مسح ضوئي/ المترجم الخائن

2016-04-08
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c8958270-a880-4efb-b874-6e65e798904b.jpeg
الحياة كلها محاولات جادة  للترجمة، كل منا يريد ترجمتها وفق قناعته .. والفن ( في جوهره عملية ترجمة ) لكن هناك من يقسر الامور وفق قوالب ترجمته : فالطغاة يترجمون حياتنا وفق أمزجتهم ومن يكره الشيوعية يترجمها : كفر وإلحاد وأباحية وعملاء بريطانيا، وبريطانيا نفسها رأت الحزب الشيوعي العراقي يريد ترجمة العراق الى السوفيتية يومها .. والمتشددون يترجمون الاسلام بالتفخيخ وانتهاك الاعراض ونكاح الجهاد والاسلام بريء من كل هذا، ودول الجوار تجتهد في ترجمتنا وفق خرائطها.. والآن هناك من يترجم التظاهرات العراقية : إعلان مدفوع الثمن ومطاليبنا الخدمية من ماء نظيف وكهرباء وتشغيل اولادنا العاطلين وبناتنا العاطلات .. ان هذه المطاليب ترجمة سابقة لأوانها ومن الضروري تأجيلها !! في ( المترجم الخائن ) للروائي فوّاز حدّاد، سيقوّم المترجم  حامد سليم  بتغيير نهاية  الرواية وجعل الافريقي لايقيم في لندن ولايتزوج الانكليزية البيضاء .. بل يعود لوطنه، لينفع أهله وناسه في افريقيا الجوع والكنوز... هذا التغيير لايجوز طبعا لأن المترجم ليس هو الروائي ويحق له التصرف بالنص، وكان يمكن الاكتفاء بالسؤال الذي طرحه محرر ثقافي في أحدى الصحف ( منذ متى كانت دور النشر تسوّق لكل لغة خاتمة روائية ترضي مشاعر الناطقين بها ؟ ) لكن الصحفي شريف حسني .. الذي حاول ترجمة الرواية ولم يفلح.. والقصة القصيرة كذلك ولم... وجدها فرصة للنيل من المترجم  والسبب لأن المترجم وتلك الشابة المترجمة حين قصداه بصفته مربي الاجيال الثقافية !! فشل هذا النجم الاعلامي في اصطياد الفتاة .. وهو يفضح نفسه ويعتبر وليم فوكنر  هو مؤلف رواية ( وداعا ايها السلاح ) وكذلك مؤلف رواية ( لمن تقرع الاجراس ) وان فوكنر شارك في الحرب الاسبانية 1936 فإذا بالفتاة تلطمه على وجهه حتى يميّز بين فوكنر وهمنغواي.. من يومها والنجم الصحفي حاقد حانق على المترجم ( حامد سليم ) .. وهاهو يشن حملة اعلامية على ترجمات المترجم الشاب ويدعو الى اقصى العقوبات بحقه.. وسنعرف في النهاية ان شريف حسني من مثقفين ينتسبون للمخابرات !! وهذا الشريف حسني يعرف جيدا رغم جبروته وخدّامه من الاعلاميين : فشل في ترجمة الشابة المترجمة الى عاهرة كما اعتاد مع غيرها كما فشل في تحويل المترجم حامد سليم الى ذي قرنين ...لأن في حياتنا الميدانية ثمة نصوص ليس لها سوى ترجمة واحدة ناصعة لاخيانة فيها لأنها جسرنا بين ضفتين جديدتين دائما ..
*عمود صحفي أسبوعي/ طريق الشعب / 9/9/ 2015
 

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved