مسح ضوئي/ مؤنث الرواية العراقية

2016-01-17
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/65b92556-cc98-45b8-8051-50306f361ffc.jpeg
ستكون وقفتي عند التلاقي / التمازج الحضاري أو الصدمة الحضارية  بين الشخوص والبلد الذي يقيمون فيه، نرى ان الرواية العراقية ( النسوية ) قد تجاوزت الاقتصار على البطل الرجل وجعلت البطولة مقاسمة بين الجنسين ..لاوجود لمحسن وحده كما الحال في رواية ( عصفورمن الشرق ) لتوفيق الحكيم أو بطل رواية ( الحي اللاتيني ) لسهيل أدريس أو مصطفى سعيد بطل رواية ( موسم الهجرة الى الشمال ).. أو منصور عبد السلام وكاترين وحدهما( الاشجار وأغتيال مرزوق ) لعبد الرحمن منيف..هؤلاء الابطال قصدوا أوربا للدراسات العليا، لكنهم انشعلوا بسواها : محسن – حسب ادعاءه – كان منشغلا بعبادة الفن والصلاة في المتاحف ودار الاوبرا والمكتبات، كأنه ترك رجولته هناك في مصر وجاء باريس بروحه فقط !! بطل رواية سهيل أدريس تفرغ لجسد باريس دون روحها او عقلها، وكذلك سيفعل مصطفى سعيد الذي يمسرح غرفته للجنس ويمارسه حتى في المتنزهات.. فهو يرد على اغتصاب افريقيا بمخيال بدائي تصير لندن امرأة شرسة الجمال، فيتسلقها جبلا ثم يغرس في قمة الجبل وتده ويركز رايته وهو البدائي العاري يستعير ملابسه من معرفياته الموسوعية وما ان يدخل سريره حتى يتجرد من معرفياته ليتفرغ لإغتصاب القارة الشقراء.. وهكذا يتوهم ان ( النساء تتساقط عليه كالذباب ) فيوقد عيدان الند والصندل ويلبس عباءة وعقالا وتأتيه الشقراوات زحفا وهن يتمتمن : سمعا وطاعة يامولاي.. ثمة مسافة بين رواية الحكيم 1938 ورواية سهيل ادريس 1954 ومسافة اقصر بين الرواية الثانية والثالثة ( موسم الهجرة..)..في رواية ( قنديل أم هاشم ) ليحيى حقيقية محاولة  مدرحية اعني محاولة للتمازج بين المادي / الغرب والروحي / الشرق لكن العلاقة السوية الوحيدة هي العلاقة بين منصور عبد السلام والبلجيكية كاترين وهي حقا علاقة حب بعيدا عن شوائب العداء التاريخي او الرضة الحضارية او الشعور بالدونية، لكن ثمة هوة سحيقة بين عالمي كاترين ومنصور( الاشجار واغتيال مرزوق ) لعبد الرحمن منيف /1973..
الرواية ( النسوية ) العراقية امتلكت علامات فارقة ايجابية فهي اولا لجأت الى خارج لأسباب سياسية أو مجاورة لهذه الاسباب ،فالكاتبات العراقية يحاولن ترميم الذاكرة/ الشخصية – العامة والجانب السييري فيها لايدخل ضمن جنس السيرة الذاتية، بل ضمن السيرة الروائية فنوع الثاني يستفيد من التجربة الذاتية ويعمد الى تحويرها /تحريرها روائيا، خلافا لذلك كانت عصفور من الشرق/ الحي اللاتيني/ موسم الهجرة../ فهذه الروايات أشبه ماتكون من أدب الاعترافات، في حين ثمة روايات ( رجالية )  عراقية تحاول الموائمة بين الذاتي والعام منها: مثلث الدائرة : رواية الشاعر سعدي يوسف وهي تتناول تجربة اليمن الجنوبي و( ليالي الانس في شارع ابي نؤاس ) للروائي برهان الخطيب/ ليلة الهدهد : ابراهيم أحمد ../ خرائط الشتات / للروائي محمد عبد حسن / يوميات كلب عراقي : للروائي عبد الهادي سعدون :  ولفاضل العزاوي روايتيّ ( كوميديا الاشباح ) و( الاسلاف )..الروائيات العراقيات حاولن تجسير العلاقة بين الوطن والمنفى / المهجر / ويتم التجسير سرديا وتبيان فضائل المكان الآخر فساركوزي يوجه دعوة خاصة لعدد من( العراقيين المسيحيين اللاجئين../ص13طشاري/ انعام كجة جي ) وهنا نرى ان ساركوزي نفسه لايخلو من عنصرية فالدعوة مقتصرة على المسيحيين من العراق.. ثانيا هذه العوائل لاتخلو من تميز اجتماعي.. في أحدى روايات دنى طالب، العراقيون / العراقيات في الدنمارك يتمتعون برعاية نفسانية من قبل طبيبة مختصة.. إذا العلاقة بين الغرب وبين العوائل العراقية ليست علاقة عداء او علاقة دونية بل محاولة جادة من الطرفين في تفعيل التمازج الحضاري ..
-------------------------------------------------------------------------------------------*عمود اسبوعي/ طريق الشعب/ 22/ حزيران/ 2015



مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved