الالتهاب الكبدي مصطلح عام يصف إفراز الكبد لقدر أكبر من اللازم من المواد الكيماوية الالتهابية فى الكبد، مما يتلف خلايا الكبد. وسوف يكون بمقدور طبيبك تشخيص حالة الإصابة بالالتهابات الكبدية حتى ولو كان فى مرحلة متوسطة، عن طريق إجراء اختبار دم لفحص معدلات إنزيمات الكبد. إذا كانت إنزيمات الكبد مرتفعة، فمعنى هذا حدوث التهابات فى الكبد ولو بدرجة ما.
ما الذى يؤدى إلى الالتهابات الكبدية ؟
من الممكن أن تنتج التهابات الكبد من الإفراط فى تناول الكحوليات، والمواد الكيماوية السامة، والنظام الغذائى الخطأ، والكبد الدهنى، وبعض أنواع العقاقير، وأمراض جهاز المناعة الذاتية، وبعض أمراض الجهاز المرارى، والعدوى الفيروسية. وتعرف الفيروسات التى تهاجم الخلايا الكبدية بفيروسات الالتهابات الكبدية G، F، E، C، B، A. كما أن هناك فيروسات أخرى بتنويعاتها الجديدة والقديمة يمكنها أن تهاجم الكبد كذلك.
الالتهاب الكبدي الفيروسي A
الالتهاب الكبدي الفيروسي (A) يعرف أيضاً بالتهاب الكبد الوبائى. ويسهل انتقاله من خلال الطعام أو السوائل، وأدوات تناول الطعام، وملاءات ومفارش الأسرة، وتعرض الجلد لفضلات ملوثة بالفيروس. ومن الممكن الوقاية من انتقال العدوى عن طريق الالتزام بالقواعد الصحية والنظافة خاصةً عند إعداد الطعام. كما يتعرض المسافرون إلى بعض الدول لخطر الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي (A) ويجب أن يتلقوا لقاحاً مضاداً. وخلال سفرهم، يجب ألا يشربوا سوى الماء المغلي أو الماء المكربن المعبأ فى زجاجات، وعليهم تجنب أكل السمك الطازج والقواقع والمحار، وأن يستخدموا فى غسل أيديهم صابوناً مضاداً للعدوى.
يهاجم فيروس (A) الكبد ويصيبه بمرض عضال، وأعراضه هى الدوار، فقدان الشهية، والتقيؤ، والإرهاق واصفرار الوجه. يستمر هذا المرض فى العادة لأسابيع عدة ويمكن التخلص منه بسرعة ما إن يتم طرد الفيروس من الجسم. وعلى عكس فيروسي (B) أو (C)، فإنه لا يوجد مرض مزمن ينشأ عن الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي A، كما أنه لا يؤدى إلى تليف الكبد. يوجد حالياً لقاح عالى الفعالية يمنع الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي A.
الالتهاب الكبدي الفيروسي B
وهو أحد الأوبئة الكبدية الفيروسية المتفشية فى أنحاء العالم.
ويمكن للفيروس B أن ينتقل بين الأشخاص عن طريق الدم والاتصال الجنسى، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة فى هذا الشأن. إن التدابير الصحية الواقية أمر لا غنى عنه من أجل التقليل من تفشى الالتهاب الكبدي الفيروسي B، بما أنه يمكن أن يدخل إلى الجسم بطرق عديدة مثل الاتصال الجنسى، وعبر قروح وجروح الجلد، وأنواع الرياضات التى تستلزم الاحتكاك الجسدى، والمشاركة فى استخدام الإبر الملوثة بالفيروس وشفرات الحلاقة وفرش الأسنان. فلا تتقاسم هذه الأغراض مع الآخرين، واغسل يديك بانتظام بالماء الساخن والصابون، وقم بتغطية الجروح الجلدية المفتوحة. من الممكن كذلك أن ينتقل الالتهاب الكبدي الفيروسي B عن طريق الأدوات غير المعقمة جيداً التى تستخدم فى الوشم وثقب الأذن أو الحجامة.
لا يعد الاتصال الاجتماعى العام فى أماكن العمل من بين مصادر تفشى الالتهاب الكبدي الفيروسي B. فهو ينتشر عموماً عن طريق الطعام، والعرق، والدموع، والسعال، والعطس وتبادل القبل. يمكن القضاء على هذا الفيروس عن طريق مضادات العدوى (بما فيها المواد الكيماوية المبيضة) والماء المغلى. وقد تنتقل إليك العدوى عن طريق أحد حاملى الفيروس الذين لا يعرفون أنهم مصابون به، لأنه غالباً ما لا يؤدى إلى أية أعراض مرضية.
أعراض الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي بي B
بعد الإصابة بالفيروس، يستغرق المرء ما بين 60 إلى 90 يوماً حتى تظهر عليه الأعراض وهى تشمل اصفرار الجلد والعينين (داء اليرقان أو الصفراء)، وفقدان الشهية والدوار، وأوجاع البطن، والإرهاق، والحمى، وآلام المفاصل. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض المزعجة قد تستمر لأسابيع عديدة أو شهور، فإنه يتم الشفاء منها دون آثار طويلة الأمد.
ولدى نسبة مئوية ضئيلة من الأشخاص يظل الفيروس كامناً فى الجسد لفترة طويلة، ويكون معدياً للآخرين ؛ ويُعرف هؤلاء بحاملي العدوى. هذا النوع المزمن من الالتهاب الكبدي الفيروسي B يمكن أن يدمر كبدك فى صمت مع مرور الأعوام، كما أن نسبة لا يستهان بها من حاملى هذا الالتهاب الفيروسي المزمن يصابون بسرطان الكبد أو تليف الكبد. وتزداد احتمالات الإصابة بهما هذا إذا كان حامل العدوى يتبع نظاماً غذائياً سيئاً أو نمط معيشة غير صحى، مما يعرض الجهاز المناعى للخطر. وهؤلاء الأشخاص حاملو العدوى الذين يعطون نتائج إيجابية على اختبار “ الأجسام المضادة “، للكشف عن الالتهاب الكبدي الفيروسي B أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد.
الوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي B
تم التوصل إلى مصل معد جينياً مضاد للالتهاب الكبدي الفيروسي B، وقد أصبح متوافراً منذ العام 1993. إن التلقيح بهذا المصل يُعد فكرة حسنة لهؤلاء الذين يتعرضون لقدر مرتفع من خطر الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي الفيروسي B، مثل هؤلاء العاملين فى مجال الرعاية الصحية، والمرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الدم، ومستخدمى الحقن الملوثة، وأطفال المهاجرين الوافدين من مناطق تنتشر فيها الأمراض المستوطنة، والأطفال المولودين لأم مصابة بالعدوى، والاتصالات الجنسية أو الاتصالات اليومية المنزلية بأحد حاملى العدوى. ولأن الالتهاب الكبدي الفيروسي B متفش على نطاق واسع فإنه يُنصح بإجراء تطعيم روتينى للأطفال ضد هذا الفيروس.
الالتهاب الكبدي الفيروسي (C)
يُعد الالتهاب الكبدي الفيروسي (C)