أحْزَنَت العالم فضائح وفضائع حفلات تعذيب العراقيين في سجون أبو غريب، وبوكا، وكروبر ... التي تعكس بعض أشرس وجوه المحافظين الجدد وهم يُحَرِّرون العراق وينشرون في ربوعه الديموقراطية والإستقرار ... والأمن والإزدهار ... والقتل والخراب والدمار ... ويَسْتَغِلُّون الجنس كجزء من غنائم الغزو ونهيبة العراق.
و كان المُعَذِّبُون من أفراد الشرطة العسكرية التابعة لجيش الغزاة فخورون وفَرِحون بتصوير مشاهد التعذيب والجنس الفاحشة وإرسالها الى أهاليهم وأصدقائهم في الغرب كعلامة انتصار وبطولة.
وكانت الصور أبلغ مقال وبرهان على احتقار الغزاة لحقوق الانسان، وتحويل سجن أبو غريب الى مسلخ بشري جَعَلَت منه أشهر سجن في العالم مُتَصَدِّراً بسمعته السيئة وغرائب تعذيبه نشرات الاخبار والاعلام العالمي.
و عكست آلات التصوير جوانب من أبشع أنواع التعذيب: جثث الشهداء والتمثيل بها، والممارسات المتوحشة: إهانات وانتهاكات، وإذلال جنسي، والتبوّل على معتقلين وُضِعُوا في زنازين وأقفاص، وسجناء كُوِّمُوا وكُدِّسوا عرايا فوق بعضهم تُهَدِّدهم الكلاب، ومصابون بجروح خطيرة ونازفة ... وغير ذلك من صور طُبعت في أذهان الناس وأثارت غضباً قد ينساه كثيرون، ولكن يجب الا ننسى هذا الجانب من السياسة الأمريكية القائمة على الغزو والقَرْصَنَة والنهب وهدم ثقافات الآخرين العريقة وصروح معارفها، واستبدالها بالكراهية والتعصب والاستعلاء والاستكبار والهمجيّة والوحشيّة وغرور القُوّة المُفرطة، التي انتهت بهزيمة الغزاة في العراق.
كَتَبَ
Phillip Carter, The Road to Abu Ghraib, The biggest scandal of the Bush administration began at the top, Washington monthly, November 2004: A generation from now, historians may look back to April 28, 2004, as the day the United States lost the war in Iraq. On that date, "CBS News" broadcast the first ugly photographs of abuses by American soldiers at Baghdad's Abu Ghraib prison .
وعن
Kate Zernike, Soldier’s abuse trial turned over to jury, Abu Ghraib verdict “will speak volumes”. International Herald Tribune, Saturday-Sunday, January 15-16,2005 :“It will speak volumes to the accused, it will speak volumes to our army, it will speak volumes to our country, it will speak volumes to the world,”…
“The true word to the abuse at Abu Ghraib is ‘guilty’”…
“The military police soldiers put the detainees in sexually humiliating positions, he said, because they knew the detainees would be embarrassed, and because they had been told by military intelligence that this was an effective psychological tool to draw out information.”…
“The more aggressive, the more results, the more praise, the better job you’re doing,” he said.”…
“Graner, he said, was taking the blame for higher officers whom he said he knew the harsh treatment was routine, so routine that Graner felt no concern about leaving more than 1,000 photographs on a computer accessible to public.”
وقد حمّل حقوقيون أقطاب البنتاغون المسؤولية المباشرة على جرائم التعذيب، وأشاروا الى أنّ وزير الدفاع رامسفيلد كان يُصدر التعليمات لتسهيل انتهاكات حقوق الانسان.
و "حسب موقع قناة الجزيرة قام اربع مساجين ممن تعرضوا للتعذيب في سجن ابوغريب برفع شكوى في أمريكا بمساعدة منظمة حقوق الإنسان CACI والتي قامت بتحقيق موسع في سجن أبو غريب ولكن القاضي الأمريكي جيرالد بروس لي رفض قضيتهم لأنها حدثت خارج الحدود الأمريكية, وبذلك حسب وجهة نظره لا يكون لهم الحق في رفع القضية في محاكم أمريكا." ( الويكيبيديا، اساءة معاملة السجناء والتعذيب في سجن أبو غريب.)
ومن أقصى مهازل الكذب وأشدّ درجات النفاق ما أشار له: عبيد السهيمي، سعودي يحكي تفاصيل 300 يوم قضاها في سجن أبو غريب: هددوني باستخدام "الكلاب" و "أسلاك الكهرباء" وحفلات التعذيب تثير الرعب، الشرق الأوسط 23/06/ 2004: " ... ويصف حالة المساجين بالمزرية فقد كانت تقدم لهم وجبتان من الوجبات الجاهزة المغلفة في اليوم، واحدة في الصباح والأخرى في المساء كان مكتوب عليها إهداء من الشعب الأمريكي إلى الشعب العراقي ..."
لنْ ينسَ العراقيون هداياكم التي دُوِّنَت في كُتب التاريخ وذاكرة الانسان.