مكتبة الاسكندرية .. منارة الثقافة والعلم والمعرفة

2008-06-27

 انطلا//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/1f12aa81-bccc-467d-9474-45afee7d64d9.jpeg قا من رصيدها التاريخي وتراثها الثقافى، دشنت مكتبة الإسكندرية ، أكبر موقع إلكتروني يستعرض تاريخ مصر الحديث خلال القرنين التاسع عشر والعشرين متطرقا لكل الأحداث التاريخية والإنجازات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والفنية ويبرز أهم الشخصيات المؤثرة في كل هذه المجالات، من خلال الصور والأفلام والطوابع والعملات والصحف والمجلات والوثائق والدراسات التاريخية التي كتبت خصيصا لهذه الذاكرة.

ويأتي تدشين ذلك المشروع الضخم ليؤكد تميز المكتبة العريقة كصرح تاريخي وثائقي يواكب العصر الرقمي لتصبح بحق نافذة العالم على مصر ونافذة مصر على العالم وموطنا للعلم ينطق بعظمة التاريخ والفن المعمارى وقد مكن مصر من أن تحجز لنفسها مكانا مرموقا بين الأمم.

وتتسع المكتبة لنحو ثمانية ملايين كتاب وهى تقع في ثاني أكبر مدن جمهورية مصر العربية، على ساحل البحر المتوسط، وهي مدينة إغريقية النشأة اختار موقعها الإسكندر الأكبر ملك مقدونيا، واشتهرت بمنارتها التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع، وبمكتبتها القديمة التي أحرقها الرومانيون.

واستمرت الإسكندرية عاصمة لمصر منذ إنشائها عام 332 ق.م، حتى عام 642م، وفي الإسكندرية مزارات ومواقع أثرية أهمها قلعة قايتباي والمسرح الروماني وعمود السواري علاوة على مكتبة الإسكندرية التي أصبحت منارة جديدة لهذه المدينة الساحرة.

وكانت مكتبة الإسكندرية الملكية أكبر مكتبات عصرها، وقد أنشئت على يد خلفاء الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم، والتي وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو.

وقد احترقت المكتبة ودمرت تماما أثناء حصار يوبيوس قيصر للمدينة، حيث أرسل سفنه الحربية عام 48 قبل الميلاد لتدمير سفن دولة البطالمة المرابطة هناك.

وفي سنة 2002م وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ، (يونسكو)، تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة في نفس موضع المكتبة القديمة.

وتعد مكتبة الاسكندرية الجديدة هي إحياء للمكتبة الأسطورية القديمة التي شيدت في العصر الإغريقي الكلاسيكي، وبذلـت مـصر قصارى جهدها كي تجعل من المـكتبة الجديدة رسالة حضارية الأصل، عصرية المحتوى، عالمية الدور والتأثير فحرصت على أن تكون وريثة للمكـتبة القديمة في تأكيدها على مفاهيم الـتواصل بين الثقافات والتعددية الفكرية وإشعاع العلم والمعرفة.

لذلك جاء تكوينها شاملا يخاطب كل أوجه المعرفة من مراكز للبحوث إلى معارض للفنون إلى قاعات للمؤتمرات والندوات إلى آلاف الكتب القيمة والمخطوطات الأثرية وقواعد البيانات الالكترونية، كل ذلك في صرح واحد يجمعها تكامل فريد من نوعه وقيمته.

ويتخلل الصورة الجمالية للمكتبة عدد من عناصر التميز التي تجعلها من أكبر وأهم الصروح الثقافية في العصر الحديث، فالمكتبة كمشروع معماري مقام على مساحة 40.000 متر مربع على طريق كورنيش البحر في منطقة وسط مدينة الإسكندرية الساحلية في مواجهة الميناء الشرقي - والذي كان يعتبر قديما المربع الملكي - حيث يعتقد بأنه الموقع القديم للمكتبة.

ويتكون من مركز المؤتمرات والقبة السماوية ومبنى المكتبة، ويتم الربط بين تلك العناصر لتكون هذا المجمع الثقافي الخدمي الكبير، فتظهر المكتبة على شكل قرص دائري مائل.

