ريثما أرحلُ نحو الجُزرِ الأولى وأمضي في البعيدْ
سيعود الطفلُ شيخاً وصبياً ثم طفلاً من جديدْ
ــــــــــــــــــــــــ
ريثما تأتينَ رتبتُ من الفوضى حقائبْ
بأنتظارِ الجُزُرِ الخضرِ وأمواجِ المحيطْ
ريثما أخطفُ أجراسَكِ من بينَ الكواكبْ
سيحيطُ البحرُ في شعري سماءً ومحيطْ
ـــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أرحلُ في قطرةِ ماءٍ للغيومْ
سيكونُ البحرُ من مائي، ومن ضوئي النجومْ
ــــــــــــــــــــــــــ
ريثما تحضنني قبلةُ قلبٍ وقيامهْ
ويجنُ الدمُ في روحِ الجسدْ
سوفَ القاكِ بروقاً وغمامهْ
وانتشاءً عابراً نحو الأبدْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما ننزلُ فجراً للبحيرهْ
ونبثُ الدفءَ مابينَ الرمالْ
سيكونُ النخلُ في عزِّ الظهيرهْ
هيأ الظلَ لكي ننعمَ في أوضأ طقسٍ للوصالْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما ينقشعُ الثلجُ وتنحلُّ فلولٌ للشتاءْ
ستراني أضرمُ النيرانَ في الشمسِ لكي توقظَ ما راحَ وجاءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما يرتدُ طرفُ المرءِ للمرءِ تراني
جامعاً أزمنةَ الأكوانِ في عينِ المكانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما تمضي الى الموتِ حبيباتي ويرجعنَ جديداً للحياةْ
سأعيدُ الكونَ في حرفي بكراً واسمِّي الكائناتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما يكتبني النهرُ على الأرضِ ويتلوني ضياءٌ للكواكبْ
سوفَ أسري في عروقِ النخلِ نسغاً ودماءْ
ويعيدُ السعفَ مبهوتاً حروفي للفضاءْ
لترى العميان آلائي حروفاً وسطوراً ومواكبْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما ترجع أسرابٌ من الطير الى ماءِ الجنوب
سترى البرديَ قد هندسَ في الماء دروباً ودروباً...ودروبْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما يرجعُ طفلٌ من بساتين النخيلْ
واشِماً أشعارَهُ في دفترٍ للمدرسهْ
ريثما يأكلُ من خبزٍ لتنورِ الأصيلْ
سيصيرُ الشعرُ معماراً سماوياً ، وطفلٌ هندسهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما يغمرني النهران بالماءِ وبالنورِ وأسرارِ النماءْ
ستراني راسماً في الأفقِ نخلاً وخيولاً وسماءْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما تعرفني من بَعد بُعدٍ وغروبْ
وتراني عابراً كالأمسِ مابينَ بساتين النخيلْ
سوف تحتاجُ زمانَ الكونِ من فجرِ المسيلْ
ولأوقاتِ شموسٍ ضرَّجتْ بالدمِ هاماتِ الغروبْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أرتشفُ النخبَ وليلايَ بقربي جالسهْ
يجلسُ البدرُ الى الزهرةِ، والأنجمُ بالترتيلِ ضجَّتْ هامسهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما تقرأُ في ضوءِ نجومِ الصحوِ أوراقَ كتابي
سترى النجمَ وقد قادَ حشودَ العشقِ كي تطرقَ بابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما تلمحُني من بعد بُعدٍ وعذابْ
وطريقٍ وعثِ الخطوِ مريرْ
ستراني راسخاً عند بواكيرِ الشبابْ
وزمانٌ رامَ انْ يأسرَني أضحى أسيرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أكتبُ في الليلِ على ليلى لليلٍ وليالْ
ستراني أمزجُ الواقعَ بالسحرِ وبالممكنِ ماكانَ محالْ
ـــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أكتبُ في الليلةِ في ليلى لليلٍ وليالْ
ستراني رامياً من قوسِ أغوائي من العشقِ نبالْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أكتب عن ليلى النبيلهْ
وهي تدنو بي الى قعرِ الجحيمْ
سأرى النورَ مياهاً، وأرى النارَ نعيمْ
وأرى أمراةً واحدة ًباتت قبيلهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريثما أمضي شراعاً نحو دجلهْ
ثم أسري قارباً نحو الفراتْ
سيكون الماءُ قد ضيَّعَ في أرضهِ أهلَهْ
ثمَّ عادوا، وأنا باعثُهم نحو الحياةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ نُشر هذا النص ـ باستثناء المقاطع الثلاثة الأخيرة ـ بتأريخ 04 . 02 . 20011 في القسم الأدبي من جريدة الأتحاد الأماراتية..