في مسابقة المنافسة العالمية تستغل المرأة المعولمة دون ضمير مثل مادة خام طبيعية : إنها العملة على أساس القطعة في صناعات التصدير , المهاجرة التي تعود بالعملة الصعبة , العاهرة أو عروس الكتالوج في أسواق الجسد الزواج العالمية والماصة لتقليص النفقات الأجتماعية والتكيف الهيكلي بالعمل الطوعي .
تنتج العولمة الليبرالية الجديدة متناقضات وفوارق , تخلق نموا ورفاهية وتلتهم في نفس الوقت الضمانات الإجتماعية و يمضي الأقتصاد من خلال ارتفاع الإنتاجية الهائل إلى أزمة فائض في الإنتاج وهو يعاني الآن من أزمة فائضة عن الحاجة , لقد أصبحت العولمة كما يؤكد إتحاد النقابات العالمي (مرادفا للبطالة , قلة العمل والفوارق المتزايدة) .
في ظروف القلق العام الكبير تحقق النساء ضمانات صغيرة , خاصة في المجال الإجتماعي , ولكن أيضا في تدبير الحياة اليومية والتغذية , في البيئة وفي الثقافة , وسياسة المجتمع المدني , إنهن يحققن ذلك من خلال ستراتيجيات العمل المرنة والمتعددة , يوفقن غالبا , في تقريب متدرب عليه للمتناقضات , بين العمل المأجور وغير المأجور , بين المجال الخاص والحياة العامة , من خلال العمل الجماعي , كعمل طوعي أو مساعدة النفس يحافظن على أو يخلقن مجموعات و تضامنا , في وقت تتفكك فيه الروابط العائلية القديمة وتتخلى الدولة ورأس المال عن مسؤوليتهما الإجتماعية وتصعد المنافسة العنف الرجالي والتوتر الإجتماعي , حيث تجرد العلاقات اليومية وإنتاج الثقافة من التقاليد , يبحثن عن هويات جديدة بين التقاليد المجددة والترابط الإجتماعي والإستقلال .
تظهر النساء أنهن مستعدات لتحمل المخاطر وتطوير مبادرات شخصية , وتحمل المسؤولية , إلا أن هذه الفضائل التي يشيد بها الأيديولوجيون الليبراليون الجدد إشادة كبيرة لا تساعدهن في الأسواق المعلولمة كثيرا , فهن يصبحن في مجتمع المخاطر المعولم بصورة متزايدة عاملات الضمان اللائي يجملن صخرة سيزسف , لا تفي العولمة الليبرالية الجديدة بالنسبة لغالبية النساء بمطلب العدالة والرفاهية المتضمن , لإنها ليست لعبة أربح-إربح الموعدة , وإنما تخلق مستقبل الفوارق في جميع أنحاء العالم .
تتحقق إعادة توزيع العمل , الرفاهية والسلطة , ولكن ليس لصالح الفقراء والمعزولين ولا لصالح النساء , على النساء أن يتابعن الكفاح من أجل العدالة الإجتماعية والضمان القانوني وسلطة القرار والصياغة , في الحركةالنسائية للمستقبل أيضا سيجادل البعض من أجل المساواة والحقوق في إطار النظام العالمي القائم , بينما تطور الأخريات ستراتيجيات مضادة وبدائل أنثوية للنظام , فالستراتيجيات المزدوجة من الداخل ومن الخارج من فوق ومن تحت , على الصعيد العالمي والمحلي , من الخطوات الصغيرة والأحلام الكبيرة , ضرورية لأكتساب قوة إجتماعية مدنية ليس فقط مع السلطة و وإنما ضد السلطة في طاحونة العولمة الليبرالية الجديدة .