2010/07/17
سبعة شعراء عراقيون يعزفون موسيقى الكلمات لأبناء الجالية
مركز القادمين الجدد يكرم المتطوعين العاملين في خدمة المجتمع
نظم مركز ميسوبوتاميا الثقافي العراقي أمسية شعرية لعدد من الشعراء العراقيين في مدينة كالغري الكندية، بقاعة الاجتماعات في مركز القادمين الجدد ، وبحضور حشد من أبناء الجالية وعائلاتهم، والذين لم يمنعهم الجو العاصف والأمطار الغزيرة من القدوم للإستماع إلى صوت الإبداع وموسيقى الكلمات، الشعر الفصيح والشعبي.
وفي بداية الأمسية رحبت مقدمة الحفل الشابة نوار عماد، والتي تألقت بفصاحة لسانها العربي وقدرتها على التعبير، بالحاضرين، وتمنت لهم أمسية ممتعة.
وقالت أن الشعر هو الروح معكوسة في صور مكتوبة، ومشاعر تعلن عن نفسها بالكلمات المصاغة بموسيقى تتداخل مع المعنى، ولذلك فقد عكس الشعر سيرة حياة البشرية كأداة تعبير منذ القدم.
وأوضحت أن الحضور الكريم سيتعرف في هذه الأمسية، التي تعد النشاط الأول لمركز ميسوبوتاميا الثقافي، في مجال الإبداع الأدبي على نخبة من الشعراء وهم: رغد حسين، محمد جهاد، يقظان الحسيني، إبراهيم الخزعلي، عماد خليل بله، جواد القابجي، وعقيل الكرعاوي.
القراءة الأولى في الأمسية كانت للشاعرة رغد حسين، التي قدمت قصائد باللغتين العربية والإنجليزية، تناولت فيها قضايا إنسانية عديدة، وعبرت عن معاناة الوطن الأم العراق.
الشاعرة رغد حسين .. توظيف الرمز الأسطوري في القصيدة
ففي قصيدة صبار ليلكي تقول:
قال طيري مارح يرتجى حبا في غصون مثمرات
قلت ويلي أين مني ذلك العهد وتلك الأمنيات
وانتظرت وانتظرت
عل طيري يهتدي بعد سنين
ليعيد الروح في صبار قديم
ليحيل الشوك إلى ليلك
ويزيح عني ذلك الألم الدفين .. ذلك الألم الدفين
أما في قصيدة سيد الشهوات فإنها تستخدم الرمز الأسطوري فتقول:
.. ونكفر عن تلك الخطايا في مملكة باخوس
وها تراه يتهدى بخطى وئيدة
سيد الشهوات .. هلم .. هلم وبارك
بعد ذلك تم تقديم الشاعر محمد جهاد، الذي لم تمنعه تخصصاته التقنية كمهندس كهرباء عن الإبداع، وإبحار روحه في هذا العالم الآسر، سيما وهو عاشق للأدب ومتعلق بشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، حيث قدم مجموعة من القصائد.
الشاعر محمد جهاد.. قصيدة الغربة
ففي قصيدة الغربة يقول:
سألتني وقلبها يجب أمدى الدهر أنت مغترب
أملولا أم مجتنب أم هو الدهر أمره عجب
قلت مالي بذا وذا نسب أنا لي من جبلتي عصب
وفي قصيدة أخرى بعنوان في العام التاسع بعد الألف يقول:
وصلت بعد عناء
بيت جديد وجار سعيد
هكذا رأيت دون تحديد
ومن لا يريد
عيش رغيد بلا وعيد
بعدها إرتقى المنصة المهندس الشاعر يقظان الحسيني، الذي إحتفل مؤخرا بصدور مجموعته الأولى ذاكرة الفصول، التي ترجمت إلى اللغتين الإنجليزية والإسبانية،حيث قدم مجموعة من القصائد.
في البدء يقول الشاعر إنني وسط زحام الحياة الراكضة أجد فسحة للتأمل من حين لآخر والتعامل مع القصيدة الحديثة، إنها لوحاتي الناطقة وقصاصاتي التي أعتقها لسنين وأعود إليها كلما سمح الوقت.
الشاعر يقظان الحسيني .. وذاكرة الفصول
ففي قصيدة صباح الفراتين يقول:
لطالما أردت وجهك يقابلني
يحرك كبرياءه دمي
لا يجعلني أطرق عبر خطاي
يتلمسني عند جمر وثلج
عند بقاع أطؤها
على شفق غريب
نستدر شفقة
وفي قصيدة العمة والظمأ ينشد الشاعر:
أيتها العمة
أيتها المتعففة
برذاذ الطلع على أجنحة الريح
أيتها الصبورة
جمل على قارعة المسافات
ثم قدم الشاعر الدكتور إبراهيم الخزعلي، الذي لم يمنعه تخصصه الطبي من أن يطلق العنان لقريحته كي تتوهج بقصائد منوعة.
الشاعر الدكتور إبراهيم الخزعلي.. العمر رماد في الغربة
ففي قصيدة عيسى يكسر صلبانه يقول الشاعر:
أنا المُبَعْثَرُ في الشّتات
يَحْصِدُ المَنْفى حُروفي
تَنْثُرَني الرّيح رمادا
تأكُلُ ما تَبَقّى فَوقَ أغْصاني
تَحْفِرُ في قلبي جُرحاَ
ثَمّةَ قِنْديلٌ ودَرْبٌ وقَصيدَة
لاشئ يَبْدو في الأفُق
نَجْمَةٌ حُبْلى أصْطَحِبْ
أحْمِلُ عِبءَ هُمومي
فَهَوَتْ كُلّ الشُهُب
أشْلاءُ دَمْ
وفي قصيدة تراتيل الوجع المكنون يناجي الشاعر غربته فيقول:
بين حروفي والكلمات
وبين دموعي
وبين جفوني
وسطوري المغمورة في الرّوح
بين الصّمت
وبين البَوْح
والألم المُدْغم عُمْرا
بين صباي
وبين شبابي
وبين حضوري
وبين غيابي
وبين دفاتر أشعاري
ودفءَ حنيني
أنّي لا أرثي آلامي
أو أرثي هاجسَ رَغباتي
فالعمر رماد في الغربة
أما الشاعر عماد خليل بله، فقد أنشد قصائد عبر فيها عن هموم الوطن الجريح.
الشاعر عماد خليل بله .. حملت مأساتي وسقت راحلتي
يقول في قصيدة بلاد الرافدين:
ضاقت بلاد الرافدين على وسعها
فحملت مأساتي وسقت راحلتي
أمل كان يتلبسني ويخبرني:
أن رحلتي لن تطول، فالعراق لا يقدر على فراق الأحبة
الأحبة ستعود محملة باللقاح
وفي مقطع لقصيدة تأتين إلي مشتعلة يقول:
تأتين إلى مشتعلة في ظل الخراب
من يطفئ نارا وكلانا يتوهج
أما آن لهذي البلاد أن تستريح
وكما هو الحال لا تخلو أمسيات العراقيين حيثما حط رحالهم من الشعر الشعبي، الذي يعبر عن معاناتهم ويرسم أحلامهم.
ولحسن الحظ لم تخل كالغري من فرصة تواجد شعراء شعبيين، حيث تم تقديم الشاعر الشعبي جواد القابجي.
الشاعر الشعبي جواد القابجي.. هلي مكتوبكم ورسومكم سلوه
قدم الشاعر، بروحه المرحة وأسلوبه الشيق، مجموعة من القصائد الممتعة.
في قصيدة رسايلكم يقول الشاعر:
هلي مكتوبكم ورسومكم سلوه
هلي چ لماتكم حلوه
هيَّ ادواي .. هيَّ الماي
هيَّ الرِوَت عِزْ اضماي
عطش روحي اعله شوفتكم
عطشها اهواي .. روحي اتريد شوفتكم
نفر من الصبر گلبي او گصد يمكم
من غير ال گلب چ ا بيش أسلّي الروح وذكركم
هلي دزّوا ال گلب .. چ لمه ابرسايلكم
ومن الشعراء الشعبيين المشاركين في الأمسية الشاعر المبدع عقيل الكرعاوي.
الشاعر الشعبي عقيل الكرعاوي .. سيشفى الجرح
يقول في مقطع لإحدى قصائده سيشفى الجرح يا عراق:
حظنك جان يدفي الدنيه
والخطارك جنت وجاغ
طلعت كله نوس الدنيه
فحامة وصارو صياغ
خيراتك جانت بسماهم
مثل الغيم إتغطي وزايد
وقبل إختتام الأمسية قام المستشار عيسى موسى بإعلان الجوائز المقدمة من مركز القادمين الجدد إلى المتميزين الذين يقدمون خدمات تطوعية لدعم الجالية ونشاطات المركز، حيث تم تكريم السيدين ضياء البكري وأوس النائب لخدماتهما الكبيرة، وقام بتسليم الجوائز الدكتور غازي عبد الكريم الأستاذ في جامعة كالغري، الذي كان من بين الحاضرين في الأمسية.
ضياء البكري يتسلم هديته
أوس النائب وهدية مركز القادمين الجدد
لقد كانت بحق أمسية رائعة وجميلة تفاعل معها الجمهور وصفق وصفق للشعراء الذين أبدعوا، في الوقت الذي مثلت الأمسية مناسبة رائعة للتعارف بين أبناء الجالية وهم يتناولون الحلويات والمرطبات، فإمتزجت الكلمات وموسيقى الشعر بالحلويات الشرقية اللذيذة والعبارات الدافئة، فيما كانت سيول الأمطار تنهمر في الخارج، وكأنها تريد أن تقول أن هذه الأمسية كانت بادرة خير لمركز ميسوبوتاميا، تعد بالكثير القادم.
اضغط على الصورة للتكبير