قبل أكثر من شهرين نشرت على صفحتي صوراً لتظاهراتنا المستمرة في ساحة التحرير، وكانت الصور معبرة عن انفعالاتنا ونحن نهتف للوطن المقدس، ونطالب بكنس المنطقة الخضراء وتنظيفها من المفسدين الذين أذاقونا نحن مساكين هذا الوطن الويلات تلو الويلات بسبب فسادهم وطائفيتهم وعمالتهم .
من بين الصور، اختار صديق لي صورة تجمعني بالناشطة المدنية وأيقونة ساحة التحرير ( انتصار الميالي ) وأرسلها لي مع سؤال من هي هذه الفتاة ؟ فقلت له ولماذا هذا السؤال أولاً ولماذا هذه الصورة فقط استفزتك ؟ فقال لأني شاهدت لها عدة فديوهات وهي تهتف بحرقة في ساحة التحرير، حتى أني خجلت من نفسي حين تابعتها وهي تنادي مطالبة باستعادة وطن سرقه اللصوص، فقلت له لست وحدك من شعر بهذا الشعور، فانتصار الميالي جعلت كثيرا ممن لم يخرج للتظاهر يشعر بالعار وليس الخجل، ثم قلت له سأحدثك الآن عن انتصار ولكن باختصار فما سأقوله هو ما أعرفه فقط :
انتصار يا صديقي فتاة قادمة من ( مثوانا الأخير ) وأقصد مدينة النجف التي تحتضن جسد رجل البلاغة والعدل وأول اشتراكيّ في الإسلام، الإمام علي بن أبي طالب، وهي امرأة تحمل في قلبها الصغير، ثقل وطن مثخن بجراحات أبنائه، وطعنات اخوة يوسف، وفي عمق روحها ثورة عظيمة لا تستطيع كبتها، كونها تربت في كنف عائلة لم تهادن الضيم، لذلك تجدها دائماً وقد أطلقت الصوت عالياً ضد كل من يريد بالعراق والعراقيين سوءا، وهي يا صديقي شيوعية باسلة خرجت من معطف سلام عادل ابن مدينتها، وأحد رموز النضال الثوري الحقيقي الذي اغتاله أوباش البعث والكلاب القومية، وانتصار يا صديقي لا تتواجد في ساحة التحرير فقط لتطالب بحقوق الشعب المنكوب، بل هي تحمل هذه الرسالة معها في كل بقعة تطالها قدماها، وقد أطلقت هذا الصوت في أماكن عدة داخل وخارج العراق، وشاركت في محافل عدة منادية بحماية العراق والعراقيين من ظلم المفسدين .
ياصديقي، سأخبرك ايضاً أن انتصار الميالي واحدة من مثقفات العراق اللواتي لا يبحثن عن شهرة أو حضور رغم انها متعددة المواهب، فهي فنانة تشكيلية وخريجة معهد الفنون الجميلة، وهي شاعرة رائعة وساردة جيدة، كما انها إعلامية بارعة تكتب كل فنون الصحافة ولها قلم رشيق يجيد حبك العبارات، فضلاً عن كونها متحدثة جيدة ولبقة لا تخشى في الحق لومة لائم، وتتمتع بحضور و( كاريزما ) خاصة جعلتها مقبولة عند أغلى الأصدقاء والمعارف، فهل أحدثك أكثر يا صديقي لتعرف من هي انتصار الميالي ولماذا هي تصرخ بحرقة من أجل العراق والعراقيين وضد كل مفسد طعن العراق في خاصرته أم نكتفي بهذا التوضيح البسيط ؟ .