على المدى البعيد يضر الضغط المرتفع بالأوعية الدموية ويسبب أمراضا كالسكتة القلبية والفشل الكلوي مثلا، ما يجعل تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب ضرورة لا مفر منها، وخاصة لأولئك الذين لم تنجح الأدوية في تنظيم ضغطهم.
"أشعر بالتعب دوما وأنام كثيرا" هكذا تصف أديلغار زاسه حالها، إذ تعاني ذات الـ 73 عاما من ارتفاع حاد في ضغط الدم. ورغم محاولة الأطباء علاجها باستخدام الأدوية، إلا أن ضغط دمها كان يرتفع باستمرار ويصل إلى 280 درجة أحيانا. ثم أجمع الأطباء على ضرورة تركيب منظم ضربات لقلبها حسبما تروي: "كنت قلقة في البداية وأتساءل إذا كان سيؤدي غرضه أم لا، لكن الجهاز قام بعمله وأنا سعيدة لأنني وضعته".
فرانك أورندورف ذو الـ 48 عاما هو الآخر يعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم وهو سعيد بتحسن صحته. إذ تمكن مؤخرا من الاستغناء عن تناول الأدوية التي كان يأخذها بانتظام لأعوام طويلة بعد أن تم زرع منظم لضربات قلبه. ورغم حاجته لمتابعة مستمرة في المستشفى إلا أنه سعيد. إذ تحسنت ظروف حياته بشكل ملحوظ حسبما يؤكد: "كنت في السابق كثيراً ما أعاني من الصداع والصداع النصفي وأنام بشكل سيء".
تؤكد أخصائية الجراحة القلبية أولريكه كليمب على أن زراعة منظم ضربات القلب يتم بجانب الشريان السباتي، وهي عملية بسيطة جدا. وتشرح أولريكه مبدأ عمل منظم ضربات القلب بقولها "إنه جهاز مزود ببطارية صغيرة ويساعد على إرسال تنبيهات كهربائية للقلب بصورة منتظمة. وهذا يساعد على انقباض القلب بصورة منتظمة وملائمة ليقوم بضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم".
ما هو جهاز منظم الضغط؟
يتألف جهاز منظم ضربات القلب من جزأين أساسيين وهما: مولد للتنبيه، وهو عبارة عن علبة معدنية صغيرة الحجم بداخلها بطارية التشغيل بالإضافة إلى العديد من الدوائر الكهربائية التي تعمل على مراقبة تعداد ضربات القلب وكذلك قوة التنبيه الكهربائي الموجه للقلب. أما الجزء الآخر فهو عبارة عن سلك كهربائي مرن يصل بين منظم القلب والبطين الأيمن ويقوم بنقل التنبيهات الكهربائية من وإلى القلب.
وتشير أولريكه إلى أن تأثير المُنظم يبدأ أثناء إجراء العمليات الجراحية، وتستطرد قائلة "إنها تجربة رائعة عندما يرى المرء أثر العملية. فأحياناً نحتاج إلى البحث كثيراً حتى نجد المكان المناسب لزرع الجهاز وما أن نجده نشعر بانخفاض في ضغط الدم".
متى يكون تركيب المنظم ضروريا؟
ورغم أهمية منظم ضربات القلب في علاج الضغط المرتفع وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لم تساعدهم الأدوية على الشفاء، إلا أن أولريكه تؤكد على أن اللجوء لزراعة المنظم يكون كحل أخير وتضيف قائلة: "إننا نحاول دائما تفادي زراعة منظم ضربات القلب ونلجأ إلى هذا القرار كحل أخير للتحكم في ضغط الدم".
وجدير بالذكر أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الارتفاع الشديد في ضغط الدم هو المسؤول عن 13% من حالات الوفاة. إذ يضر الضغط العالي بالشرايين والأوعية الدموية ويتسبب في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.