مسرحية عن الارهاب تثير الاعجاب

2008-04-06
 تدفق ليل الأحد 10/8/2008 ،آلاف من التونسيين على مسرح قرطاج لمشاهدة مسرحية (خمسون) التي تطرح قضية التشدد الاسلامي والحريات في تونس بجرأة غير مسبوقة.

وقبل عرض مسرحية (خمسون) للمخرج التونسي الفاضل الجعايبي ضمن أنشطة الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان قرطاج وقف المتفرجون دقيقة صمت ترحما على روح الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي توفي يوم السبت بعد مضاعفات عقب خضوعه لجراحة في القلب في مستشفى بولاية تكساس الأمريكية.

وانتظرت الحشود التي غص بها مسرح قرطاج الى الساعة العاشرة ليلا لتستمتع بعرض (خمسون) التي تؤرخ لخمسين عاما من استقلال تونس عن مستعمرتها السابقة فرنسا وتنبش المسرحية في حقبات زمنية مختلفة منذ الاستقلال عام 1956 من بينها طرق معالجة زحف الفكر الاسلامي المتطرف.

وجاءت أحداث المسرحية التي كتبت نصها جليلة بكار مترابطة حيث تروي قصة شابة تدعى أمل انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد ان تحولت من الاشتراكية الى الفكر الاسلامي المتشدد لتجد نفسها متورطة في قضية تفجير قامت بها صديقتها "جودة" في معهد ثانوي.

تحدث هذه الفاجعة اضطرابا في كامل البلاد محركة بذلك آليات مقاومة الارهاب البوليسية وواضعة وجها لوجه النظام السياسي الصارم والديمقراطيين المغلوبين على أمرهم والاسلاميين والمتشددين والمواطنين الراضخين غير المبالين.

وأشاد المتفرجون الذين قاطعوا العرض عدة مرات بالتصفيق الحار بجرأة الطرح الذي لم يتعودوا عليه حيث جاء الجزء الأكبر من المسرحية يتحدث عن التعذيب في مخافر الشرطة.

وجاء ديكور المسرحية بسيطا قاصرا على بعض المقاعد بما ان الجزء الأكبر من المسرحية جرى في مخافر التحقيق بينما عبرت الموسيقى التي اتسمت بالفجيعة عن ناقوس الخطر الذي يدق بسبب التطرف الاسلامي الذي أرجعه المخرج الى التضييق على الحريات والقمع.

ويقوم جمال المداني وفاطمة سعيدان وجليلة بكار بالأدوار الرئيسية للمسرحية التي استغرقت ساعتين وثلاثين دقيقة.

وقالت رجاء إحدى المتفرجات "انبهرت بهذا المستوى الرفيع للمسرح التونسي.. لم أكن أتوقع هذه الجرعة من النقد اللاذع".

ووقف المتفرجون مصفقين لتحية الممثلين عند نهاية العرض تعبيرا عن إعجابهم بهذا العمل.

ويستمر مهرجان قرطاج حتى 17 من الشهر الحالي بعروض مع الفنان الجماييكي شاون بول والعراقي كاظم الساهر والمصرية أنغام والتونسية أمينة فاخت.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved