نصائح للتغلب على الكابة

2011-12-28

في بعض الأحيان، يكون كل شيء على ما يرام, لكنك تشعر فجأة أنك أصبت بنوبة كآبة. هذ أمر طبيعي لأن المزاج يتقلّب بين الحين والآخر. إلاّ أنك تستطيع تعلّم بعض السبل التي تحسّن المزاج وتجعله أكثر استقراراً.

نتعرض جميعاً لتقلّبات المزاج ونوبات الكآبة بين الحين والآخر. إنه أمر طبيعي. فما من أحد قادر على التحلّي بمزاج ثابت على الدوام، خصوصاً وأن المزاج أشبه بحال الطقس العقلية، أي أنه خلفية واضحة لحالتنا النفسية: إيجابية أحياناَ وسلبية أحياناً أخرى.

والمزاج هو ردة فعل طبيعية للتعديلات الحاصلة في بيئتنا وحياتنا، سواء كانت هذه التعديلات جيدة أم سيئة. ونحن نملك جميعاً آليات تتيح لنا تنظيم مزاجنا بطريقة طبيعية ولاإرادية في أغلب الأحيان. وهذا ما يتيح تمييز الكآبة أو هبوط المعنويات عن الاكتئاب الذي يعدّ مرضاً حقيقياً ويستلزم معاينة طبية.
لكن هل نتساوى جميعاً أمام تقلبات المزاج؟
لا. فهناك بعض الأشخاص الذين يملكون قدرة هائلة على المواجهة ويشعرون دوماً تقريباً بالتفاؤل والإيجابية. وثمة أشخاص آخرون يرون دوماً الجانب السلبي في الأمور، حتى لو كان كل شيء على ما يرام، مما يؤثر حتماً في مزاجهم.
وتشير الدراسات إلى أن التربية والمناخ العاطفي ومرحلة الطفولة هي من العوامل المؤثرة في مزاج الإنسان حين يكبر. لكن حتى لو كنت تميل بطبيعتك إلى الحزن والكآبة والسلبية، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات التي تساعدك في مواجهة هذه المشكلة والتغلّب عليها.
فالتفاؤل هو في النهاية مسألة إرادة لا أكثر.

نصائح للحفاظ على التفاؤل
إعرف نفسك. هل تشهد حالتك النفسية تقلّبات سريعة؟ هل تدوم الحالات السلبية والمتشائمة أكثر من حالات التفاؤل؟ هل يسهل عليك العودة إلى المزاج العادي الطبيعي؟ هل أنت منزعج من حالتك النفسية؟

لا تلوم الأحداث الخارجية أو ماضيك على مشاكلك المعنوية. فطباعك هي أيضاً مسؤولة عن ذلك. ولا يجدر بك تجاهلها ولا لومها.

تعامل مع مزاجك بجدية. فإذا كنت تشعر بالكآبة أو كان مزاجك سيئاً، توقف قليلاً للتفكير والتصرف. إذا تجاهلت هذه الحالة النفسية، يحتمل أن تؤثر في نشاطاتك وتصرفاتك. قل لنفسك: "حسناً، مزاجي سيء. ما هي المشكلة؟ أين الخلل؟".

لا تتعامل مع مزاجك بجدية مفرطة. صحيح أن هناك مشكلة معينة، لكن هل تستحق كل هذا التذمر والكآبة والحزن؟
يقترح المعالجون الإدراكيون غالبا منح علامة تراوح من 1 إلى 10 لكل مشكلة، بحيث نتمكن بهذه الطريقة من معرفة الأسوأ ونجد أن معظم المشاكل التي نواجهها تافهة ولا تستحق تعكير مزاجنا.

إسأل نفسك إذا كنت ترغب فعلاً في استمرار الوضع على هذا الحال. فقد نرغب أحياناً في عيش حالة كآبة وعدم بذل أي جهد للخروج من هذا الوضع. لماذا؟ لعدم تحميل الآخرين مسؤولية أو إشراكهم في المشكلة

لا تحاول تهدئة مزاجك بالتهام الكثير من الحلويات والشوكولا أو شراء الكثير من الملابس غير اللازمة. فهذه الطريقة قد تهدئ أعصابك موقتاً، لكنك ستجد لاحقاً أن معنوياتك أصبحت أسوأ بعدما تدرك ما الذي فعلته.

بعد كل ذلك، لملم مشاعرك وحاول رفع معنوياتك. يمكنك القيام مثلاً بتمارين جسدية، أو إنشاء علاقات اجتماعية، أو القيام بنشاطات مسلّية. لكن إذا لم تسأل نفسك: "هل توقف مزاجي السلبي أم بعد؟"، قد لا تثمر جهودك أبداً.

سوف تجد أن السيطرة على المزاج هي أمر تتعلمه بطريقة تدريجية، تماماً مثل بقية الأمور في الحياة. في البداية، لا حاجة إلى الإصرار على تحسين مزاجك عند مواجهة أية مشكلة. باشر أولاً بالسيطرة على المشاكل الصغيرة وراقب تماماً ردات فعلك وتصرفاتك.

إعداد : جولي صليبا

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved