( قبل فنجان القهوة) - 1650/دخولي أمريكا

2014-02-17
ك//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b3c4581c-5445-45d5-9b56-0db45d5a8541.jpegل درس يبدأ بحرف .. فما اجمل الحروف حين تجتمع لتنير الطريق لتسير بصدق نحو الهدف والتمكين .. لتصنع الحريه .. حرية طالما افتقدناها في عالمنا العربي وافتقدناها أكثر في ظل احتلال بغيض للارض المقدسه ... ودمتم الى الحق اقرب والى الحرية أنشد .


حين وصولي مطار دالاس بولاية تكساس والذي يحتل ثالث أو رابع أكبر مطار في العالم توقفنا ننتظر لختم الدخول حيث ينقسم القادمون الى صنفين الاول مواطنو الولايات المتحده الأمريكيه والمقيمون على أرضها من جهة والثاني هو كل من هو ليس أمريكي من جهة اخرى .


وهنا قرأت الرساله بل فهمت انه ليس نقص احترام هنا او هناك بل نظام لخدمة القانون وسرعة الانجاز والا لما كانوا وضعوا من يحمل جواز من العالم الثالث وما بعد الثالث أي ( المقيمين على ارض امريكا وهم من جنسيات مختلفه) قبل من يحمل الجواز البريطاني او الكندي او الفرنسي او ما شابه , لكنه التخصص ...


استذكرت عالمنا العربي في هذه الجزئية .. وما أكثر الجزئيات بل ما اكثر الاستذكار والمقارنه التي لا تنتهي .. تساءلت لم نحن هكذا تمسكنا ببعض ثوابت وهميه ضيعت الفرد والمجتمع وأفلتت المتغييرات دونما انجاز .. فلا ثبتنا حين نريد الثبات ولا تغيرنا حين ما نريد الارتقاء .


آه وألف آه ... حينما وطئت قدماي أرض أمريكا .. وكنت قد سمعت من الغير ان بعد الحادي عشر من سبتمبر ليس كما قبله فكل شيء يختلف , ونوه لي أكثر من صديق لتكن جاهزا لحوار أشبه بتحقيق من قبل رجال الأمن في مطارات امريكا .. وفعلا كنت قبل ذلك جاهزا وما زلت لأي حوار مع أي اجهزة أمن على وجه الكره الأرضيه , علما انني ما زلت اتذكر والدي رحمه الله حينما كان يطلب منا ان نتلو الآيه الكريمه من سورة ياسين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) صدق الله العظيم , والتي فعلا تشعرنا بالأمن والأمان وكأنها تخاطبك قائله كن مع الله ولا تبالي , وأشد ما يحزنني حينما نشعر اننا نحتاج لتلاوتها على حدود دولنا العربيه أكثر من الدول الأجنبيه !!!! .


في مطار دالاس فوجئت اننا نقف في صفوف طويله زادت عن ستة , وكل صف فيه ما يربو عن الثمانين شخص ليكون قرابة أربعة آلاف الى خمسة آلاف مسافر يريدوا ان يختموا جوازاتهم لدخول أمريكا , فكانت لدي مفاجآت ثلاث ,
الأولى هو ان الجميع يقف بكل هدوء وانضباط ويمارس الاحترام لغيره قبل نفسه , بل تعمدت ان اتفحص الأعداد فشاهدت كيف ان الصف يصبح فيه فراغ ولا يسمح أبدا أي أحد ان يتجاوز أو يطلب فضلا عن يصرخ على من أمامه ليقول له تقدم الا ان الجميع يسير بسلاسه وهدوء .


والثانيه ان العدد الكبير هذا، لم يأخذ الوقت المتوقع بل بسرعه ودقة عاليتين وبهدوء قلما شاهدته في اي مطار عربي ,

والثالثه هي انني كنت ارقب رجل الأمن كيف يتبسم في وجه الجميع، وحينما جاء دوري فشعرت باحترام أكبر وابتسامه لم اعهدها من رجال الأمن، وبسؤالين اين ذاهب وما هو عملك انتهى الأمر وهذا ما لم تلاحظه في مطارات عالمنا العربي حيث تنقص الابتسامه بل قد ينظر اليك رجل الامن او موظف الجوازات بنظرة تأفف ان لم تكن استعلاء فضلا عن ان يوجه لك نظرات استهزاء لست مادحا ولا قادحا لأي جهة ولكني باحثا ولاهثا وراء الحقيقه .


لأخرج بعد ذلك وأشاهد المجتمع الأمريكي .. وأقول كم هو الكيان الاسرائيلي ماكر ليخدع هذا الشعب وكم قيادتنا العربيه قاصرة حيث لم تستطع ان تتحدث عن قضايانا فضلا عن الضغط باتجاهها .أؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة .مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة Dr.mansour_sal@yahoo.com
تكساس - دالاس : د. منصور سلامة باحث بالشأن المقدسي والعربي

د. منصور سلامة

الارض المقدسه -  طولكرم

Dr.mansour_sal@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved