحى في صنعة جمالية خاصة ، وثقافة كتابية من جنسه فقط .
وكنت عاينت مليا ، قصص الصديق العزيز محمد خضير ، منذ المملكة السوداء ، فوجدته كأنه يرسم لوحة تشكيلية بعناية وداب وصبر ، بألوانها كافة ، وفي حافاتها كما في عمقها ، ثم يحول مفرداتها البصرية الى كلمات . وهذا أمر ناقشته مع اخي ابي مناف في زيارتي الاخيرة في دارته البصرية التي استمرت ثلاثة ايام ( لي عودة الى هذا الموضوع لاحقا .. بعون الله)
هذه الأسطر تتضمن ايضا إطراءا لمحمد الكريم .
وأرى انه أما تحدٍ من نوع خاص، في ثقافة تقنية الصورة التي اريدها ليست فوتوغرافية، وإنما هي كلمات في الاصل، يحولها الكاتب الماهر، العارف بدقائق شغله، الى منجز خاص به .
شكرا للعزيز محمد الكريم الذي منحني فرصة حديث قصير في شأن فن اعتز به، وبأصدقاء هم في سويداء القلب، يشهد الله .
جمعة اللامي
الشارقة
22/1/2014
جمعة اللامي