أنشأت اليونسكو لجنة استشارية علمية دولية تساعدها على وضع الأسس لإقامة متحف مبتكر تحت الماء في جون الإسكندرية، مصر، حيث سيتم العثور على أطلال هامة، منها قصر كليوباترا ومنارة الإسكندرية الأسطورية، أو الـ فاروس. ويتوقّع أن تستهل اللجنة عملها التحضيري في تشرين الثاني/نوفمبر 2008.
حسب الخطة التمهيدية، سيُبنى المتحف الجديد، الأول من نوعه، قسم منه فوق الماء وقسم تحت الماء. فالقسم المغمور سيمكّن الزائرين من مشاهدة الأطلال العظيمة في قاع البحر، ما يمثِّل تقدما هاما في مجال إقامة معارض للتراث الثقافي المغمور بالماء في مواقعه. والقسم البارز فوق الماء ستُعرض فيه على الجمهور مصنوعات أخرى، مستخرجة من جون الإسكندرية والمواقع المجاورة. ومن المواقع الأثرية المجاورة جون أبو قير، حيث سيتم العثور على أطلال مدينتي كانوبوس وهيراقليون اللتين غرقتا فيه.
وتأتي خطة حكومة مصر لبناء متحف تحت الماء في جون الإسكندرية وسط اعتراف متنامٍ بأهمية التراث الثقافي المغمور تحت المياه. وقد أصبح ثمانية عشر عددُ البلدان التي صدّقت حتى الآن اتفاقية اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، اتفاقية ستدخل حيز النفاذ عما قريب، أي بعد انقضاء ثلاثة أشهر على تصديق الدولة العشرين عليها.
وقد رحّب المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، بهذه المبادرة، قال: "هذا المشروع سيعزز بالتأكيد التقدير لأهمية التراث الثقافي المغمور بالماء، ويرفع درجة الوعي للحاجة الماسة إلى حمايته من النهب. وريثما تدخل اتفاقية اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه حيز النفاذ، لا يوجد قانون دولي من شأنه حماية هذا التراث من صيّادي الكنوز. وإني آمل حقا أن تدخل هذه الاتفاقية حيز النفاذ في غضون الأشهر القادمة".
وصون التراث الثقافي المغمور بالمياه هو أيضا موضوع فيلم وثائقي جديد قصير، أنتجه قطاع اليونسكو للثقافة. وفيما يركّز هذا الفيلم الاهتمام على اتفاقية اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، يسلّط الضوء على أهمية حفظ الممتلكات الثقافية المغمورة بالمياه، بعدما أصبحت معرّضة للنهب بصورة متزايدة، بسبب صنع تجهيزات غوص أكثر تطورا وأسهل اقتناء.
ويشتمل الفيلم في طوله المشهدي على صورة من عرض بحر الإسكندرية، ويشدد على محاسن البحث بخصوص المواقع الأثرية المغمورة بالمياه وفوائد صونها في مواقعها، وهذا هو أيضا أحد أهداف المشروع المصري لإقامة المتحف المذكور.