مسح ضوئي / الروائية رجاء نعمة والرفيقة أم حازم

2016-09-13
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2f094633-a796-4a34-81b5-10201e82e5b1.jpeg
منتصف سبعينات القرن الماضي ، أوصلني الى ( طرف الخيط ) رواية أنيقة في طباعتها وصورة غلافها وموضوعتها .. بالنسبة لي ستكون الرواية الاولى للروائية اللبنانية رجاء نعمة، التي لم أكن اعرف من هي، اعجبتني الرواية، وانا  طالب الاعدادية المتزمت يومها ايدلوجيا، قرأتها في مقر حزبنا الشيوعي، في منطقة العباسية، يومها  كنت أعمل في المكتب الصحفي لجريدتنا طريق الشعب، ومع حلول آذار اشتريتُ  نسخة ثانية، من الرواية، وكتبتُ إهداءً، غير ايدلوجي للرفيقة الشغيلة ( أم حازم ) أخت الرفاق كلهم ما ان وضعت أم حازم فنجان القهوة على مكتبي، حتى وقفت اجلالا وقدمت اليها الهدية، في اليوم التالي، تستقبلني مبتسمة، لم انم البارحة قضيته مع خيط رجاء نعمة .... كان ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي .. في 2014، ستدخل  مقرّنا في شارع السعدي امرأة تضع شالا من الابيض والازرق، من وجهها يشع وميض صوبي، ادعوها للجلوس في غرفة الضيوف، عرفت من كلامها الذي مايزال خفيضا، انها بحاجة لتأييد من الحزب ..، تصمت قليلا ثم تقول بثقة ملء اليد : ( أحتاج من يشهد لي بشيوعيتي – تقولها مبتسمة – اتذكر الرفيق حسن الملاّك في محلية الحزب يومها، التقيته قبل ايام وانا انتظره الآن، اتصلتُ به، اخبرني، قبل ان اصعد الى المقر انه في الطريق وسيصل بعد قليل .. ) .. ثم تترحم على الشهداء والراحلين : ( الف رحمة على ( أبو زيتون ) محمد جواد طعمة، كيف انسى ابتسامات الرفيق الراحل ( ابو جماهير ) وصفير الكلمات من شهيد الطبقة العاملة هندال جادر إبتسامات ( أبو سامر ) أكرم حسين ..قهقهات ( أبو دريد ) الرفيق المسؤول عن المكتب الصحفي في البصرة، ضحكات الشهيد فريال احمد...)..قلت لها وانا اقدم لها استكانة الشاي : كلهم يسمعونك ويرحبون بقدومك لبيتك زهرة الرمان يارفيقتنا الغالية ( أم حازم ) وسيشهد لك الرفيق حسن الملاك..اما الشاهد الثاني فهو ....( رجاء نعمة ) وروايتها طرف الخيط ...لحظتها فتحت عينيها على سعتها مبتسمة، وقبل ان تنهض، سبقتها وقبلّت رأسها مرتين .
*مسح ضوئي / عمود أسبوعي / صحيفة طريق الشعب / 23 / 3/ 2016

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved