النشأة: ولدت ليلى خالد في التاسع من نيسان/أبريل عام1944، في مدينة حيفا الفلسطينية، أثناء الانتداب البريطاني، ثم نزحت مع عائلتها إلى لبنان عام1948، بعد الإعلان عن قيام كيان الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، ثم انضمت ليلى إلى المقاومة الفلسطينية في الخامسة عشرة من عمرها، عن طريق حركة القوميين العرب، التي أسسها جورج حبش، حيث تحولت لاحقاً إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
ليلى خالد وخطف الطائرة الأولى
تلقت ليلى تدريبات خاصة في معسكرات الجبهة الشعبية، بعد أن انضمت إلى فرقة العمليات الخاصة في الجبهة، ثم تم التخطيط لعملية اختطاف الطائرة الأمريكية ذات الرحلة 840، المتجهة من لوس أنجلوس، إلى تل أبيب، مروراً بالعاصمة الإيطالية روما، حيث قامت ليلى ورفيقها سليم العيساوي، بالصعود إلى الطائرة في مطار روما، في التاسع والعشرين من أغسطس/آب عام1969، كما كان من المفترض أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، على متن الطائرة، لكنه غير الطائرة في اللحظات الأخيرة .
فقامت ليلى بتحويل مسار الطائرة، لتمر فوق فلسطين المحتلة، ثم هبطت في دمشق بعد مرور نصف ساعة على اختطافها، وفي دمشق تم إجلاء الركاب الـ116، كما تم التفاوض بين الحكومة السورية وحكومة الاحتلال عن طريق منظمة الهلال الأحمر، لإطلاق سراح ثلاثة عشر سورياً، بينهم عسكريين اثنين، مقابل ستة إسرائيليين من ركاب الطائرة، ثم سلمت ليلى نفسها إلى السلطات السورية بعد أن فجرت الطائرة، ليتم إطلاق سراحها في العام نفسه .
العملية الثانية لليلى خالد
عادت ليلى من سوريا إلى الأردن، ثم إلى لبنان، ليتم التخطيط لعملية اختطاف جديدة، بعد مرور حوالي عام واحد على تنفيذ العملية الأولى، حيث قامت بإجراء عملية تجميل لتغيير ملامحها، ثم صعدت مع المناضل الأممي باتريك أورغيلو (نيكاراغوا) على متن طائرة العال الإسرائيلية، رحلة رقم219، المتجهة من أمستردام إلى لندن، في السادس من أيلول/سبتمبر عام1970، كما كان من المفترض أن يكون معهما شريكين آخرين، لكنهما لم يتمكنا من الحجز على متن الطائرة نفساها .
كان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون باريتز من بين ركاب الطائرة، حيث كان هو الهدف الأساسي لليلى ورفيقها، لكن عندما حاول باتريك السيطرة على قمرة القيادة، اشتبك مع ستة حراس مسلحين، كانوا مرافقين لباريتز، فضلاً عن المضيفين المسلحين، مما أدى لمقتل باتريك، واعتقال ليلى على يد الشرطة البريطانية، لكنها سرعان ما أفرج عنها، بعد أن قامت الجبهة بخطف طائرة (Pan American)، للضغط على السلطات البريطانية، حيث تم إطلاق سراح ليلى خالد في الأول من تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، لتستقر في الأردن بقية حياتها، علماً أن تلك العمليات كانت من تخطيط المناضل الفلسطيني الدكتور وديع حداد، كما كان هدفها الأساسي إيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم، والضغط على الإسرائيليين للإفراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال .