واتخذ الأولمبياد تسمية طوكيو- 20، فمن المخطط له أن يحدث في السنة السابقة ولكنه أُجّل الى السنة الحالية بسبب الجائحة.. وكان أهم ميزة فيه هو أنه بلا جمهور أجنبي ومن دون متطوعين أجانب كما اقتضت التقاليد الأولمبية، هذا ما أرادته اللجنة الأولمبية اليابانية وكان لها ولا بد أن يكون لها ما دام الأمر يتعلق بالجائحة كوفيد – 19 وما أنتجتة من مشتقات جينية باتت السيطرة عليها حلما !
بيد أن الذي يشفع لليابان هو حسن التنظيم، وحسن الإخراج وتوفير وضمان الإتصالات وحسن البث المباشر.. ورغم أنني فقدت الإهتمام والمتابعة الرياضية باستثناء كرة القدم، وجدتني منشّدا لرياضات تقليدية أولمبية قديمة ومنها حديثة.. فقد انشددت لكرة اليد وكرة القدم للسيدات ورياضات الجمباز بشتى أنواعه والقفز العالي والزانة ورمي الثقل ورمي القرص والرمي العقلة والسباحة وأضعف الإيمان الملاكمة .
وشخصياً لا أحب الملاكمة ومع ذلك كنت أشاهدها بسخط داخلي وأسوأ منها التاي بوكسنغ، حيث كنت أتابعها في وطنها تايلاندا أيام السبت والأحد من التلفاز، والأسوأ منهما هو صراع الديكة فهو له شعبيته ومراهناته وقنواته التلفزيونية المخصصة فهو يحظى بشعبية وحماس من الجمهور وأما أبشع أن ينكفىء الديك الخاسر مدمياً يجر أذيال الهزيمة، مما يذكرني بمصارعة الثيران في اسبانيا التي شهدتها مع العائلة وجعلت ابني الصغير يبكي ويصرخ على البقرة "الثور" المدمى وهو يخرصريعاً، ولا أكتمكم إننا كنا ننتصر للثور على الإنسان بشكل تلقائي ولسبب إنساني . وبجملة واحدة : إن مصارعة الثيران أسوأ ما رأيت في حياتي !
كنت يافعاً حين شهدت أن جدتي المتصوفة الزاهدة المنعزلة في غرفتها تقرأ وتختم وتعيد القرآن وتنوع في قراءة الأدعية من قبيل دعاء كميل وجوشن الصغير والكبير وأمان الله وأبي حمزة الثمالي، كانت تتابع في الصحف أخبار محمد علي كلاي وتنتصر له وتدعو له في صلاتها وتطرب لانتصاراته الإلهية وتعزوها لكونه أصبح مسلماً ويحمل أسم محمد وعلي !! وهذا الصباح شاهدت اتصار الملاكمة التركية على غريمتها الأسيوية !! ومازلت أتعجب ممن سمّى الملاكمة بالفن النبيل وفيها الضرب والوجوه الدامية جرّاءه والنزعة العدوانية تبلغ الحد الأقصى فمتى كان العدوان نبيلاً ؟!
سرّني جداً أن يكون للمرأة حضور وبالذات المرأة العربية، التي حصلت على ميداليات؛ ولكنني تابعت بسرور الفريق النسوي السويدي لكرة القدم فقد فاز على أستراليا بأربعة أهداف مقابل هدفين وكان الأداء من قبل الفريقين جميلا للغاية وتميز بالسرعة ودقة التمريرات (الباصات)، وحسن التسديد، كانت السويديات يعتمدن التمريرات الطويلة حيث يشفع لهن رشاقتهن وطولهن الفارع.. يوم أمس شاهدت باندهاش الفريق النسوي السويدي مع الفريق الكندي، كان أداء الفريقين جميلاً للغاية وبحماس لا يفتر حيث سجلت المهاجمة السويدية في الشوط الأول ستينا بلاكستينيوس (25عاما) في الدقيقة الرابعة والثلاثين إثر هجمة منظمة وسريعة؛ ليتم التعادل على قدم الكندية المخضرمة كرستين سينكلر إثر ضربة جزاء في الدقيقية السادسة والأربعين.. ليكون التنافس في ضربات الجزاء حيث خسرت السويد 3/2 لصالح كندا، وقد حزنت جداً وأنا أرى الجمال السويدي يذرف الدموع حرّى خاصة اللاعبة السويدية المخضرمة والمتمرسة بخبرة 23 عاماً كارولين سيغر (38عاما) التي تسببت في الخسارة والمفارقة إن لقبها سيغر يعني النصر ! فقد كان تسديدها طائشاً خارج الهدف مما سبب لها حزناً مريراً، وما يزيد الخسارة ألماً أن السويديات أبدعن في اللعب ولكن أكثرن من هجمات كادت أن تثمر لكنها ذهبت هواء في شبك !!
كنت أسمع المعلقين السويديين وهم خبراء وخبيرات يتولون التعليق والتحليل وخاصة في أوقات الإستراحة حيث يشددون على موطن القوة وموطن الضعف وخصائص فريقهم والفريق الند، بهدوء ومهنية عالية بدون صياح وصراخ كالذي نسمعه لدى معلقي دول الخليج حيث تسمع وترى فنونا من الصراخ المنغم وهم يصيحون: كووووووووووول !!
وما يفرح ويشرّف أن الفريق المصري لكرة اليد قد أبلى بلاء حسناً وهو ينتصر على فريق عريق كالفريق السويدي المتمرس، وبمقدار ما كانت فرحة للمصريين والعرب إلّا أنها كانت نكسة موجعة للفريق السويدي..
على أن السويد حصلت على نتائج ممتازة 25 ذهبية وثماني فضيات منها في السباحة النسوية والزانة ورمي الثقل ورمي القرص والرمح ورياضات أخرى ليس بوسعي ذكرها لأنها لا تسترعي اهتمامي وما زال الأولمبياد لم ينته بعد !
السابع من آب/أغسطس 2021