ويحيط بمبنى المكتبة من الخارج حجر الجرانيت منقوش عليه أحرف من أبجديات العالم ـ حوالي 120 لغةـ وتعد جدارية المكتبة من أكثر العلامات البارزة التي تضفي على المكان طابعا خاصا، فهي تحمل رموزا ونقوشا من جميع أبجديات العالم.

ويشعر الزائرون بالألفة مع الاقتراب من المبنى، وينعكس دور المياه المحيطة بالمبنى في جوانب عدة، فتظهر كوسيط يفصل المبنى عن بقية المناطق المجاورة له، يبدو على شكل مبنى عائم، فيما عدا ناحية ساحة الحضارات.

وفي خلال الفترة القصيرة لوجودها أنشأت مكتبة الاسكندرية سبعة مراكز بحثية متخصصة في مجالات مختلفة هي، مركز المخطوطات ومركز دراسات الاسكندرية وحضارات البحر المتوسط ومركز الخطوط ومركز الدراسات الخاصة ومعهد العلوم والمعلوماتية ومركز الفنون ومركز توثيق التراث، بالإضافة إلى منتدى الحوار.

كما تضم المكتبة متحفين متخصصين ومتحفا ثالثا للآثار جاءت فكرة إنشائه صدفة، ففي أثناء عملية الحفر ووضع الأساسات في موقع المكتبة عثر على مجموعة فريدة من القطع الأثرية النادرة، ومن هنا نشأت فكرة قيام متحف للآثار بداخل مبنى المكتبة.

أما قاعة المطالعة الرئيسية التي تعد النواة الأساسية في المكتبة، فهي من أكبر القاعات في العالم، وتستوعب 2000 قارئ في آن واحد، وتوفر كذلك 200 حجرة دراسة للدارسين والباحثين.

ومن أهم أنشطة وإنجازات المكتبة موقع (مصر الخالدة) الذى يتم من خلاله سرد تاريخ مصر وباستخدام أحدث التقنيات ومشروع الترجمة الفورية ومشروع المليون كتاب واطلاق النسخة الرقمية لبوابة التنمية ومنتدى الإصلاح العربي الذي يهدف إلى تعميم وتعميق رؤية الإصلاح العربي الشامل المزيد من الدراسات والمشاورات حول قضايا الإصلاح فى العالم العربي.

ويمثل مشروع (ذاكرة مصر المعاصرة) ، أحدث انجازات المكتبة والذي شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري حفل تدشينه أمس في احتفال مهيب بدار الاوبرا المصرية، أكبر مكتبة رقمية للمواد ذات القيمة الثقافية والتاريخية المتعلقة بتاريخ مصر المعاصر، بداية من عهد محمد علي في 1805 ونهاية بعهد الرئيس الراحل محمد انور السادات في 1981.

تم جمع ورقمنه المادة من مجموعات المكتبات الخاصة بكبار السياسيين، والكتاب المصريين، كما تم الحصول على مواد من مؤسسات ومجموعات خاصة عديدة متعلقة بتاريخ مصر المعاصر خلال المائتي عام الماضية إضافة إلى الأرشيف التاريخي لمكتبة الإسكندرية.

وتطمح المكتبة الرقمية في أن تكون المصدر الرئيسي للمواد التاريخية المتعلقة بتاريخ مصر، ومن ثم فقد تم تصميمها بطريقة تتيح إضافة مواد جديدة كلما وجدت.

ومن خلال ذاكرة مصر المعاصرة ، تتاح خمسة مداخل رئيسة هم الحكام، ورؤساء الوزراء، والأحداث، والموضوعات، والشخصيات العامة، وينقسم كل مدخل بدوره إلى مداخل فرعية.

ويستطيع المستخدم الاطلاع على ما يزيد على عشرين ألف صورة فوتوغرافية لأشهر الشخصيات وأهم الأحداث في التاريخ المصري، وما يزيد على أحد عشر ألف وثيقة متعلقة بموضوعات مثل تشكيل الوزارات والأحزاب السياسية والحروب والثورات.

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved