من أنت؟
"تعال وأخبرني ما أنت ومن أنت؟ أسياسي يقول في سره، "أريد أن أنتفع من أمتي"؟ أم غيور متحمس يهمس في نفسه: "أتوق إلى نفع أمتي"؟
(جبران العهد الجديد)
هذه هي ثقافة الغرب "السائدة"؛ كما عبر عنها طفل أمريكي، عمره 5 سنوات، أعدته وسائل الاتصال الأمريكية، وهو في سنته الخامسة، ليكون عنواناً لأمريكا في نيويورك، بعد عنوانات أمريكا الأخرى، خارج أمريكا.
هذا الطفل الذي يعيش في مشهد غربي اسمه: جاي "تيتو" مورالليس، من مدينة نيويورك.
من هو الشرقي، إذن؟
أنشأ جبران خليل جبران، اللبناني، العربي، الشرقي الذي عاش في الغرب، نصاً بعنوان: "العهد الجديد"، ضمنه كتابه: "البدائع والطرائف" الذي هو الجزء الخامس، في سلسلة أعماله الكاملة، التي قدم لها ميخائل نعيمة.
في الشرق اليوم فكرتان متصارعتان: فكرة قديمة وفكرة جديدة. أما الفكرة القديمة فستغلب على أمرها لأنها منهوكة القوى محلولة العزم. وفي الشرق يقظة تراود النوم واليقظة قاهرة لأن الشمس قائدها والفجر جيشها.
ويتابع جبران: "في الشرق اليوم رجلان: رجل الأمس ورجل الغد؛ فأي منهما أنت أيها الشرق؟ ألا فاقترب مني لأتفرسك، وأتبصرك، وأتحقق من ملامحك ومظاهرك، ما إذا كنت من الآتين إلى النور، أو الذاهبين إلى الظلام".
من أنت، إذاً، أيها العربي؟ وأين قطبك؟ وأين تقف اليوم؟ أمَعَ الغد الذي رنا إليه جبران في القرن العشرين؛ أم مع الأمس الذي دانه جبران في القرن العشرين أيضاً؟
هل أنت جاي "تيتو" مورالليس، والأمريكي الغربي؟ أم كريم بن كريم الكريم؟ العربي، الشرقي؛ الذي ينهض باكراً، مع الفجر، منادياً حيّ على الخير والسلام والعمل الشريف؟
إليك ما فعله جاي بنفسه وقومه.
"قالت الشرطة في مدينة نيويورك الأمريكية، إن صبياً في الخامسة من عمره أصيب بحروق بالغة، أضرم النار في المنزل الذي يقيم فيه، تعبيراً عن غضبه من جدته". هكذا روت وكالات الأنباء "ثقافة الغرب" السائدة اليوم.
وقالت الشرطة "أجرى الطفل 3 اتصالات كاذبة مع الشرطة قبل أن يشعل النيران فعلاً في المنزل.
أما كريم بن كريم الكريم، العربي، الشرقي ابن الخامسة؛ فلقد شاهدته في مكة المكرمة، قبل أيام، يدعو بالخير للانسانية..
للانسانية كلها.
جمعة اللامي
www.juma-allami.com
juma@juma-allami.com
juma_allami@yahoo.com