نحــــو بيئــة نظيفــة
9 / 9 / 2008
"العقل ملك، والخصال رعية،
فإذا ضعف عن القيام عليها
وصل الخلل إليها".
(علي بن عبيدة)
نقول مباشرة: نحو بيئة نظيفة.. من المخدرات.
لأن هذه الآفة، أو الكارثة، أو النازلة، حرب علينا. مرة بأيدينا، ومرة بأيدي غيرنا.. وحيناً بجهلنا، وأحياناً باتباعنا أهواء غيرنا، واقتفائنا خطوات سوانا، وسيرنا على التقليد الأعمى.
رأينا قوماً يلبسون ملابس مضحكة، فقلدناهم.
وشاهدنا أناساً لا خلاق لهم، فاتبع بعضنا طريقة عيشهم، وأسلوب حياتهم، ونمط تفكيرهم.
وسمعنا عن "فوائد" تعاطي المخدرات، عن ذلك الطبيب، وهذا الكاتب؛ وتلك الشاعرة، فلحقنا بهذين، وسرنا خلف تلك.
وتعدينا التقليد في هذه، إلى التقليد في جعل المخدرات تجارة، ومصدراً للثروة، وأسلوباً في تنمية رأس مال يمحق الثروة الحقيقية، ويتحول إلى كابوس مرعب على صدور الخلق، لأن تحريكه يتم بخيوط من بلدان معروفة.
غسيل الأموال، وغسيل أموال المخدرات، وما إلى ذلك، أبعد الله بلدان العرب والمسلمين عن هذه الأوبئة.
ومن أبواب فقه الدعاء، أن يغير العبد ما في نفسه، وينقلب على هواه، ليصير قريباً إلى بارئه، ويغدو أقرب إليه تعالى، وفي هذا عبرة وعظة لكل مدكر.
في كل يوم تطالعنا الصحافة العربية، وصحف بلدان الخليج العربي خاصة، بقصص مستفيضة عن إلقاء القبض على مجموعات من تجار المخدرات، أو الذين يروجون لهذه الآفة، أو الذين يقتلون أنفسهم بأيديهم بانغمارهم في هذه الكارثة.
وهذه المعالنة ضرورية، ومهمة جداً، لأن افشاء ثقافة: "لا للمخدرات"، بين الناس من أول مستلزمات ايقاف هذه الحرب الملعونة على شبابنا، تمهيداً للقضاء عليها.
ان الزجر وحده لا يكفي. بل لابد من استراتيجية وطنية، مقسومة على زمن، يشترك في تنفيذها أطراف المجتمع المدني، بدءاً من المنزل، لاحتطاب حرب ضد هذه الجائحة الوطنية.
وحسناً فعلت احدى دول الخليج العربية، عندما أعلنت ضبط 8 من مواطنيها وهم يستعدون لبيع 5 كيلوجرامات من الحشيش و600 حبة مخدرة؛ وأكياس من الهيروين في احدى الشقق.
وحسن أيضاً، أن نجعل من الشهر الكريم مناسبة للحديث العلمي، الحضاري عن "حرب الافيون" التي تخاض ضدنا من وراء الحدود، وفي عقر ديارنا.
والأحسن من هذا كله، أن يتصدى المعنيون لهذه الظواهر المدمرة، لمناسبة "الشهر الكريم" فتكون مجالسهم وبألسنتهم، منتديات يعيدها الناس، كل في مجاله من أجل أن تكون بلداننا بيئات نظيفة، الآن قبل الغد، .. من المخدرات.
فمن يجعل مجلسه غداً، فضاء شعاره: "لا للمخدرات"؟
جمعة اللامي